تعليق الصورة الرئيسية: لوحة من وحي هروب العائلة المقدسة إلى مصر.. ريشة الفنان فريد فاضل
الخبراء يقدمون روشتة علاج
“عاطف عجلان”: أطالب بمؤتمر وورش عمل سياحية لتعريف وتسويق هذا المنتج وبدء خطوات عملية بناءة
” محمد الغمراوي”: دخول العائلة المقدسة إلى مصر حدث هام لمصر كلها
” أندريه أبو شعر”: التسويق الالكتروني هو الحل الأوفر مادياً
“ريمون نجيب”: ربط مسار العائلة المقدسة في مصر بالقدس والأردن وتسويقها عالمياً
رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.. مسار مبارك يتحرك في 12 محافظة مصرية.. أصبح حج لزوار كثيرين.. قدمته مصر كهدية للعالم العام الماضي ليتبارك به بزيارة كل نقطة تحركت أو عاشت فيها العائلة المقدسة.. هذا المسار الذي تحرك فيه المسيح أكثر من ثلاث سنوات من عمره يعتبر نقطة هامة في خريطة السياحة الدينية العالمية وبنفس أهمية مدينة القدس التي عاش المسيح وصلب وقام من الأموات.
المسار مصدر بركة للعالم كله ومصدر بركة لمصر أيضا، وباعداده وتجهيزه بشكل لائق يمكن أن يحقق رواجاً اقتصادياً كعنصر من عناصر السياحة الدينية التي يتوجه إليها مئات الملايين من السياح حول العالم سنوياً..
ولكي يتحقق كل هذا الحلم، يجب أن نهتم بالدعاية والتسويق بشكل جيد لمشروع مسار العائلة المقدسة. لذا توجهت وطني لعدد من المتخصصين في مجال التسويق السياحي لاستبيان الخطوات المفروض اتباعها والتوقيت الأمثل للدعاية.
مشكلات مصر سياحياً أربع
صرح لنا الأستاذ عاطف بكر عجلان عضو لجنة استرجاع السياحة الروسية والتسويق لمسار العائلة المقدسة ورئيس مجلس إداره شركه ناشيونال بيرو أوف ايجيبت للسياحة، أن المشكلة الاساسية في المنتج السياحي في مصر منذ الثمانينات والتسعينات كانت عدم وجود استراتيجية واضحة أو خطة لتسويق مصر أمام العالم.
في الثمانينات كان السائح ممكن ينبهر بمصر عندما نقدمها له بحملة تسويقية فيها الأهرامات وعروض الراقصة فريدة فهمي ورقصة التنورة.. لكن مع تقدم التكنولوجيا وأساليب التسويق لم نواكب التطور، وبوجود منافسة شرسة أصبحت مصر بعيدة عن الأنظار وغير مروج لها في الأسواق العالمية. فنحن لا نعرف نقاط القوى التي تتميزبها مصر لكي نصدرها للإعلام العالمي لترويج السياحة المصرية. والمشكلة الأكبر اننا لا نواجه المشكلات ونسقط كل شئ على الإرهاب وضعف الأمن.
لدينا مشكلات جذرية يجب تداركها وهي:
المشكلة الأولى هي نوع السائح القادم إلى مصر، ويجب علينا ان نعد حملة تسويقية كاملة على أعلى مستوى لجذب السائح المستهدف وليس السائح الذي يسعى لأرخص سعر فقط، فيجب الخروج من تحت عباءة مصر أرخص أسعار رحلات عالمية. فإن كنّا نستهدف العائلات يجب أن نعمل على تسويق السياحة الترفيهية التي تخاطب العائلات الأوروبية وبذلك تتحول السياحة في مصر من شباب بسيط إلى رحلات عائلية مميزة وتعلي الدخل السياحي للبلد. من المهم لنا كدولة وكقطاع أن نغلق الدائره بحيث يكون جملة ما يدفعه السائح بزياره بلدنا والاستمتاع بكل ماحاباها الله وليكن ما بين ٧٠٠ إلى ١٠٠٠ دولار كحد أدني، يدخل معظمه للاقتصاد الوطني المصري سواء من شركات سياحه مصرية أو طيران أو فنادق أو مزارات وبزارات أو حتي للعمالة المصرية التي تعمل في كل هذه المجالات.
اما المشكلة الثانية هي من المتحكم في نوع السائح القادم إلى مصر، فالأسواق العالمية تفرض أوضاع معينة يمكننا أن نستفيد منها فمثلاً أوروبا تصدر للعالم ٦٠٪ من السياحة العالمية. ونحن نتميز أننا أقرب منتجعات سياحية لأوروبا ويمكن بطقس مصر المعتدل أن نجذب سياحة على مدار العام. وبما أن تركيا وتونس – الذان لهما نفس ميزة قرب المسافة، لا يعملان على السياحة الشتوية لذا نحن يجب علينا استغلال تلك الميزة أن لدينا ما بين الخريف والشتاء والربيع ٩ شهور سوق سياحي مفتوح لنا فقط. لذا إذا بدأنا نتعامل مع أمريكا اللاتينية والبرازيل أو الشرق الأقصى يجب أن ندرك أن حجم السياحة لن يكون بالقدر المربح مثل أوروبا، وبالتالي يجب الاهتمام بأوروبا المصدرالأساسي للسياحة مع تشجيع الدول الأخرى.
والمشكلة الثالثة أنه برغم التنوع في أنماط السياحة في مصر سواء سياحة ثقافية، وسياحة شاطئية وسياحة علاجية والآن بدأت تظهر السياحة الدينية، لكننا نفتقر الرؤيا الواضحة لما تتميز به بلدنا، فلا يمكن ان ننافس مثلاً في سياحة المؤتمرات لأننا لم يكن لدينا قاعات مؤتمرات مجهزة لتستوعب مؤتمرات عالمية قبل المشروع قاعةالماسا.. وإن قررنا المنافسة يجب الإعداد لها بعمل قاعات عديدة لهذا الهدف. ولا يمكننا أن نعتمد على السياحة العلاجية في مصر بالقدر المربح برغم أن هذا النوع من السياحة مربح جداً لكن مصر ليس عندها الخبرة فيه حتى الأن. وعلى العكس فان السياحة الثقافية في مصر لا نجد مثيلها في العالم كله وتجذب كل العالم إلى مصر.
اليوم منظمة السياحة العالمية ترصد ٨٢٪ من السياحة في العالم تخدم السياحة الترفيهية، فإن كان هذا النوع ضمن الأهداف السياحية في مصر هدف يجب أن نخدم بالأكثر أوروبا لأنها قريبة مننا في حين أن السائح القادم من أمريكا اللاتينية والبرازيل لديه شواطئ مثل “فلوريدا” و”الجزر الكاريبي” ومن ناحية أخرى الشرق الأقصى لديهم شواطئ منافسة مثل “بالي” و”المالديف”. ويجب علينا ربط أي منتج سياحي جديد بالسياحة الثقافية أو السياحة الترفيهية إلى أن يثبت نجاحه بمفرده.
المشكلة الرابعة هي اعتمادنا على شركات سياحة أجنبية وطيران أجنبي لجلب السياح لبلدنا، وهم ليس لديهم الدافع للضغط بدعاية للبرامج السياحة المصرية وعلى العكس إذا تم تشجيع شركات السياحة المصرية ليكون لها فروع في أوروبا حتى تكون لهم علاقات وسط المجتمع وتستطيع عمل الدعاية المناسبة في الوقت المناسب للمنتج المطلوب في مصر. وهذه الشركات من ناحية أخرى ستعتبر استثمار مصري في الخارج لذا ستعود على مصر بالعملة الصعبة، ويمكنهم أيضا التعامل مع الطيران المصري وبذلك تكون الرحلة بالكامل عائدها لمصر. ونحن لسنا بمخترعين لهذا الفكر ولكن بدراسة الأوضاع والخبرات من حولنا رأينا العلاقة بين تركيا وروسيا برغم تفجير مطار كابول إلا أن السياحة لم تتوقف من روسيا إلى تركيا وذلك لأن تركيا لها ٩٠٠ شركة سياحة تركية داخل روسيا وكل منهم مترابط بعلاقات قوية داخل روسيا فيمكنهم الضغط اقتصادياً بعدم فرض قرارات وقف السياحة إلى تركيا، لكن في حالة مصر لم يكن لديها نفس القوة داخل روسيا ولذلك تم خضوعنا فترة لوقف السياحة الروسية بعد سقوط الطائرة الروسية.
تلك هي الأسباب الحقيقية لعدم الرواج السياحي في مصر، ليس الإرهاب وعدم الأمان لأن الإرهاب يجتاح العالم كله والسياحة لا تتوقف لديهم.. وهنا تأتي أهمية الاستراتيجيات والخطط المعلنة التي يجب إعدادها حتى يدرك جميع العاملين في مجال السياحة الخطة العامة لمصر للمستقبل القريب والبعيد في مختلف أنماط السياحة، خصوصاً وإن كنّا نريد تسويق نوع سياحة جديد فريد في مصر مثل مسار العائلة المقدسة لأنها تحتاج حل كل تلك المشكلات لضمان نجاحها.
قال الاستاذ عاطف:”يوم ١٤ يناير أصدر الوزير السابق يحيى راشد قرار بتشكيل لجنة لإرجاع السياحة الروسية واحياء مسار العائلة المقدسة وتسويق مصر في الخارجودعم الطيران العارض ووضع منظومة جيدة له. وانا كنت عضو في تلك اللجنة. وفِي اليوم التالي ترك منصبه. ولذلك لم تجتمع تلك اللجنة حتى الأن لأن الوزير لم يعد في منصبه، والوزارات لا تستكمل عمل من سبقها.. لكن إن كان هناك خطة و استراتيجية واضحة مهما تغير عدد الوزراء سيتم تنفيذ الخطة لأن الأهداف واحدة وواضحة.وهذا ما نتمناه ونسعى إليه الأن.”
“وعلى صعيد أخر يجب أن يستوضح دور كل طرف في المنظومة السياحية، وزارة السياحة المفروض أن تقوم بتسهيل مهمة شركات السياحة ووضع استراتيجية لها،وهيئة تنشيط السياحة ليس دورها التسويق لمصر بالخارج لكن مهمتها وضع استراتيجية التسويق حتى تنفذها شركات السياحة. ولذلك كل الأدوار متضاربة ولا توزع الأدوار بالشكل الصحيح وهذا ينتج عنه تفكك والعمل في جزر معزولة، بكلام غير موحد وأحيانا خطط متضاربة بحسب المصالح الشخصية.”
عندما نتكلم في هذا الإطار عن مسار العائلة المقدسة، أضاف “عجبان” انه لم يتم مؤتمر واحد يجمع بين وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة مع شركات السياحة المصرية لشرح المسار وما حوله ولتحديد خطة التسويق أو الاتفاق على الأهداف المرجوة من تلك الرحلة. ولذلك من سنتين إلى الأن لم يحدث شئ يجذب عدد كبير من السياح.. كيف يكون لدينا مسار فريد لا يوجد مثله في العالم، والمتوقع أنه يجلب المليارات للسوق المصري، ونحن لا نسعى لتسويقه بشكل صحيح! ولماذا كل هذا التعتيم؟ ولماذا لا نستغل شركات السياحة للدعاية والتسويق الجيد؟
وطالب عاطف عجلان من منبر وطني أن يتم هذا المؤتمر العام وورش عمل تفصيلية حتى تتضح الرؤيا ونبدأخطوات بناءة دقيقة وسريعة لتسويق هذا المسار.
وأكد أن ما تم حتى الأن من تسويق لمسار العائلة المقدسة، جهود شخصية سواء من أشخاص أو مؤسسات لها مصالح من نجاح هذا المنتج وأهداف نبيلة لإعلاء شأن مصر في العالم.. لكن للأسف مازالت الاستراتيجيات التسويقية غير واضحة لمسار العائلة المقدسة.
توعية شعبية ودعاية خارجية
توجهنا لخبير في التسويق الفندقي الأستاذ محمد الغمراوي، وبسؤالنا له حول الخطوات التي يجب إتباعها لنجاح حملات التسويق لأي منتج، حدد لنا ثلاث محاور أساسية:
أولاً يجب التوعية لإدراك المنتج الذي يتم تسويقه وتثقيف المصريين داخل مصر عن فكرة الحج المسيحي وعن شخصية المسيح من الناحية التاريخية والثقافية وأهمية رحلة العائلة المقدسة بالنسبة لمصر وللعالم كله، ومعرفة القيمة التاريخية والسياحية لكل نقطة تحركت فيها العائلة المقدسة في مصر، واستيعاب أهمية هذا الحدث وإدراك توقيته وتذكاره الذي يأتي أول يونيه من كل عام، وهو يعد – في رأي “الغمراوي” – بنفس أهمية عيد الميلاد بالنسبة للمصريين، لذا اقترح الخبير التسويقي فكرة أن يكون أول يونيه إجازة رسمية لكل المصريين للاحتفال بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر.. فهو ليس تذكار مسيحي فقط بل حدث هام لمصر كلها.
كل هذا يراقبه العالم ويقيس مدى إدراك وتقدير الشعب المصري للحضارة والتراث والبركات التي يمتلكها.. وهذا يعد تسويق غير مباشر للعالم عن كنز في مصر من قبل مصريين كثيرين عقلاء داخل وخارج مصر، يعملون منفردين أو مجتمعين لعرض كل ما هو جميل في بلدنا لجذب السياحة. وفي حالة مسار العائلة المقدسة تحديداً، يجب أن يقدم المنتج على أنه نقطة جذب لقيمتها الثقافية إضافة إلى قامتها الدينية، وبذلك لا يقتسر زوارها على المسيحيين فقط.
ومن ضمن الأساليب المؤثرة لعمل التوعية هو الإعلام المرئي، حيث يمكن عرض النقاط الهامة من خلال البرامج الحوارية أو عرض أفلام تسجيلية عن تلك الأماكن المباركة، وبذلك تصل لأغلب المصريين. كثيرين يقولون أن نبدأ بتعليم الأطفال في المناهج المدرسية، لكن “الغمراوي” كان رأيه أن هذا الأمر لا يحتمل خطط بعيدة المدى بل تحتاج إنتشار للمعلومة سريعاً لكي يتفاعل الشعب كله مع هذا المشروع القومي.
ومن ناحية أخرى، وعي المصريين يطلق عنان التفكير والإبداع لكيفية الاستفادة من هذا المنتج السياحي الجديد. فيفتح مجال فرص عمل وتظهر صناعات وحرف لخدمة هذا المنتج، وبذلك يعود نجاح المنتج لرواج اقتصادي على مصر.
ثانياً يجب عمل الدعاية الخارجية عن المنتج المستهدف تسويقه، وهذا الدور يقوم به الدولة من خلال هيئة التنشيط السياحي والقطاع الخاص من خلال شركات السياحة والمرشدين السياحيين. كل تلك الجهات يجب أن تعمل على الدعاية في الخارج من خلال مؤتمرات والمعارض السياحية التي يتم عرض فيها المنتج بتفاصيله. ثم يتم عمل زيارة لمصر لهؤلاء حتى يتم معاينة المكان فعلياً. وعن أساليب التسويق الحالية التي لها تأثير على السائح، أضاف الغمراوي أن أقوى تسويق حول العالم للسياحة الأن هو شبكات التواصل الاجتماعي وتعليقات الزوار.
وأضاف “الغمراوي” في سياق حديثه المحور الثالث لتحقيق النجاح التسويقي، هو استمرار حملات التسويق، فلا تتوقف بل يجب التجديد فيها باستمرار وتنوع حملات التسويق ومكانها.
ويجب أن يكون توقيت حملات التسويق عندما نضمن أن المنتج سيكون جاهز للاستخدام. فلا يمكن أن نقوم بحملات التسويق لشئ غير موجود أو غير كامل لان هذا سيأتي بنتيجة عكسية.
وبسؤاله عن العوائق التي تواجهها حملات التسويق.. أكد على ثلاث نقاط يمكن الاهتمام بهم لنجاح تسويق اي مشروع
1- الأمن والأمان: هو أول عامل لأن الناس يجب أن تشعر بالأمان على كل الأصعدة، من أمان في الطرق وداخل الفنادق إلى الأمن ضد الإرهاب.
2- المصداقية في المعلومة: حيث أن السائح يتوقع أن يرى المنتج كما تم الترويج له عنه، فإن حدث خلل في المصداقية فقد السائح ثقته في كل هذا المنتج ويرجع بلده بشهادة عكسية ضد المكان.
3- المهنية والخبرة: لتلافي الوقوع في مشاكل أثناء حملة التسويق وفي وقت تنفيذ المشروع. فلا يمكن أن يتم الاستعانة بصور غير حقيقية مثلا لترويج منتج موجود، وكذلك لا يمكن ترويج إنتهاء تجهيزات المشروع ويثبت عكس ذلك.
التسويق الالكتروني هو الحل الأوفر والمعاملة الطيبة توصلنا للهدف
أما الأستاذ أندريه أبو شعر مؤسس ومدير شركة تسويق عالمية “أد مارك”.. تكلمنا معه في ضوء ما نعرفه عن مسار العائلة وعن كيفية تسويق هذا المسار.. فأكد “أندريه” أن هذا المسار يهم العالم كله وليس مصر وحدها، وفي نفس الوقت هذا المسار يمثل نوع سياحة جديد على مصر، لذلك مهم جدا دراسة حملة التسويق له جيداً بطرق جديدة ومتنوعة..
في البداية يجب الوصول بتسويق هذا المنتج للعالم عن طريق الدعاية التليفزيونية عبر قنوات لها مشاهدة عالية في البلاد المستهدفة مثل قناة “سي أن أن”، أو عمل حملات تسويقية الكترونية بشكل فوازير أو معلومات مقدمة بشكل لطيف يتفاعل معها المشاهد أو من خلال أفلام تسجيلية عن المسار والحرص على انتشارها بأوسع نطاق حتى يعرف العالم عن المسار. فهذا المسار يستهدف العالم كله وليس المسيحيين فقط.
الدولة عليها الشق الأكبر من مسئولية هذا الترويج لأنه سيعود عليها بالرواج السياحي وهذا النوع من السياحة الدينية سيتم ربطه بالسياحة الثقافية والشاطئية ومختلف أنواع السياحة في مصر حتى يجذب مختلف أنواع البشر. لكن المشكلة التي تواجه الدولة الأن هي احتياجها لعمل حملات تسويقية كبيرة مقارنتاً بالميزانية المحددة لتلك الحملات.. ولذلك يجب التفكير في خطة التسويق بدقة واستخدام التسويق الالكتروني ليصل لأكبر عدد من الناس وتكلفته تعتبر أقل تكلفة في مجال التسويق الأن. والتكلفة الأقل تتيح فرصة لتنوع الحملات واستمرارها على مدار السنة حتى نستطيع جذب انتباه أكبر قدر من السياح وتحفيذهم لتخطيط رحلتهم لمصر.. فمن المعروف أن السائح الأجنبي يخطط اجزاته قبل السفر بمدة زمنية كبيرة ويدرس كل تفاصيل رحلته بدقة لذلك مهم جداً أن تستمر حملات التسويق طول السنة حتى تكون مصر ضمن الاختيارات المتاحة أمام العالم كله.
وحملات التسويق لا يتوقف دورها عندما يصل السائح إلى الأراضي المصرية، فبالرغم من أن رحلة مسار العائلة المقدسة تعتبر رحلة فريدة وغير متوفرة في مكان أخر غير مصر لكن يجب علينا أن نجعل زيارة السائح فريدة ومميزة أيضا حتى يكتمل انبهاره ويكرر زياراته مرات عديدة. وهنا يأتي النوع الثاني من أنواع التسويق الذي يحدث وقت زيارة الوفود إلى مصر.. وهو المعاملة الطيبة والكريمة للسائح من كل شخص حوله، فيجب أن ندلل السائح ونجيب عن كل تساؤلاته ونشبع جميع رغباته، فيعود لوطنه سعيد ويتحاكى عن تلك التجربة الحقيقية بإيجابية شديدة.. وذلك ما يسمى بحملة التسويق الكلامي، وقوتها لا يستهان بها فلها مصداقية أكثر من أي حملة تسويقية مخططة مسبقاً، لذا يجب الحرص على جعل رحلة الزائر مميزة وفريدة من نوعها..
وأكد “أبو شعر” أن الحملات التسويقية تختلف في طريقة تناول مضمونها من بلد لأخرى، فإذا خاطبنا الشرق الأقصى نتكلم عن الحضارة والتاريخ، أما إذا قدمنا حملة تسويق في أوروبا يجب أن ندمج ما بين التراث والتاريخ وبين الحداثة في الإخراج والعمل على إبهارهم ولتصدير لهم أنها رحلة “حلم العمر”.. فيجب دراسة فكر المجتمع الذي يتم إعداد حملة التسويق من أجله حتى نحصل على النتيجة المرجوة.
ويأتي دور مهنة التسويق كأنه مايسترو يقود الأوركسترا بكاملها.. فيبدأ قبل الرحلة ويتابع أثناء الرحلة ويقيس مدى الجودة حتى النهاية ليعالج أي خلل فيها.. فماذا لو حدث إحباط وخيبة أمل للزوار من أي سبب.. كيف نعالج الموقف؟
خيبة الأمل أو الإحباط قد تكون بسبب أخطاء منا أو بسبب أن الدول المنافسة تقدم خدمة مدروسة بشكل أحسن أو باستثمار أعلى. لذا يجب أن نراعي أننا في منافسة عنيفة ونعد رحلاتنا بشكل جيد ونقوم بتطوير المنتج الذي نقدمه على أعلى مستوى. فنحن نشاهد حول العالم دول لديها ربع الأثار التي تمتلكها مصر لكنها لديها الوعي أن تفتخر بالقليل لديها وتبرزه للسائح بفخر، وهذا يتطلب منا سنين من التطوير والاستثمار لتصبح مصر متحف كبير من خلال كل شارع وميدان فيها.. وفي حالة مسار العائلة المقدسة يجب العمل على تطوير المناطق المحيطة بالأثر وإيجاد لافتات إرشادية لكل نقطة، وبذلك يعود هذا الاستثمار بعائد جيد.
وأضاف “أندريه” أن من أهم نقاط المعالجة التي يجب العمل عليها من قبل الدولة هي توعية الشعب المصري بكيفية معاملة السائح في بلدنا، في الشارع أو الفندق أو في أماكن الزيارات.. فيجب علينا الترحيب بهم وعدم استغلالهم أو استغفالهم..
فالسائح يمكن أن يتغاضى عن بعض الأخطاء طالما استمتع بوقته، لكن يوجد أساسيات لا تمر عليه بسهولة.. فيجب أن يكون البرنامج الخاص برحلته متنوع ومتناسب مع مختلف الفئات العمرية حتى لا يمل. أيضا يجب أن تكون المعاملة بشكل لائق فإذا شعر باستغلاله أو إهانته بأي شكل من الأشكال لن يعود أبداً لزيارة مصر مرة أخرى وسيتكلم عن تجربته التعيسة ويعلو صوته أقوى من أي حملة تسويق لمصر. ومن الأشياء التي تصدر شعور بالأسف والحسرة على مصر هو إهمال المصريين لحضاراتهم وعدم تقديرهم للأثار في بلادهم وهذا يعكس صورة غير جيدة لمصر. ولذلك نشدد على توعية الشعب لاستقبال وتقدير السائح والمعاملة الطيبة بشكل يجعله يتغاضى عن القليل من الأخطاء إلى أن نطور أنفسنا.
القدس والأردن ومصر.. رحلات حج مشتركة
وصرح الأستاذ ريمون نجيب مدير تسويق فندقي، لوطني، أنه يجب قبل البدء في تسويق لاَي منتج أن نتأكد أن هذا المنتج السياحي متكامل لجذب أكبر شريحة من المستهلكين ثم نبدأ في وضع استراتيجية تسويقية بأهداف طويلة وقصيرة المدى، مدعمة بخطة عمل من خلال الإعلانات المرئية والمقروءة والمسموعة في القنوات التليفزيونية أوالراديو او شبكات التواصل الإجتماعي والانترنت.
أضاف “نجيب” أن العراقيل التي تواجه تسويق المنتج سياحي المصري هي الصورة الذهنية السلبية عن الدولة بسبب الأحداث المتوالية وعدم الاستقرار الأمني لفترة طويلة والهجوم غير المبرر من الصحافة العالمية والتشويه المتعمد لصورة مصر، بالإضافة إلى غياب خطة عامة لتسويق مصر.
وبسؤاله عن دور القطاع الخاص والقطاع العام في دعم تسويق السياحة المصرية خارجياً، أكد “ريمون” أن دور القطاع الخاص هو تسويق منتجاته السياحية – سواء فنادق أو برامج سياحية، وذلك يختلف عن دور القطاع العام بدوره في ترويج الدولة والمناطق السياحية والمنتجات السياحية من خلال خطة عامة للدولة وهذا ما تفتقده سياحة مصر.
وعن كيفية التسويق الأمثل لمصر، قال “نجيب” إن التسويق هو احد أهم عوامل نجاح اَي منتج ويجب ان يكون مستمر لفترات طويلة بأشكال وطرق مختلفة تواكب التغير مع العرض والطلب، ولكن في كل الأحوال لا يجب على حملات التسويق أن تتوقف أبداً. وان يظل المنتج السياحي معروض لينافس المنتجات السياحية لدول اخري و يظل في ذهن السائح. ولكن للاسف في فترة ما تم إيقاف تسويق مصر بسبب عدم اقتناع احد الوزراء السابقين بأهمية التسويق خلال الأزمات، وأثر ذلك سلباً علي السياحة خلال الأعوام الماضية.
وفي نفس السياق، فإن رحلة العائلة المقدسة تعتبر من أهم أنواع السياحة المستحدثة.. وهي فرصة جيدة لفتح سوق سياحي جديد لمصر، بالإضافة إلى تحسين صورة مصر الذهنية لدى العالم. لذلك فالخطة التسويقية لرحلة العائلة المقدسة تختلف عن تسويق اَي منتج سياحي اخر لاختلاق قنوات التسويق.. فأولا يجب ان نبدأ في تحديد الأسواق المستهدفة ودراسة متطلباتها فعلي سبيل المثال وليس الحصر، هناك أسواق مهمة حديثة مهتمة بهذا النوع من السياحة يجب ان نستهدفها – ما يزيد عن ٩٠ مليون مسيحي بروسيا و ٧٤ مليون مسيحي بنيجيريا و ٦٣ مليون مسيحي في اثيوبيا بخلاف أوروبا ودول أمريكا الجنوبية.. ويجب ان نبدأ بعمل خطة تسويقية لكل سوق فعلياً، ففي روسيا مثلاً اهم وسيلة تسويق تكون عبر وسائل التواصل واليوتيوب و”فوتونتكت” و”اودونكلاسينكي” – وهما اكثر القنوات الاونلاين المستخدمة هناك. ويجب أيضا تحديد الرسالة المناسبة والمادة الترويجية المناسبة من فيديوهات ومقالات وعرضها بهذة القنوات في التوقيت المناسب أي الأعلى مشاهدة او متابعه..
ومن ناحية اخرى يجب ان يتم توقيع بروتوكولات بين الكنيسة المصرية والكنائس حول العالم لجذب سياح لمصر، فالكنيسة لها دور كبير في التسويق لأن راعي أي كنيسة هو من يحفز رعيته على السفر ويصطحبهم في أغلب الرحلات فتكون توجيهاته مؤثرة.
وعلى المسئولين أيضا دعوة رؤساء الكنائس من دول مختلفة وشركات السياحة التي تعمل بتسويق المنتجات السياحية الدينية في بلادها وكذلك الإعلام المختص بالسياحة الدينية للترويج عن مسار العائلة المقدسة بالأراضي المصرية.
ويمكن أيضا ربط مسار العائلة المقدسة بمصر في برنامج مشترك مع رحلات الحج التي تبدأ بالقدس مروراً بالأردن وتسويقها في المعارض والملتقيات السياحية لجذب السائح الديني.