زمان من سنين كتير، كان فيه اختراع كده اسمه “شاية”، الناس القديمة اللي زيي يمكن يفتكروه. الشاية دي كانت أساسية في جهاز البيبي اللي على وشك الولادة من ضمن اللبس والغيارات والبيبرونات وكده. الشاية دي كانت عبارة عن قطعة طويلة من قماش ناعم عرضها حوالي ١٠ او ١٥ سم، حسب ماافتكر، وكانت بتتلف حوالين بطن البيبي كذا مرة وبعدين تتربط. كان الهدف منها إنك تِثَبِّت ظهر البيبي وإنت شايله علشان بيكون طري قوي في ايدك وانت بتحاول تشيله. وكانت دايماً الأمهات يقولوا لبناتهم اللي لسه قائمين من ولادة، “خلي بالك على ظهره”. مع التطور الحضاري، اندثرت الشاية وبقى البيبي بِيُرعُص في ايدك من غير مشاكل (إن شاء الله).
من حوالي شهر كده اتزحلقت ووقعت على ظهري وقعة جامدة ولما فحصني دكتور والتاني اجمعوا على إن ممكن يكون في ضلع مشروخ أو مكسور لكن مفيش حاجة ممكن عملها لإنه هيلئم لوحده. ومع استمرار الألم، بعض الناس اشارت عليَّ إني أربط حاجة حوالين وسطي علشان مااتوجعش كل ما اتحرك بس طبعاً لأسباب كتيرة منها ضيقة الخلق اللي ممكن ده يسببه، والحر الفظيع اللي عايشين فيه، ماعملتش كده واديني مستنية الشفاء اللي طال انتظاره (بس أنا على فكرة كويسة ومتعايشة).
اتاري بقى فيه شىء معروف من زمان اسمه “مِنطقة” ولما دورت على معناها الأصلي طلع “ما يُشَّد به الوسط”. نفس فكرة “الشاية” أو الرباط اللي حكيت لكم عنه. واتاري دَاوُدَ النبي برضه كان محتاجه لإنه وهو بيخاطب إلهه بيقوله “ٱلْإِلَهُ ٱلَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِٱلْقُوَّةِ ..” (مزمور ٣٢:١٨). واضح إن داود كان بيمر بظروف صعبة قسمت وسطه وخلت قوته تضعف وكأنه كان محتاج لحاجة أو حد يشدده علشان يقدر يقف ويكمِّل ولو كان عنده ضلع مكسور حانيه وبيحِّد حركته، جاله إلهه ولفه بمِنطقة علشان يقوِّيه.
يمكن حد من اللي بيقرا الكلام ده عنده الشعور ده النهاردة أو الأيام دي. جسمه سايب وقوته خارت. أو يمكن عنده كسر جسدي أو روحي واجعه وحانيه. ماتيجوا نطلب “شاية” أو “مِنطَقَّة” من ابونا السماوي يلف بيه وسطنا ويقوينا بيه؟
“ .. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ بِكَلَامٍ عَمَّا فِي قَلْبِي.. فَلَمْ أَزَلِ ٱلْيَوْمَ مُتَشَدِّدًا كَمَا فِي يَوْمَ أَرْسَلَنِي مُوسَى. كَمَا كَانَتْ قُوَّتِي حِينَئِذٍ، هَكَذَا قُوَّتِي ٱلْآنَ لِلْحَرْبِ وَلِلْخُرُوجِ وَلِلدُّخُولِ.” (يشوع ٢٤: ١٤،٧).