نظمت السفارة الأمريكية بمصر مؤتمراً صحفياً هاتفيا مع قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل. والذي تضمّ منطقة مسؤوليته مصر ودول المشرق والخليج وإيران ووسط آسيا. وقد أنهى الجنرال فوتيل مؤخراً زيارة إلى بلدان مختلفة في المنطقة.
وقال جوزيف فوتيل: “هذه المرة الثانية التي تسنح لي الفرصة للتحدث معكم. أنا أتنقل عبر المنطقة منذ أكثر من أسبوع بقليل. أسافر كل شهر وأحاول زيارة أماكن مختلفة عبر المنطقة فنزور مع مرور الوقت كافة الأماكن التي نحتاج إلى زيارتها. وقد ذهبنا في خلال الأيام الثمانية أو التسعة الماضية إلى سوريا، وذهبنا إلى العراق، إلى البحرين، كما ذهبنا إلى الأردن وقطر. كانت أهداف زياراتي الرئيسية هذه المرة التركيز بشكل أساسي على عمليات الولايات المتحدة المستمرة والتحالف الدولي لدعم عملية العزم الصلب، وهي عملياتنا في كل من العراق وسوريا الرامية إلى هزيمة داعش.
وقد سنحت لي فرصة السفر إلى شمال سوريا وزيارة المنطقة مع قواتنا وشركائنا لتقييم عملياتنا الجارية، وأود أن أبلغكم بأننا بلغنا المكان الذي نريد أن نكون فيه الآن. نحن فخورون جدا بقوات التحالف المتواجدة على الأرض وبقوات سوريا الديمقراطية التي تقوم بعمل ممتاز للتصدي لخطر داعش وتشارك في عمليات في منطقة وادي الفرات الأوسط في شرق سوريا وتقوم بعمل ممتاز كما ذكرت. أتيحت لي أيضا فرصة السفر إلى العراق حيث التقيت ببعض القادة العراقيين وبقيادة قوات التحالف. استكملنا بالعمل مع قوات الأمن العراقية تحرير العراق من داعش في ديسمبر الماضي كما يعلم الكثيرون منكم. وتستمر منذ ذاك الحين العمليات الرامية إلى اجتثاث بعض العناصر المتبقية من داعش التي اختفت في نسيج المجتمعات والمناطق الأخرى والقضاء عليها. لذا نحن نعمل بشكل وثيق مع قوات الأمن العراقية لمعالجة التهديد المتبقي في العراق، وأود أن أبلغكم أننا نحقق تقدما ممتازا في هذا الصدد. وأود أن أبرز لكم التنسيق الجيد بين قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية على طول الحدود العراقية/السورية. وتعمل هاتان القوتان الشريكتان التي يعمل معها التحالف بشكل فعال معا، مما يوفر الدعم المتبادل خلال العمل على إزالة داعش من منطقة الحدود الحرجة هذه.
وتابع: “كما أتيحت لي أثناء وجودي في العراق فرصة السفر إلى أربيل والاجتماع ببعض شركائنا في البشمركة، وتشجعت كثيرا باستمرار التنسيق الجيد هناك. سيكون من المهم أن يعمل شركاؤنا قوات البشمركة في الأيام القادمة مع شركائنا في قوات الأمن العراقية والتحالف للتصدي لعناصر داعش المتبقية في مناطقهم المشتركة وأعتقد أننا سننجح في ذلك. وقد أتيحت لي فرصة السفر إلى البحرين وكان هدفي الرئيسي أثناء تواجدي هناك مقابلة بعض القيادات والتأكيد على علاقتنا الممتازة مع القيادة العسكرية والسياسية في البحرين وتطور جهود التعاون الأمني المتبادل. سنحت لي أيضا فرصة زيارة حاملة الطائرات الأمريكية ايو جيما، وهي واحدة من سفننا التي تعمل في الخليج العربي، وزرت البحارة وقوات المارينز المتواجدة على متنها. وزرت قطر لفترة قصيرة من الوقت أتيحت لي في خلالها فرصة زيارة وحداتنا الجوية التي تعمل انطلاقا من قاعدتنا الجوية هناك، وكذلك بعض الوحدات الجوية التابعة لقوات التحالف، وبخاصة قوات شركائنا من المملكة المتحدة. وأتيحت لي فرصة الاجتماع بهم وشكرهم على دعمهم والحصول على تحديث بشأن العمليات التي يقومون بها. كما اجتمعنا في الأردن بالملك وبعض القادة العسكريين واجتمعنا مجددا ببعض عناصرنا المتواجدين على الأرض هناك لدعم عملياتنا ضد داعش. أعود وأكرر أننا نحقق تقدما ممتازا في هذا الصدد برأيي.
وأفاد قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل أن الموقف الأمريكي يتمثل في الاتفاق بين رئيس الولايات المتحدة والرئيس بوتين على منطقة لتخفيف التصعيد في جنوب غرب سوريا وأن يمنع الروس النظام من شن الهجمات هناك فيما تحاول الولايات المتحدة معالجة تحديات هذه المنطقة دبلوماسياً. لذا ينبغي أن تلتزم كافة الأطراف بالاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ أكثر من عام بشأن تلك المنطقة ووقف العنف فيها. يتسبب الوضع بكارثة إنسانية ويؤدي إلى تفاقم مشكلة اللاجئين والمشردين داخليا السيئة أصلا في سوريا. لذا يتعين على كافة الأطراف الالتزام بالاتفاق المعمول به منذ أكثر من عام.
وتابع قائلًا: “أما بشأن أبو بكر البغدادي، سأكرر أننا لم نعلن أنه قد مات. ما زلنا نركز عليه ولا شك في أننا سنأخذ التدابير بشأنه إذا سنحت الفرصة ولكن لا يمكنني أن أؤكد أنه قتل.”
وقال فوتيل إن الولايات المتحدة لن تنسحب من سوريا في الأيام القادمة، لافتًا غلى أن مهمة القوات الأمريكية تتمثل في إنهاء المهمة التي أُرسلنا إلى هناك من أجلها، ألا وهي هزيمة داعش، لذا فالولايات المحتدة تعمل مع الشركاء لتحقيق ذلك. قوات سوريا الديمقراطية هم شركاء الولايات المتحدة الرئيسيون على الأرض الذين يساعدون التحالف، لذا فالعمل معهم وثيق لاستكمال العملية الرامية إلى هزيمة داعش في سوريا.
يمكنني أن أقول إن التحالف وشركاؤنا الذين يعملون في العراق وسوريا قاموا بعمل ممتاز لتقليل فرصة مقاتلي داعش للانتقال من المنطقة والعودة إلى بلدانهم أو إلى مناطق أخرى يستطيعون منها القتال، لذلك أعتقد أننا قلصنا هذه الفرصة إلى حد كبير. انتقل بعض العناصر طبعا عبر الطرق البرية أو الطرق البحرية أو ربما الجوية للوصول إلى مناطق أخرى، ولكننا نعتقد أن عددهم ضئيل جدا، وأريد أن أقول إن التحالف والمجتمع الدولي قد قاما بعمل ممتاز في هذا الصدد. ويشتمل كلامي على دول مثل تركيا التي تقوم بعمل ممتاز على طول حدودها ودول أخرى تقوم بعمل ممتاز في موانئ الدخول والهبوط، لذا أظن أننا نقوم بعمل ممتاز في هذا الصدد. أخشى أنه ليس لدي أي أرقام محددة أشارككم بها.
وحول دمج قوات الحشد الشعبي العراقي في القوات الحكومية أوضح فوتيل أن الحكومة العراقية أقرت قانونا يحكم قوات الحشد الشعبي، واندماجها في قوات الأمن العراقية، وبالتالي تتمثل مسؤوليتها في النهاية بإنفاذ هذا القانون والمعايير التي فرضها رئيس الوزراء والقيادة الأخرى. وقال: “نحن ندعم الشرطة الفيدرالية الآن ونعمل مع الشرطة الفيدرالية ومع الجيش العراقي ومع دائرة مكافحة الإرهاب. إذن سندعم القوات التي تم دمجها في قوات الأمن العراقية والمسؤولة أمامها، وسندعمهم بحسب التوجيهات التي نتلقاها من الحكومة العراقية.”
وأشار جوزيف فوتيل إلى أن علاقة الولايات المتحدة مع القوات المسلحة اللبنانية كانت ممتازة وجيدة مع القوات المسلحة اللبنانية على مدى السنوات العشرة أو الإحدى عشرة الماضية، موضحًا إ أن الولايات المتحدة تعمل عن كثب معها لتحسين قدراتهم و مهنيتهم ليكونوا أداة الأمن الرئيسية في لبنان.
وتابع قائلًا: ” اعتقد أننا نحقق تقدما مذهلا في هذا المجال. لقد زرت لبنان عدة مرات ورأيت قواتهم تعمل. رأيتهم في التدريب. إنهم ممتازون وأصحاب قدرات كبيرة. يستفيدون بشكل ممتاز من القدرات التي تقدمها الولايات المتحدة والبلدان الأخرى وكما أثبتت العمليات التي قاموا بها على طول حدودهم، إنهم فعالون جدا ضد داعش والإرهابيين العاملين في تلك المنطقة بالتحديد. أعتقد أن القوات المسلحة اللبنانية قصة جيدة للأخبار وهي غير منتمية لأي جهة سياسيا بشكل استثنائي. إنهم محترفون للغاية ونحن فخورون جدا بالعمل معهم. كان الجنرال عون مع بعض الممثلين الآخرين من وزارة الدفاع في واشنطن هذا الأسبوع. يشكل ذلك جزءا من تعاون أمني بيننا وبين لبنان وهو يهدف إلى تعميق وتعزيز جهود التعاون الأمني التي أقمناها مع لبنان منذ عدة سنوات، وهذا أمر جيد جدا. هذا ما نقوم به مع أفضل شركائنا، ويسرنا جدا أن الجنرال عون وضباطه قد زاروا واشنطن هذا الأسبوع واجتمعوا بخبراء الدفاع لدينا بشأن الدفع قدما بعلاقتنا وجهود التعاون الأمني بيننا. أعتبر هذا التطور إيجابيا جدا.”