اختيار “باري” بايطاليا لانها نافذة علي الشرق و تحتفظ برفات القديس نيقولاوس المحب للكنيسة الارثوذكسية و الكاثوليكية
غادر قداسة البابا فرنسيس الفاتيكان اليوم الاحد في تمام الساعة السابعة صباحًا، متجها إلي باري بايطاليا حيث يتلقى مع البطاركة ورؤساء الكنائس والجماعات المسيحية لزيارة رفات القديس نيقولاس – قديس المسكونية، و يبدأ برنامج الصلاة المسكونية في التاسعة والنصف صباحا، ثم يعقد قداسته اجتماع مغلق مع جميع الاباء البطاركة المشاركين بهذا الحدث التاريخي، فيحضر اليوم مع قداسته في الصلاة من أجل السلام بالشرق الأوسط حوالي عشرين بابا و بطريرك و رئيس كنيسة بالمنطقة فعن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداسة البطريرك افرام الثاني بطريرك انطاكيا و سائر المشرق للسريان الأرثوذكس، قداسة البطريرك ارام الاول كاثوليكوس كيليكيا الاردن الأرثوذكس، كما يشارك الآباء عن الكنيسة الأرثوذكسية الاشورية، و العديد من الكنائس الأرثوذكسية منهم بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الاول، بطريرك الإسكندرية و أفريقيا للروم الأرثوذكس تيودورس الثاني، وعن الكنيسة الكاثوليكية سيكون غبطة الانبا ابراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، وبطريرك انطاكيا للسريان اغناطيوس يوسف الثالث، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا للموارنة، البطريرك كريكور بدروس العشرين كاثوليكوس بطريركية كيليكيا للارمن.
من جانبه أكد قداسة البابا تواضروس، قبوله لدعوه قداسه البابا فرنسيس ومشاركته في يوم الصلاة المسكوني بباري بكل سعادة و محبة اخوية، مؤكدا أن الصلاة هي السلاح الافضل ضد أي نزاعات.
وقال قداسته: “نحن نؤمن ونثق أن الصلاة هي السلطة الاكبر التي تخرجنا من أي مشكله وتحل النزاعات وتنير مستقبلنا للسلام والمصالحة فتواجودنا معا هو علامه لمحبتنا بعضنا لبعض وهذا أهم شيء في اللقاء، عارفين اننا هناك لنصلي بعضنا لبعض وهذا سيمنح تعزيه للمتألمين.”
و أضاف قداسته في تصريحاته قبل سفره للمشاركة في الصلاة: “نرغب أن يفهم العالم كله أن المسيحية مترسخة في الشرق الاوسط ،لذا مهم بالنسبة لنا ان العالم يفهم تقاليدنا ومبادئنا.”
وفي نهاية الحديث قال قداسة البابا، أرجو عدم التدخل في شئؤن بلادنا الداخلية، نحن قادرون ان نحل مشاكلنا بروح المحبة والحوار والتفاهم.
هذا و قد صرح الاب هاني باخوم المتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر ل “وطني” ان غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، وجهها رسالة قبل مغادرته الوطن أكد فيها: ان هذا اللقاء لكل كنائس الشرق الأوسط مع بابا الفاتيكان يساعد على تقارب الأشخاص فكرًا وقلبًا ومشجع للشعوب حيث تصبح علامة رجاء في عالم عطشان للرجاء والمحبة. نذهب لكي نعلن إننا معًا من أجل خير وسلام الشرق الأوسط و دعا غبطته شعبنا الحبيب وكل الاكليروس والرهبان والراهبات للصلاة في هذا اليوم قائلا فليكن يوم صلاة يوحد الجميع في المحبة والسلام.
يذكر انه قبل ساعات من يوم الصلاة المسكونية التاريخية التى تجمع كل البابوات و الاباء البطاركة و رؤساء الكنائس عُقد مؤتمر صحفي بالفاتيكان، أعلن فيه ان منطقة الشرق الأوسط تعتبر واحدة من بين المناطق في العالم حيث وضع المسيحيين بمعظمه محفوف بالمخاطر. فبسبب الاضطهاد، أجبرت العديد من العائلات إلى مغادرة أوطانها بحثًا عن الأمن وحياة أفضل و أن نسبة المسيحيين في هذه المنطقة قد تضاءلت بشكل كبير في غضون قرنٍ واحد، حيث كانت نسبتهم تبلغ 40 بالمئة قبل الحرب العالمية الأولى، أما اليوم فتبلغ 4 بالمئة فقط كما أشار المؤتمر إلى العلاقات المسكونية، والتي تجمع الكاثوليك والأرثوذكس بشكل خاص، حيث كانت قوية جدًا وواعدة منذ اللقاء الذي جمع البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني أثيناغورس عام 1964 في القدس.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، اكد المؤتمر الصحفي ان المنطقة في الحاجة إلى السلام والأمن لكي يتمكن المسيحيون من البقاء في منطقة الشرق الأوسط، و انه من المستحيل أن نتخيل الشرق الأوسط من دون مسيحيين، ليس لأسباب دينية فحسب، إنما سياسيًا واجتماعيًا فيشكل المسيحيون عنصر أساسي للتوازن في المنطق”، فكما جاء في الإرشاد الرسولي للبابا بندكتس السادس عشر: ’الشرق الأوسط من دون مسيحيين، أو بعدد قليل منهم، ليس الشرق الأوسط‘”. أما القناعة الثالثة فهي وجوب ضمان حقوق كل شخص أو جماعة في المنطقة بغض النظر عن الدين أو العرق أو الأصل.
وحول اختيار مدينة باري لإقامة الصلاة المسكونية والتفكير مع قادة الكنائس المسيحية، يرجع الي أن هذه المدينة الساحلية على البحر الأبيض المتوسط تشكل “نافذة على الشرق”، كما أنها تحتفظ برفات القديس نيقولاوس المبجّل من قبل الكاثوليك والأرثوذكس.