فقدت مصر اللواء أركان حرب مهندس باقي زكي يوسف، صاحب فكرة تحطيم خط بارليف، الذي وافته المنية اليوم السبت.
وباقي زكي يوسف من مواليد 1931، تخرج في كلية الهندسة جامعة عين شمس قسم ميكانيكا سنة 1954، والتحق بالقوات المسلحة في ديسمبر 1954، وعمل في القوات المسلحة بجميع الرتب والمواقع المختلفة، حتى تقلد رتبة لواء في 1984، وأثناء خدمته بدأ العمل في بناء السد العالي، وطلب وقتها من القوات المسلحة ضباط مهندسين في تخصصات محددة، وكان له نصيب الاختيار، وعاد للصفوف القتالية بعد نكسة 1967.
و قام باقى زكى بتصميم مدفع مائي فائق القوة لقذف المياه، في إمكانه أن يحطم ويزيل أي عائق أمامه أو أي ساتر رملي أو ترابي، في زمن قياسي قصير وبأقل تكلفة ممكنة، مع ندرة الخسائر البشرية.
وصنعت هذه المدافع المائية لصالح جمهورية مصر، شركة ألمانية، بعد إقناعها بأن هذه المنتجات سوف تستخدم في مجال إطفاء الحرائق، وعليه فقد قامت إدارة المهندسين بالعديد من التجارب العملية والميدانية للفكرة، تخطي عددها 300 تجربة اعتبارا من سبتمبر عام 1969 حتى عام 1972، وتم تنفيذها بجزيرة البلاح بالإسماعيلية، حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابى أقيم ليماثل الموجود على الضفة الشرقية للقناة.
و على ضوء النتائج المرصودة، تم إقرار استخدام فكرة تجريف الرمال بالمياه المضغوطة، كأسلوب عملي لفتح الثغرات في الساتر الترابي، شرق القناة في عمليات العبور المنتظرة وتم نجاح فكرة اللواء الراحل
وظهر يوم العبور العظيم، أنطلق القائد باقى زكى يوسف مع جنوده، وقاموا بفتح 73 ثغرة في خط بارليف في زمن قياسي لا يتعدى ال3 ساعات ، وساعد هذا في دخول الدرعات المحملة بالجنود والدبابات وكان هذا ضمن الموجات الأولى لاقتحام سيناء وعبور الجيش المصري للضفة الشرقية لخط القناة.
و ساهم هذا العمل الكبير في تحقيق النصر السريع والمفاجئ وقد قدرت كميات الرمال والأتربة التي انهارت وأزيلت من خط بارليف بنحو 2000 متر مكعب وهذا العمل يحتاج إلى نحو 500 رجل يعملون مدة 10 ساعات متواصلة، وقد نتج عن هذه الرمال والأتربة والمياه المجروفة نزولها إلى قاع القناة.
و تقديراً لجهوده تم منحه نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى عن أعمال قتال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال في حرب أكتوبر 73، تسلمه من يد الرئيس الراحل أنور السادات في فبراير 1974، وأيضا وسام الجمهورية من الطبقة الثانية تسلمه من الرئيس حسني مبارك بمناسبة إحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة عام 1984.