في حوار خاص مع سفير السويد بمصر يان تسيلف Jan Thesleff ، والذي يتميز بنشاطه المكثف الملموس منذ توليه مهام عمله مؤخراً بالقاهرة، أكد على أن السويد ومصر يرتبطان بعلاقات وثيقة تربطهما معاُ، وتحدث عن مجالات التعاون المشترك بينهما، وتلك التي تعمل السويد على إفادة مصر بخبراتها فيها، وأيضا عن ملامح التعاون المستقبلي.
*وقد بدأ الحوار بسؤال عن تاريخ العلاقات بين السويد ومصر؟ ومجالات التعاون الحالية؟
-أجاب السفير: إن علاقاتنا الدبلوماسية تعود إلى قرون، وقد افتتحت سفارتنا الحالية في عام 1977 في الزمالك. وتوجد علاقات تجارية بين البلدين طويلة الأمد؛ إذ تتاجر بعض الشركات السويدية الكبرى مع مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر. من بينها شركة ABB، وإريكسون والعديد من مصانع الأخشاب السويدية ومصانع الورق ولب الورق.
وأضاف السفير: علاوة على ذلك، مصر هي أحد أكبر وأهم سوقين للسويد في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا.
وبالنسبة لتصدير الأخشاب، تعد مصر أكبر سوق تصدير للسويد في جميع أنحاء العالم، بعد المملكة المتحدة. ونحن فخورون بهذه العلاقات الطويلة الأمد لأنها دليل على الصداقة والثقة والمصداقية. وقد قامت وزيرة التجارة السويدية “آن ليند”، بزيارة إلى مصر برفقة وفد تجاري كبير، في فبراير من هذا العام لتعزيز التجارة الثنائية، سواء الصادرات السويدية إلى مصر، أو الواردات من مصر.
* ماذا عن الاستثمارات؟
-أجاب سفير السويد: نحن نشجع الاستثمارات هنا، إذ تتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي بقوة وتتطلع الشركات السويدية إلى المزيد من فرص الاستثمار بمصر.
ومنها إلكترولوكس، ABB، إريكسون، أوريفليم، H & M و آيكيا IKEA، فهي أمثلة للشركات السويدية الكبرى، التي تشغل الآلاف من المصريين وتساهم في تصدير السلع المصرية. وتمتلك ABB وإلكترو لوكس Electrolux العديد من مرافق التصنيع والتدريب في مصر.
*ماهي أسباب نهضة السويد، والتي تجعلها ضمن الأمم المتقدمة عالمياً؟
– يعتبر الابتكار وريادة الأعمال هما الأسباب الرئيسية في نهضة السويد. فالسويد، بعد وادي السليكون، تعتبر هي البلد الذي يوجد فيه معظم الـ يونيكورن Unicorns (الشركات الناشئة التي تتجاوز قيمتها السوقية 1 مليار دولار).
*ما هي أهم أوجه التعاون المشترك التي تعمل السويد على إفادة مصر بخبراتها فيها؟
– أجاب السفير “تسيلف”: نحن نعمل بشكل وثيق مع المعجلات “محفزات السرعة” والحاضنات في تعزيز التعاون والإرشاد والاستثمار. كما نقدم العديد من البرامج التي تستضيف رواد الأعمال الشباب.
ويعتبر التعليم والبحث والتطوير مجالات أخرى نركز عليها ضمن اهتماماتنا.
وهناك بالفعل عدد من برامج التعاون الأكاديمي، ونحن نعتزم البناء عليها لزيادة التعاون في هذا المجال، بما في ذلك التدريب المهني، ونقوم بذلك بالتعاون مع مؤسسة سويدية متخصصة في محاكاة نموذج هيليكس الثلاثي Triple Helix Model: (الحكومة، والمشروعات الخاصة والأكاديميات) التي تعمل يداً بيد من أجل عالم أكثر إبداعًا واستدامة.
وأضاف السفير: إن الاستدامة وتكنولوجيا المياه وأجهزة توفير الطاقة هي مجالات رئيسية أخرى. ونحن نلاحظ الطموحات والتوقعات الكبيرة لجعل مصر مركزًا للطاقة في الشرق الأوسط وأفريقيا، ونريد أن نكون شركاءكم في تلك الرحلة، خاصة عندما يتعلق الأمر بزيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة.
*ماذا عن التعاون بين مصر والسويد على المستوى الدولي؟
-مصر والسويد شريكتان وثيقتان وناشطتان على الساحة متعددة الأطراف في عام 2017، كنا نخدم جنباً إلى جنب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكلا بلدينا مصدران للإمداد بقوات حفظ السلام في مالي، ولكننا نقوم بالتنسيق أيضا عن كثب بشأن السياسات، لا سيما عندما يتعلق الأمر بإيجاد حلول سلمية ومنصفة للصراعات التي تصيب المنطقة. والسويد هي أكبر مؤيد لمفوضية الأمم المتحدة من حيث التمويل الأساسي، كما أنها مساهم رئيسي في الأونروا.
والسويد – باعتبارها أول بلد في العالم – تبنت سياسة خارجية نسوية لدعم لحقوق المرأة ووضع تمثيل المرأة ومواردها في صُلب عملية صنع القرار، فقد وجدنا الكثير من الأرضية المشتركة مع مصر عندما يتعلق الأمر بتعزيز تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وإدماجها بالمنظومة كلها.
وقد أطلقنا مؤخرًا مشروعًا ناجحًا جدًا، تحت مسمى “لأنني رجل”، بالاشتراك مع المجلس القومي للمرأة ومجلس الأمم المتحدة للمرأة حول دور الرجال والفتيان كعناصر للتغيير لتحقيق التوازن بين الجنسين والمساواة.
*وماذا عن أوجه التعاون المستقبلي؟
– أجاب السفير “تسيلف”: في مجال الثقافة، سنحتفل هذا العام بالذكرى السنوية المائة لولادة المخرج السويدي الحائز على جائزة الأوسكار “إنجمار بيرجمان” Ingmar Bergman. وسنقوم خلال ذلك بتقديم العروض والمعارض والموائد المستديرة، بالتعاون الوثيق مع مهرجان الجونة السينمائي ومع مهرجان بانوراما للأفلام.
واختتم السفير حواره قائلاً: لقد احتفلنا مؤخراً أيضاً بيوم السويد لإبراز القيم والإنجازات التي حققتها السويد وبالأكثر للتأكيد على تعاوننا مع مصر وشعبها الموهوب ومستقبلها المشرق.