شهدت كنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير في مدينة منيا القمح محافظة الشرقية، تعامد أشعة الشمس على مذبح القديس “مارجرجس” أثناء قداس عيد استشهادة حيث سقطت الأشعة من خلال طاقة صغيرة في القبة التي تعلو المذبح.
واستمر تعامد أشعة الشمس على المذبح لأكثر من 90 دقيقة خلال القداس، بدأت من الساعة التاسعة وخمسون دقيقة واستمرت حتى الحادية عشرة والثلث صباحا.
وكعادتها تواجدت “وطني” في كفر الدير للسنة الخامسة على التوالي لتتابع هذه الظاهرة الأثرية الفريدة ، حيث كان لنا لقاء مع القمص ويصا حفظي – كاهن الكنيسة، والذي شرح لنا كيفية اكتشاف هذة الظاهرة
وقال هي ظاهرة كشفتها الصدفة بعد حجبها لسنوات عديدة لأسباب غير معلومة ترجع لترميمات سابقة خاطئة، ففي أثناء العمل على ترميم الكنيسة عام 2014، اكتشفنا وجود شبابيك أو طاقات في أعلى قباب الكنيسة الثلاثة تطل كل منها على المذابح الثلاث الخاصة بالقديسة العذراء، والشهيد مار جرجس، ورئيس الملائكة ميخائيل، مقفولة بالطوب والمونة وعندما نزعنا هذ الطوب بغرض إرجاع الأثر إلى أصله تمكنا من رصد هذه الظاهرة الفريدة.
وأثنى القس ويصا حفظي، على براعة المهندس القبطي الذي استطاع المزج بين فن العمارة وعلم الفلك، بتجسيد واحدة من الظواهر الكونية التي تعود إلى عهد الفراعنة، ففي أول مايو من كل عام تتعامد الشمس على مذبح الشهيد مار جرجس، وفي 19 يونيو تتعامد على مذبح رئيس الملائكة، وفي 23 أغسطس تتعامد على مذبح القديسة العذراء»، حيث تشكل الأشعة الساقطة على المذابح الثلاثة صليباً.
وأضاف القس ويصا حفظى بخصوص الدرج المكتشف حديثا بالكنيسة أن الدرج هو من ايام البابا بطرس الجولى رقم 109 وفية يكلف اثنين من الاراخنة بتقليد نظارة الدير وذلك لرعاية امور الدير وشئون الاراخنة والكهنة والشمامسة والشعب.
وحسب الدرسات التى تمت على هذا الدرج كان بهذا الدير حتى وقت البابا بطرس الجولى حياة رهبانية عامرة وغالبا هولاء الرهبان غادرو الدير الى دير البراموس عندما تجمعت الناس حول هذا المكان واصبحت المنطقة منطقة ذات كثافة سكانية.
ونحن حاليا لانملك معلومات موثقة بخصوص هذا ولكن فى هذة الايام نقوم بالتواصل مع دير البراموس وسوف نتأكد اذا كان هولاء الرهبان ذهبوا للدير من عدمة وماترتب على ذلك.
كما أضافت الدكتورة راندا بليغ استاذ الاثار المصرية بكلية الاداب جامعة المنصورة والتى شاركت فى رصد الحدث بخصوص الدرج المكتشف بالكنيسة
هذا الدرج هو عبارة عن ورقة طويلة تكون ملفوفة احيانا على عصى خشبية، وهى صورة من الكنيسة والاصل مفقود وصورة الدرج لوثيقة “نظارة وقف”
وفيها يقوم البطريرك رقم 109 البابا بطرس السابع المعروف ببطرس الجاولى بتولية اثنين من الاراخنة مسئولية الانفاق على دير الملاك ميخائيل بمنطقة التلين من حر مالهما، ومن وقف كان مخصصا للدير وكذلك الاشراف على توزيع المهام بين رهبان الدير وشمامستة وخدامة.
ويتضح من هذة الوثيقة أو هذا الدرج أن كنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير كانت ديرا عامرا على الاقل للقرن التاسع عشر الميلادى وكان ديرا اهتمت بة البطريركية وجعلت شخصين مسئولين عنة ماليا، وتم العثور على درج شبية لة تماما فى الشكل والمضمون ولنفس البطريرك وغالبا نفس الكاتب بالمتحف القبطى بالقاهرة رقم 4040
والمطلوب الان محاولة العثور على نسخة للدرج الاتى من الكنيسة اما بالديوان البطريركى او من المطرانية التى كان الدير يتبعها فى الفترة التى حددناها بين حوالى 1809-1852 م .
يذكر أن تلك الكنيسة معروفة بسبب حدوث تعامد للشمس على مذبح الملاك ميخائيل يوم عيدة فى 19/6 وحدوث تعامد للشمس على مذبح مارجرجس بنفس الكنيسة يوم 1/5 من كل عام، وغير معروف حاليا أذا كان هناك تعامد للشمس على مذبح السيدة العذراء فى عيدها من عدمة بسبب بناء مبنى خدمات للكنيسة فى مسار شعاع الشمس
والتقينا بالباحث اسحاق ابراهيم الباجوشى الذى يعكف حاليا على البحث عن كنيسة الملاك ميخائيل بناحية كفر الدير بالتلين بمركز منيا القمح – بالشرقية من خلال بعض المصادر التاريخية والمخطوطات اوشبة المخطوطات الموجودة بالكنيسة منذ زمن والذى اطلعة عليها القس ويصا حفظى لترتيبها و مراجعتها وتحقيقها للخروج بمعلومات يستفيد منها الباحثون والمؤرخين لتاريخ هذة الكنيسة
وعن تاريخ الكنيسة يقول المهندس مجدى غبريال احد اعضاء فريق الترميم بالكنيسة
مبنى الكنيسة يرجع إلى القرن الرابع الميلادي، وهى من الكنائس، التي شيدتها الملكة هيلانة، ضمن ٥ كنائس في الدلتا؛ منها كنيسة مارجرجس في ميت غمر، ومارجرجس في صهرجت، والتي تشهد تعامد الشمس، على مذابحها أيضا، إضافة إلى كنيسة القديسة رفقة بسنباط وكنيسة القديسة دميانة ببرارى بلقاس
ويوجد بالكنيسة ثلاثة مذابح
المذبح الأول (الأوسط) مذبح مدشن باسم رئيس الملائكة ميخائيل، وهو المذبح الرئيسي للكنيسة ويوجد على هذا المذبح حجاب مصنوع من خشب السنط مطعم بالعاج وسن الفيل يرجع إلى تاريخ (1247 ش)
والمذبح الثاني (من الناحية البحرية)، هو مذبح مدشن باسم السيدة العذراء مريم وله حجاب أحدث من الناحية التاريخية من الحجاب الأول.
أما المذبح الثالث (من الناحية القبلية)، مدشن باسم الشهيد مارجرجس وعليه حجاب يشبه حجاب المذبح الثاني، من حيث الناحية التاريخية والشكل الخارجي.
وقد شارك عدد كبير من الباحثين والمتخصصين والاباء الكهنة فى مشاهدة ورصد حدوث هذة الظاهرة منهم القمص اندراوس سمير كامل كاهن كنيسة الشهيد دميانة بارضبابا دبلو بشبرا، وعدد كبير من شعب كنيستة والدكتورة راند بليغ استاذ الاثار المصرية بكلية الاداب جامعة المنصورة ،والدكتور ناصر عثمان مدير شئون المناطق باثار الشرقية القبطية والاسلامية، والدكتورة هايدى أحمد موسى مفتش باثار القاهرة التاريخية، والاستاذ الباحث صبحى عبد الملاك والاستاذ الباحث اسحاق الباجوشى، والفنان الرسام جورج نعوم والاستاذ فارس غبور بجمعية المحافظة على التراث المصرى، والاستاذ عمر فكرى والمهندس مجدي غبريال، والمهندس وديع وليم من أعضاء فريق الترميم بالكنيسة، والدكتور وجدي سيفيين رئيس مؤسسة كوادر للتدريب والتنمية البشرية
واشترك الباحث القس يسطس فانوس من إيبارشية شبين القناطر في صلاة قداس عيد القديس مارجرجس مع القس ويصا حفظى كاهن الكنيسة كعادتة كل عام حيث يحرص على التواجد ومشاهدة و رصد تعامد الشمس كل عام بنفسة
وكان لرجال الأمن وكشافة وخدام الكنيسة دور رائع في تنظيم القداس والاحتفال بعيد القديس مارجرجس، حاز على إعجاب الجميع