فرج فوده المولود بـ (دمياط، 20 اغسطس, 1945 – القاهره، 8 يونيه, 1992) كان كاتب مصري مهم و مفكر وصحفي وايضاً ناشط فى حقوق الانسان ومنادي بالمدنية والوطنية للمصريين بغض النظر عن دينهم.
جاءت شهرة فرج فودة بمقالاته الحادة اللي انتقد فيها التطرف الاسلامي وعارض فيها الدولة الاسلامية وطالب بوقف سلطة رجال الدين على الدولة خاصة الشئون الدنيوية.
كان”فودا” من اشد المعارضين للفكر الذي يقوم عليه نظريات الجهاد وخصوصا صراعه مع الغزالي ومحمد عمارة وعبد الحميد كشك والذين كفروه فيما بعد, على الرغم من ان كل كتبه ومقالاته كان يتم التأكيد فيها على اسلامه وكان يقول إن صراعه مع الاسلاميين صراع سياسي وليس صراع ديني.
أثارت كتابات فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت وتصاعدت حتى بلغت حدا كبيرا من العنف أدى في النهاية إلى اغتياله فقد كان يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ويرى أن تحكيم الشريعة من الرجعية لأن الزمن تغير، والأحوال تغيرت، وكان يدعو إلى أن تكون الدولة مدنية بعيدة عن الدين.
وكان فودة اهتم بالكتابة عن الجماعات الجهادية التي انتشرت في التسعينيات، وهاجم سعيها للعمليات الإرهابية، تحت اسم “الجهاد في سبيل الله والفريضة الغائبة”، وكتب عنها “الحقيقية الغائبة”، وهو الكتاب الذي ناقش فيه تطويع النصوص القرآنية، من أجل نشر فكر الجهاد، لاستغلالها في أهدافهم السياسية.
الكثير يرى ان المناظرة الشهيرة بين فودة ونائب المرشد العام مأمون الهضيبي، كانت السبب الرئيسي في صدور فتوى قتل واغتيال فرج فودة، والتي ربط بين العمليات الإرهابية واستقلال بعض الإمارات الإسلامية في عهد السادات، وبين تغول التيار الديني النابع من جماعة الإخوان المسلمين، ومحاولة تمكين الفكر الدينى لمحو ثقافة المجتمع المصري.
ويرى فرج فودة في طه حسين أعظم رمز تنويري ولو أنه كان من الممكن أن يخطو خطوات أوسع مما خطاها لكن يبدو وأن مد المعارضة الذي واجه أفكار صدقه ، وقد انكسر بعد كتابه “الشعر الجاهلي” وبدأ شاحباً لكنه كان واضحاً في بعض مقالاته وفي كتابه “الفتنة الكبرى”، ورغم ذلك ظلت وستظل أصداؤه التنويرية والمتناثرة عبر كتبه ومقالاته ومواقفه الشجاعة مؤثرة، وعند وضع طه حسين في الميزان مع غيره فأنه نموذج عبقري شجاع وأحد قلائل قادة حركة التوير في العالم العربي.
لا يزال حتى الان يتم تدوال العديدمن تنبأت “فودة” بما يحدث في مصر ,مثلاً في كتاباته عما أسماه بـ”الدائرة المفزعة”، والتي في ظل غياب المعارضة المدنية، سوف يؤدي الحكم العسكري إلى السلطة الدينية، ولن ينتزع السلطة الدينية من مواقعها إلا الانقلاب العسكري، الذي يسلم الأمور بدوره، بعد زمن يطول أو يقصر، إلى سلة دينية جديدة، وهكذا وأحيانا يختصر البعض الطريق فيضعون العمامة فوق الزي العسكري، كما حدث ويحدث في السودان.