استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، بالكاتدرائية بالعباسية اليوم الفوج السياحي الإيطالي الذي يزور مسار العائلة المقدسة بمصر.
رافق الفوج السياحي، الوفد الرسمي المكلف باستقبال الفوج وهم نيافة المطران الأنبا توماس عدلي أسقف الجيزة للأقباط الكاثوليك ونيافة الأنبا برنابا أسقف تورينو وروما “الكنيسة القبطية” والمونسنيور لينو فوماجالي “مطران فيتربو”، والأب جانلي مساعد مدير جمعية يونيتالسي.
حضر اللقاء السفير جيامباولو كانتيني سفير ايطاليا بالقاهرة، وسكرتيرا قداسة البابا تواضروس “القس انجيلوس إسحق؛ القس أمونيوس عادل”، والسيدة بربارة سليمان مدير المكتب البابوي للمشروعات والعلاقات.
هذا وقد أعرب قداسة البابا تواضروس في كلمته على ترحيب الدولة والكنيسة بالفوج السياحي الإيطالي، موكدًا على روح المحبة والأخوة مع قداسة البابا فرنسيس.
وفي ختام اللقاء أهدى قداسة البابا لأعضاء الوفد؛ كتاب اليوبيل الذهبي لتجلي السيدة العذراء بالزيتون والميدالية الرسمية لزيارة العائلة المقدسة لمصر.
وقد رحب قداسة البابا تواضروس خلال كلمته للفوج السياحي الإيطالي قائلاً:
أرحب بوجودكم في مصر على الأراضي المقدسة وأرحب بالكاردينال والآباء الأساقفة والكهنة ومسؤولي السياحة المصرية وكل المرافقين وارسل تحياتي للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان وأطلب له الصحة والعافية.
أنتم تزورون الأراضي التي عاش عليها السيد المسيح مدة ثلاث سنوات ونصف ولذلك صارت مصر أراضي مقدسة تماماً مثل فلسطين، وعندما تتصفحون في الكتاب المقدس ستجدون أكثر اسم ذكر في الكتاب هو “مصر”.
ورحلة العائلة المقدسة كانت بمثابة ملجأ أمان لها.. ومصر لها طبيعة خاصة في التاريخ الانساني، فهي صاحبة أقدم حضارة صاحبة التاريخ الغني، والكنيسة القبطية المصرية التي بدأت في القرن الأول الميلادي هي أقدم كيان شبي على أرض مصر.
رحلة العائلة المقدسة – السيدة العذراء مريم والقديس يوسف النجار والطفل يسوع، زارت أماكن كثيرة، سواء شمال البلاد أو جنوبها.
أرجو أن تعلموا أن مصر تشبه لوحة طبيعية رسمتها يد الخالق العظيم، فمصر مربعة الشكل مساحتها ١٠٠٠ كم في ١٠٠٠ كم، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط الذي نشترك فيه مع إيطاليا ومن الجنوب شلالات نهر النيل وفي الشرق والغرب صحراء. وفي نصف اللوحة نهر النيل العظيم الذي نشرب منه الماء ونسكن حوله ونتعلم منه الوسطية وعندما تنظرون إليه من الطائرة تجدوه كمن يرفع يده للصلاة ونتعلم منه روح العبادة، فالشعب المصري كله يحب العبادة منذ العصور الفرعونية ثم العصور المسيحية ثم العصور الإسلامية وهذا يسبب الغنى في الحضارة المصرية.
نحن ككنيسة قبطية أرثوذكسية مصرية، نعيش في مصر من القرن الأول الميلادي امتداداً من الحضارة الفرعونية وتتأصل المسيحية على أرض مصر وتوجد لدينا آثار كثيرة، ويقف في مقدمة هذه الأثار المسيحية الأديرة. الأديرة القبطية الموجودة في كل أنحاء مصر.
وأول راهب هو مصري وهو القديس أنطونيوس الكبير، وأول دير هو دير القديس أنبا أنطونيوس قريباً من البحر الأحمر وأول دير يحمل إسم أول سائح هو دير القديس الأنبا بولا أب السواح وأيضا له دير بالبحر الأحمر.
وأضاف قداسة البابا: من ضمن الأديرة المشهورة أيضا، الدير الذي تخرجت منه أنا وهو دير الأنبا بيشوي الذي يوجد به حوالي ٢٠٠ راهب الأن وله خدمات كثيرة في أماكن عديدة. وكذلك لدينا مجموعة من أديرة الراهبات. و زيارة الأديرة دائمًا مفتوحة للبركة، ومن الأشياء الجميلة أن مسلمين ومسيحين يزورون الأديرة دائمًا لنوال البركة في عطلاتهم الأسبوعية.
ولأن الأديرة أغلبها في الصحراء وعملها أساساً يقوم على الصلاة، فالصلاة المرفوعة في هذه الأديرة هي بمثابة حماية لأرض مصر.
وأكد البابا تواضروس أنه يشكر الله على تدشين مسار العائلة المقدسة وتحرصه الكنيسة من القرن الأول الميلادي حتى السنوات الأخير بكل ما فيها من أحداث ، وأضاف قائلاً: وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية ووزارة السياحة المصرية وكل الهيئات المعنية بهذا المسار، بدأ الاهتمام بهذا المسار بمحطاته الكثيرة ويكون هذا المسار شاهد على الحياة المصرية أن مصر هي بلد الأمان وبلد السلام وبلد المحبة. ونحن نرحب بكم في هذا اليوم ليس على الأرض فقط ولكن نرحب بكم في قلوبنا.
ونتذكر زيارة قداسة بابا روما في العام الماضي وقد تقابلنا مع قداسته في نفس هذه القاعة وكانت زيارة بركة كبيرة لمصر كلها، وقبلها ب ٤ سنوات تقابلت معه في الفاتيكان، ولنا علاقات طيبة وتواصل مستمر ونصلي بعضنا لبعض كل ليلة وسوف أتقابل مع قداسته خلال أسابيع قليلة قادمة.
أرجو أن تكون إقامتكم في مصر مريحة وأن تتمتعوا بالروح المصرية وتسعدوا بكل زيارة وتنالوا بركات كثيرة من المواضع المقدسة، فمصر لها رائحة خاصة في التاريخ الإنساني.
ونحن نشكر الله الذي اعطانا هذه الساعة ونرحب بوجودكم وبالزيارات الكثيرة التي تقومون بها وبكل الصحبة المباركة معكم.. وإنها لفرصة طيبة للقاء مع نيافة الكاردينال والآباء الاساقفة والآباء الكهنة والسادة المسئولين وسيادة سفير ايطاليا والمستشار الثقافي وكل المسؤولين ..وكما نقول دائماً في مصر “نورتوا مصر”
المونسنيور لينو فوماجلي أسقف فيتربو للكنيسة الكاثوليكية
وقام المونسنيور لينو فوماجلي أسقف فيتربو للكنيسة الكاثوليكية، بتقديم الشكر لقداسة البابا تواضروس قائلاً:
أشكر قداسة البابا لاستقبالنا.. وأشكر حفاوة الكنيسة المصرية وشكراً لحفاوة الحكومة المصرية، فنحن مرينا بخبرة عائلية مع الكنيسة هنا في مصر.
رحلة الحج الأولى التي نحن فيها والتي كانت مدعمة من الحكومة ومن جهات خيرية، نتمني أن نكمل هذا الطريق بروح الجماعة.. وككنيسة أسست من المسيح يمكننا أن نتضرع مع بعض بأهمية الأشياء الأساسية لدى الكنائس كلها، وأهم شئ روح التعاون وروح المسئولية والعزيمة على استكمال هذا الطريق مع بعضنا وذلك القاسم المشترك الذي يجب أن نكمل عليه سوياً لكي نكمل مسيرة وحدة الكنائس .
واسمح لنا قداسة البابا أن نقدم هدية لك وهي عبارة عن صورة العذراء مريم.. ونحن نصلي في رعاية العذراء مريم ومارمرقس نكمل رحلتنا ونثق في صلوات قداستكم لنا.
وكذلك قام الأب جاني مساعد مدير جمعية يونيتالسي الخيرية بإيطاليا، بتقديم هدية لقداسة البابا تواضروس قائلاً:
قداسة البابا شرف لي مقابلة قداستك وكنت في مصر في يوليه الماضي عندما أحضرت صور خاصة بزيارة البابا فرانسيس لقداستك. أنا أوصل سلام قداسة البابا فرنسيس لقداستك.
وجمعية يونيتالسي هي أكبر جمعية خيرية في إيطاليا، يعمل بها حوالي ٢٥٠٠٠٠ شخص، وجميعهم مهتمين برحلات الحج الديني وأكبر حج ديني لديهم هو في لورد بفرنسا.. وهذه الرحلة مهمة بالنسبة لنا لكي نكتشف الخطوات التي يجب أن نمشي عليها ونتذكر جذورنا، ولكي نأتي بالناس الذين يحبهم السيد المسيح وهم المرضي المحتاجين “ونتمنى إكمال هذه المسيرة ، ونقدم هديه لقداستكم وهي عبارة عن “قلب. والجمعية تتمنى من قداستك أن تحمل في قلبك مشاعر المحبة هذه لنا وتتذكرنا دائما.
الأب جاني مساعد مدير جمعية يونيتالسي الخيرية بإيطاليا
شركة يونيتالسي
وخلال كلمة رجل الأعمال أوجينيو بينيديتي، قام بتقديم دعوة لقداسة البابا تواضروس لزيارة المستشفى الإيطالي وكان مستهلها: قداسة البابا أشكر قداستكم للشرف الذي اعطيته لنا بهذه الجلسة.. أنا مصري إيطالي أعيش في مصر وجدي هو مؤسس المستشفى الإيطالي عاش ٥٠ عامًا في هذا البلد، وخدم فيها بنجاح حتى منحه الملك فاروق قلادة النيل، وأتشرف أن أكون وريثه الروحي.
وأريد أن أشكر السفير الإيطالي بمصر جيامباولو كانتيني والسفير المصري بإيطاليا هشام بدر الذين يرعون هذه المبادرة للحج الفاتيكاني.
هذا الحج يمثل لنا أهمية تاريخية مزدوجة، أولاً أنه أول رحلة حج على مسار العائلة المقدسة في التاريخ فمن أول عام ميلادي حتى عام 2018 لم يكن حج فاتيكاني وها نحن هنا نسير على نفس مسار العائلة المقدسة.. وكل أعضاء الرحلة واعين ومدركين أنهم يشاركون في تلك الرحلة التاريخية الهامة، وسوف تجد قداستكم رحلات حج كثيرة تنظمها مؤسسة يونيتالسي في مختلف أنحاء العالم ولكنها اهتمت بالحج إلى مصر بدءاً من هذا العام حتى يرى العالم أجمع حياة المسيح في أرض مصر.. وثاني نقطة هامة هي أننا نحن الآن في وجود الأسقفين الأنبا برنابا السرياني والأسقف لينو فوماجالي وهما يمثلان الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية.. وهذا أيضا حدث تاريخي مهم أن يجتمعا معا في هذا الحج. لم يكن الطريق بنيان تلك العلاقات الوطيدة سهلًا وحتى الأنبا برنابا من ١٠ سنوات لم يكن يشارك بأي فاعلية لأي احتفال، لكنه في عيد القيامة الماضي تم دعوة الجميع وعلى رأسهم السفير هشام بدر وتحدثنا أننا جميعًا أقباط ويجب أن نتواصل ونتحد، وهذا هو المناخ الجيد للحب والتفاهم..
ومن ناحية أخرى، للتعبير عن نفس شعور المحبة، قرر الأسقف فوماجلي تخصيص ١٥٠٠ متر مربع من قصره بفيتيرفو لتنظيم معرض للفن القبطي القديم بعنوان “كنوز مصرية” مدة أربعة شهور، ومن المقرر أن يشارك به آلاف الإيطاليين، ويزورون هذا المعرض .
رجل الأعمال أوجينيو بينيديتي
وفي نهاية هذا الاجتماع الدافئ بين الكنيستين، بادر قداسة البابا بتقديم هدية لجميع الحضور وهي عبارة عن كتاب عن العذراء مريم تذكاراً لمرور خمسون عاماً على ظهورها بكنيسة العذراء في الزيتون وكذلك أهداهم أيضا بنسخة من أيقونة قبطية من القرن الخامس الميلادي موجود أصلها في كنائس مصر القديمة. ثم إلتف جميع الحضور حول البابا تواضروس لالتقاط صورة جماعية معه .