حينما فقدت البشرية الحياة بمحتواها والنهاية الموت الأبدي هنا ظهرت محبة الله..
لم يرتـَـح السيد الرب لمصير البشرية هذا، إذ خلقه ليحيا لا ليموت. فقام الله بمحبته للإنسان ليخلصه هو بنفسه، إذ أخذ جسداً من السيدة العذراء القديسة مريم .
الوحيد من الآب الذي هو يسوع – ياه سوع – أي الله يخلص.. فهو شابهنا في كل شيء ماعدا الخطية وحدها .
ونصلي في ثيؤطوكية يوم الإثنين ” أشرق جسدياً من العذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا ” .
وفي يوم الثلاثاء نقول في التسبحة اليومية ” لأنه بإرادته ومسرة أبيه والروح القدس أتى وخلصنا ” .
في يوم الأربعاء ” تطلع الآب من السماء فلم يجد من يشبهك، أرسل وحيده أتى وتجسد منك ” .
أما في يوم الخميس ” لم يزل إلهاً أتى وصار ابن بشر ، لكنه هو الإله الحقيقي أتى خلصنا .
وفي يوم الجمعة ” هو أخذ الذي لنا و أعطانا الذي له نسبحه و نمجده و نزيده علواً “.
ونسبح العذراء مريم يوم السبت ” السلام لكِ يا ممتلئة نعمة. السلام لكِ يا من وجدت نعمة. السلام لكِ يا من ولدتِ المسيح . الرب معكِ ” .
القديسة اليصابات تصرخ و تقول : ” من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ ” ( لو1 : 43 ) .
و يقول القديس بولس الرسول لأهل فيلبي : ” ليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً . الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله . لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس . و إذ وُجِد في الهيئة كإنسان وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب . لذلك رفّعه الله أيضاً و أعطاه اسماً فوق كل اسم . لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة مِمَـن في السماء و مَـن على الأرض و مَـن تحت الأرض . و يعترف كلُّ لسانٍ أنّ يسوعَ المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب ” ( في2 : 5 – 11 ) .
و تنفيذاً للنبوات عن الرب يسوع المسيح ابن الله الآب ، ” الذي صار من نسل داود من جهة الجسد . وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا . الذي به لأجل اسمه قبلنا نعمة و رسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم ” ( رو1 : 3 – 5 ) .
السيد المسيح هو الذي له وحده الدينونة ، ” لدينونة أتيت أنا إلى العالم ” . و القديس بولس الرسول في رسالته إلى رومية ( رو 8 : 34 ) ” مَن هو الذي يدين ؟ المسيح ، هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا “. و يقول أيضاً في ( 1تي 2 : 5 ) : ” لأنه يوجد إلهُ واحدُ و وسيطُ واحدُ بين الله و الناس الإنسان يسوع المسيح ” .
و من خلال مردات تسبحة الأيام نستنتج عظمة عمل الله الكفاري و الفداء الذي قدمه للبشرية ، ” هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ” ( يو 3 : 16 ) . و يقول الرسول بولس في ( 1تي 3 : 16 ) : ” و بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد ” . و هنا ظهرت عمق محبة الله للبشرية .