منذ أيام رحل عن عالمنا الأستاذ صفوت عبد الحليم مدير تحرير جريدة “وطنى” .. لكنه لم يُفارق أذهاننا ، فقد ترك بيننا الكثير من الذكريات والصفات الإنسانية والمهنية التى نتمنى أن نقتضى بها فى حيانتا العملية والحياتية ، فرغم حداثة خبرتى العمرية بالأستاذ الجليل – خاصة عند المقارنة بخبرة أستاذتى وزملائى فى جريدة “وطنى” بالأستاذ صفوت – إلا أنه ترك أبلغ الأثر بداخلى مع سنواتى الأولى بالعمل الصحفى بالجريدة ، فقد كان إنساناً قبل أن يكون صحفياً مُخضرماً ، صاحب تجارب صحفية عديدة فى بلاط صاحبة الجلالة كنا لا نمل من سماعها .
اما على المستوى الشخصى لا أنسى تشجيعه الأدبى لى عندما كنت أقدم له فى مكتبه خبراً أو تقريراً أو أستشيره فى موضوع صحفى ما ، فكنت أجد منه كل الإهتمام والتشجيع ، وكنت أُفاجأ أن خبراً قدمته له منشور فى صدر الصفحة ، وكنت أتعلم منه ضمن زملائى خاصة فى اجتماعات قسم الأخبار أو بشكل فردى فى مكتبه بالتوجيه والإرشاد بالحذف أو الإضافة ، كما تعلمت منه الكثير فيما يتعلق بمبادئ العمل الصحفى منها صياغة الأخبار والتقارير والتعامل مع المصادر وغيرها من المهارات الصحفية ، فضلاً عن اللمسات الإنسانية والحياتية ، ولا أنسى أنه كان من المتحمسين لترشيحى للتعيين بجريدة “وطنى” ضمن فريق الأساتذة ورؤساء الأقسام المعنيين وعلى رأسهم المهندس يوسف سيدهم .
أنى لا أنسى مدى إحساسى بالفرحة والفخر الداخلى عندما دعانى ضمن أساتذتى وزملائى للمشاركة معهم فى الإحتفال بمناسبة عيد ميلاه الـثمانين بفلته بمدنية الشيخ زايد ، وحيث كنت بينهم الأصغر سناً وخبرة .. وهنا يبرز درساً مهماً أخر ألا وهو أحتواء الأصغر سناً وخبرة ، وتقديم العون والمساعدة كلما أمكن .. فالأستاذ صفوت عبد الحليم كان مخزناً للتجارب والخبرات .. ومرجعاً فى الجدية والإحترام ..