أصبحت الكنيسة قوية واليوم “الرهبنة جوهرة الكنيسة ” وهذا ليس للرهبان والراهبات بل لنا نحن جميعاً، فادعوكم لنتعرف كيف تكون الرهبنة جوهرة الكنيسة، برؤية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، الذي يعد اليوم ٣١ يوليو ذكرى رسامته راهبا.
يقول قداسة البابا تواضروس: ظهرت الرهبنة على أرض مصر في القرن الثالث الميلادي ونفتخر أن أول راهب كان شاب مصري أسمه الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان وصارت مصر هي التي قدمت الرهبنة لكل العالم وصارت الرهبنة نمط حياة له سمات خاصة وهي كالجوهرة الثمينة في حياتنا ومن مصر انتشرت الرهبنة في كل العالم ونسمع في بعض الدول انه يوجد أديرة كثيرة جداً ربما بالآلاف ومصر في تاريخها يوجد بها مئات من الأديرة وبها أديرة عامرة وأديرة مندثرة وعامرة تعنى أن يوجد بها حياة رهبانية ومندثرة تعنى ان يوجد بها مجرد أطلال موجودة في مواقع كثيره.
ماهي الرهبنة؟
فى احدى عظات البابا قال ان الرهبنة القبطية تختصر في كلمة صغيرة وهى انها رهبنة الكفن فبداية الحياة الرهبانية في أديرتنا تبدأ بالصلاة مثل الصلاة على الأموات والراهب في اديرة الرهبان بيكون البداية من خلال نومه على الأرض وتغطيته بستر كأنه كفن وكلمة كفن لها ثلاثة معانى مهمة جداً المعنى الأول ان الرهبنة صوم عن العالم وهو انسان يصوم عن العالم بالمعنى الحقيقي للكلمة والرهبنة صوم عن الذات ذات الانسان اكبر شيء يحاربه وهي الأنا او الاجو وذات الانسان هي التي تتحكم فيه ومن خلال ذاته تظهر متاعب كثيرة ولذلك قال السيد المسيح ” أن أراد احد يتبعني فلينكر ذاته “.
و يرى قداسته ان الرهبنة حنين واشتياق للسماء واحد يشتاق للسماء ويحن اليها كل حين واحد عمال يفكر أمتي يكون له نصيب في السماء “لي اشتهاء ان انطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا”
وبذلك تكون الرهبنة صوم عن العالم عن وصوم عن الذات وحنين للسماء وهذا يشكل أبعاد الحياة الرهبانية أو فلسفة الحياة الرهبانية التي نسميها “رهبنة الكفن ” وأنا لا أتحدث الى أباء رهبان ولكن أتكلم للجميع بصفة عامة عن فكرة وفلسفة الحياة الرهبانية وكيف أنها جوهرة يجب ان نحافظ عليها ودي مسؤولية كل انسان فينا كيف تحفظ هذه الجوهرة ولا تكون سبب في تعب الراهب او الراهبة او تكون سبب في افساد الحياة الرهبانية.
والحياة الرهبانية في فكرتها قامت على أن الأنسان يوجد لدية ثلاثة دوائر تشكل حياته
الدائرة الأولى: الذات أو الانا: وهي كل أنسان يميل للسلطة وللتحكم والأوامر ويرى نفسه دائما
الدائرة الثانية: المال الصراع الذي يملئ العالم كله ومحبة المال أصل كل الشرور، وده سبب كل الصراعات اللي في العالم صراع على الثروات المادية.
الدائرة الثالثة: الجسد وشهواته.
اساسيات الرهبنة
يرى قداسته اساسيات للرهبنة، الاساس الأول الطاعة تكسر الذات: يجب أن يتمتع الراهب بالطاعة الكاملة الطاعة القلبية لأب الدير أو ام الدير وأطيع الوصية والفضيلة ولا تكتمل حياة الدير ألا بوجود أب روحي أو ام روحية والرهبنة تعالج الانا والحياة الرهبانية تتلخص في كلمة حاضر وكلمة أخطيت وهكذا حياة الراهب النقطة الاولى لقهر ذاته هي الطاعة.
الاساس الثاني “الفقر الاختياري المال يعالجه الفقر الاختياري الراهب لا يملك شيئاُ ويكسر ندر رهبنته إذا كان يملك مال او ما شبه ذلك ومن القصص المشهورة الراهب الذي تنيح ووجدوا في قلايته دينار وأوقفوا دفنه حتى يعرفوا ماذا يفعلوا بالدينار لأنه اعتبروا شيء من النجاسة موجود في أماكن مقدسة وكانت النتيجة أن الإباء الشيوخ ندفن الدينار معه وهذا فكر لكن هذا أساس الرهبنة والبالطو الأبيض لا يعنى أنك دكتور او الزي الرهباني هو اللي يخليني راهب.
الأساس الثالث: الجسد وشهواته الراهب يلتزم التزام العفة والتبتل باختياره أيضا ً وهذا الاختيار ليس عداوة لأي شيء مثل الزواج او تكوين أسرة ولكن هذا نوع من أنواع التفرغ وان يكون لله أكثر وأكثر.
الذات تحارب بالطاعة
المال يحارب فالفقر الاختياري
الجسد يحارب بالتزام العفة
ولكي ما يصير الراهب راهباً في القرون الأولى الثالث والرابع والخامس الميلادي كانت الحياة الرهبانية حياة متقشفة للغاية ولازم نعرف ليه الرهبنة نشأت في أرض مصر؟
مصر في تاريخها المسيحي ظهرت فيها المدرسة اللاهوتية من أيام مارمرقس وابتدأ ان يوجد اللاهوت الإسكندري وتخصص أباء كبار من الإسكندرية في شرح الكتاب المقدس وأصبح لدينا باء كباء مثل أثناسيوس الرسول واكلمندس وبعدها جاء عصر الشهداء ونسمع عن البابا بطرس خاتم الشهداء وشهداء كثير مثل ما رمينا والقديسة دميانة.
والعصر الثالث بعد ما حل السلام بمنشور ميلان في العصر القسطنطيني في سنه 313 م في القرن الرابع الميلادي وبدأ يعيشوا من يؤمنوا بالمسيح حياة مريحة لأن صارت المسيحية ديانة معترف بها بالإمبراطورية الرومانية؛ وبدأ البعض أن يشعروا بالراحة أكثر من اللازم مما جعل البعض ينطلق إلي مواضع الصحراء لكى ما يكون هناك من أنواع الاستشهاد بالنسك والزهد “الاستشهاد الأبيض” وصار الرهبان في أماكن الصحراء نوع من أنواع الحماس الروحي حتى لا يأتي فتور ويبرد مثل الصيام والاعياد وعلى مستوى اليوم بنصوم للتقدم للتناول لنحفظ الحرارة الروحية، وكل كنائسنا في مصر بجوار نهر النيل لترتفع الصلوات فذهب الراهبان لربوع البراري والجبال لترتفع الصلوات من هذه المواضع الصحراء الشرقية او الغربية او الجنوب ولما بنعيش ونفهم لماذا الرهبنة جوهرة كنيستنا؟
يقول قداسة البابا الذى يحمل في قلبه الرهبنة مهما شغله الكرسي المرقسي بالشؤن الكنسية و الوطنية، ان وجود الرهبنة امر ضروري للغاية ولازم نفهم لأنها مسؤوليتنا والرهبنة جوهرة لامعة ولها جوانب تجعلها لامعة:
الجانب الأول: حياة التوبة
(مت 3: 2 تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ) الرهبنة صوم عن العالم واللذات وحنين للسماء كل ما الانسان يشعر في أعماقه بإحساس اقتراب ملكوت السماوات وهنا تبدوا قيمة الاديرة لأنها جماعات رهبانية كل انسان يساعد اخوه على التوبة للتواضع وادانه الذات وفقر اختياري وناتئ الى الدير لنشحن روحياً وتأتى لسبب رؤية التائبين لنتعلم من سيرتهم ومنظرهم والاديرة مواضع توبة
الجانب الثاني: الصلاة
الرهبنة جامعات روحية متخصصة في الصلاة والعمل الرئيسي هو الصلاة وقت للصلاة والقراءة العمل والانسان عنده عقل يحتاج للقراءة وقلب يحتاج للصلاة ويد تحتاج الى العمل
فالصلاة تمثل العمود الفقري للحياة الرهبانية الراهب ماشي يزمر يعنى يتلو المزامير اما انا في صلاة الراهب في عمقه ونموه هو صلاة ونزداد قوة بوجود مصليين ومتفرغين للحياة والصلاة الدائمة تعنى حب الانسان لله والوقت أغلي هدية لنقدمها الى من نحب وأكبر دليل لمحبتك لله في الصلاة سكون الحياة والحواس من التقاليد الرهبانية القديمة ان لما الانسان كان يعمل حتى حاجة سخنه بمعلقة خشب حتى لا يكسر الصمت والسكون المقدس ودى مسؤوليتنا كلنا لنحافظ على الجوهرة سكون المكان وسكون القلب فكرة ويقدموا له هدية موبايل هذه الأمور تفسد الحياة الرهبانية جوهرة الكنيسة وتقدم له كتاب تحفظ هدؤه وعلمة .
الجانب الثالث: الطاعة
جانب أساسي او ما يسمى قطع الهواء والمشيئة طاعة قلبية لطاعة رئيس الدير لأنه اب قبل كل شيء والابوة الروحية في قيادة الحياة الرهبانية اغلى شيء لان الإباء اللي تكلموا عن الطاعة في الحياة الرهبانية شبهوا كسر الطاعة بخطية الزنا ومن هنا نشئت الحياة الرهبانية ” ابن الطاعة تحل عليه البركة ، واساس الحياة وفى عبرانيين (13:17) أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَٱخْضَعُوا، لِأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لِأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لَا آنِّينَ، لِأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ.
الجانب الرابع : الوصية
تعتمد على الكتاب المقدس فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح كأنها تأصيل للوصية في حياة الانسان وكأنه متخصص في الانجيل يمتص منه الوصية ويطبقها في حياته زمان كان يسافروا اميال كثيرة ليروا الراهب وشكله وحياته والبابا القبطي كان يسافر في البرية ليقابل بعض القديسين اللي عايشين في البرية ويفضلوا صامتين للغروب ويقول راهب للاب القديس اعطى كلمة لينصرف البابا فكان يقول ” واذا لم ينتفع من صمتي لا ينتفع من كلامي “وينصرف البابا ويعتبرها كنز ويأخذها وتعيش هذه الكلمة عبر الأجيال والقرون لان من خلال الوصية يتقدم الانسان الى حياة الكمال التي يسعى لها الانسان والخطية تصير كبيرة مهما كانت صغيرة في عيون الراهب وعاشت الرهبنة عبر الأجيال وظهر منها قديسين عظام وحتى القديس يوحنا ذهبي الفم قال السماء بكبل جمالها لا تساوى الشموع المتناثرة في الصحراء.
الرهبنة جوهرة الكنيسة نحافظ عليها وعلى حياة الإباء الرهبان ولا نفسد الحياة ومن اجل مزيد من العمق كنيستنا بها جوهرة مسؤوليتنا لنحافظ عليها لتكون لامعه وخدمة الكنيسة لا تنجح الا بصلواتهم.
وأديرتنا القبطية في كمصر كثيرة وخارج مصر لدينا عشرة اديرة عامرة تنقل الحياة الرهبانية للدول الأخرى والصلوات التي ترتفع هي التي تحفظ الحياة الرهبانية في حياة الانسان ويجب ان نصونها ومنذ سنة زارنا اباء رهبان من روسيا وهي بها المئات من الاديرة وزاروا ليتعلموا من الرهبنة القبطية وزاروا العديد من الاديرة مثل دير الانبا انطونيوس وكانوا في حالة انبهار شديد أديرتنا ورهبانيتنا يجب ان نصونها.