أنتيكا هو عنوان الأوبريت الاستعراضي الذي يتم عرضه الثلاثاء القادم من قبل فرقة الشمس بمسرح الحديقة الدولية وهذا العرض يعد هو الأول من نوعه الذي يتم تقديمه من خلال فرقة الشمس (أول فرقة متخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة) التي صدر قرار بإنشائها من قبل وزارة الثقافة وتهتم الفرقة بشكل أساسي بذوي الإعاقة ويشارك في الأوبريت أكثر من30 شخصا من ذوي الإعاقات المختلفة.
حول التجربة الرائدة بتخصيص مسرح وفرقة بذوي الإعاقة تحدثنا إلي الفنانة وفاء الحكيم-مديرة فرقة مسرح الشمس لذوي الإعاقة,وقالت:لقد تم إصدار قرار من قبل وزيرة الثقافة في26مارس الماضي بإنشاء فرقة مسرح الشمس بالحديقة الدولية بمدينة نصر وأن يهتم هذا المسرح بتدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل أساسي ممن لديهم الموهبة ويريدون صقلها وتنميتها للبدء في طريق الاحتراف ومنذ إنشاء المسرح بدأنا في عمل مقابلات مع الأشخاص ذوي الإعاقة ممن لديهم مواهب لتقييمها حيث أننا نستقبل المواهب ونجري لها المقابلات طوال أيام الأسبوع في الفترة من11صباحا وحتي الخامسة مساء وفي شهر رمضان نستقبلهم أيضا من الساعة الثامنة والنصف مساء وحتي الثانية عشر صباحا لإجراء المقابلات معهم.
وأضافت وفاء الحكيم:حاليا نقدم لهم ورشا حتي يوم الاثنين المقبل-الموافق 4يونية الجاري- ويشارك في هذه الورش 40 شخصا منهم 35شخصا من ذوي الإعاقة من مختلف الإعاقات أعمارهم تتراوح ما بين 4 إلي 37 سنة.
ويوم الثلاثاء القادم الموافق 5 يونية الجاري سيتم تقديم أوبريتأنتيكا علي مسرح فرقة الشمس بالحديقة الدولية والأوبريت فكرة وإخراج أميرة شوقي,وتأليف أشعار أيمن حافظ,وألحان وائل عوض,وديكور وملابس شادي قطامش,وتصميم استعراض مصطفي حجاج,ويشارك في بطولة الأوبريت مجموعة من النجوم الشباب منهم ميار- وإيناس نور- وأمير صلاح الدين,ويشارك في البطولة أشخاص من ذوي الإعاقة,بالإضافة إلي مشاركة 30 شخصا في الاستعراضات والغناء بالأوبريت من الأشخاص ذوي الإعاقة,ومن جهة نظري أن هذا الأمر يعبر عن الدمج الحقيقي وكيف يجب أن يكون.
وأضافت وفاء الحكيم قائلة:نهدف في فرقة الشمس إلي تأهيل ذوي الإعاقة في المجال الفني إلي الاحتراف وليس مجرد تنمية موهبتهم فهناك تدريبات في مختلف المجالات وورش تقدم لهم منها:الإدارة المسرحية-الملابس-الماكيير-مساعدة المخرج-الإلقاء-التمثيل-قراءة مسرحية….إلخ.حيث أننا نأمل أن نؤهلهم للوصول إلي الاحترافية وأن يكون مجال للعمل لبعضهم في المستقبل.
استطردت الحكيم قائلة: وزارة الثقافة منذ أن أصدرت قرارا بإنشاء المسرح حرصت علي أن يكون به إتاحة لكافة الإعاقات سواء الحركية أو البصرية أو السمعية كما أنها توفر مترجما للغة الإشارة أثناء العروض والورش,حتي أن المسرح نفسه مجهز برامبات لصعود الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية ممن يستخدمون الكرسي المتحرك عليه بدون أي معوقات.
المهندسة سناء-والدة الشابة مريم نعيم من أصحاب متلازمة داون وهي من المشاركات في العروض علي المسرح-قالت:إن وزارة الثقافة قدمت مسرحا مجهزا وبه إتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة,وابنتي مريم ستشارك في جزء من الاستعراض بالعمل في الأوبريت,والغالبية من المشاركين بالعرض من الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة وأعمار متفاوتة. وهذا المسرح يعد فرصة جيدة لدمج أبنائنا في المجتمع من خلال الفنون المسرحية والفنون بكافة أنواعها, كما أنه يعد مجالا مفتوحا أمام أبنائنا لصقل مواهبهم,بعد أن ظل الأشخاص ذوي الإعاقة في عزلة عن المجتمع والفنون المختلفة لسنوات طويلة دون أن يكون هناك جهة رسمية تدعمهم فنيا.