– منذ اللحظة الاولى و هناك محاولات لطمأنة الاسر النازحة
– غالبية الاسر النازحة لديها الحنين و الرغبة فى العودة للعريش ثانية وأقول لهم ” هانت .. فات الكتير “
– طلبت من محافظ شمال سيناء تأمين منازل و ممتلكات الاسر القبطية النازحة حفاظا عليها من أى حالات تعدى
– لدينا 20 أسرة مسيحية لاتزال تعيش فى العريش .. و الامن يسع لطمأنتهم و حمايتهم قدر المستطاع
– قداسة البابا انتدب اسقف الخدمات و لجنة حل الازمات للاطمئنان على الاسر النازحة و تفقد احوالهم و تدبير اوضاعهم
عام مضى على مأساة نزوح الاسر المسيحية من العريش الى محافظات الاسماعيلية و بورسعيد و الإسكندرية و غيرها تاركين احوالهم و مصالحهم و منازلهم و ممتلكاتهم بحثا عن حياة آمنة مستقرة بعيدة عن ملاحقة الموت الذى كان ينتظرهم فى كل لحظة , فكان التحدى الصارخ أما التهجير القسرى أو الموت قتلا
أمام تلك المشاهد المؤلمة و ما رواه الاهالى من مسلسل رعب تجاه ما عاشوه بالامس لتضطرهم الظروف لسلك ذلك الطريق نجد اليوم ان الاحوال قد تبدلت و أن النفق المظلم قد بدأ يلوح بنوره من جديد بفضل جهود الدولة المصرية و ما تقوم به قواتنا المسلحة فى تحقيق العملية الشاملة لتطهير سيناء من الارهاب و القضاء عليه كى يراود تلك الاسر حنينها للعودة لحياتهم الطبيعية من جديد داخل العريش للوقوف على امكانية العودة ثانية لشمال سيناء ؟ و ماذا عن وضع ممتلكات و منازل و اشغال تلك الاسر النازحة ؟ كان لنا لقاء مع نيافة الحبر الجليل الانبا قزمان أسقف شمال سيناء فكان هذا الحوار …
+ الجميع يشهد للعملية الشاملة التى تتم فى سيناء حاليا , و لكن ماذا بعد التطهير الكامل لسيناء من التنظيمات الارهابية و ما امكانية عودة الاقباط النازحين الى الاسماعيلية و غيرها من المحافظات؟
++ بالطبع جميعنا كمصريين نشهد لما تتخذه الدولة المصرية من خطوات جادة تجاه ما يواجهها من تحديات حيث اقتلاع الارهاب من جذوره و ما لديها من خطة طموحة لتنمية و تعمير سيناء من جديد , و لعله يتضح فى عدد المشروعات التى بدأ فى تنفيذها بالفعل بما يدعنا القول بان هناك يد تبنى و يد تحمى.
و هو أمر يهمنا جميعا لما لسيناء من طبيعة خاصة فى قلب المصريين، و هى بالتأكيد خطوة يعول عليها كثيرا خلال الفترات المقبلة .
+ هل من تنسيق أمنى مع الكنيسة بشكل ما فى هذا الشأن ؟
++ منذ اللحظة الاولى و مع اشتعال الازمة و اضطرار الاسر المسيحية لهجرة ممتلكاتها و اشغالها و حياتها نازحة الى محافظة الاسماعيلية – و التى نالت النصيب الاكبر فى استقبال تلك الاسر – و غيرها من المحافظات , و هناك محاولات و مساعى تنم عن طمأنة تلك الاسر بان ما يمرون به مجرد ظروف استثنائية و سيأتى اليوم الذى سيعاودون لحياتهم الطبيعية ثانية .
+ لاي مدى هناك تواصل مع الأسر لمعرفة نيتهم فى العودة من عدمه ؟
++ لدينا تواصل بشكل دائم مع تلك الاسر سواء بمقابلاتهم أو بالحديث معهم تليفونيا لرعايتها و متابعة احوالهم و الاطمئنان عليهم , و كثيرا ما يتحدثون معى و يفصحون عن رغبتهم فى العودة لحياتهم بالعريش كما كانت نظرا لارتباطهم بالمكان و الكنيسة فضلا عن حنينهم لممتلكاتهم الخاصة و اشغالهم و مدارس ابنائهم .
حتى الاطفال انفسهم يعبرون عن اشتياقهم للعودة ثانية للعريش ذلك المكان الذى تربوا و نشأوا فيه وسط زملائهم , و ها هى تلك الاسر فى شغوف ينتظرون اعلان احد المسئولين من السلطة المختصة أن الامور تحسنت و لا خوف عليهم من عودتهم لشمال سيناء مرة اخرى، و من خلال ما نطالعه نتوقع خيرا و ان شاء الله الامور ستعاود من جديد و ستعود الاسر ثانية لحياتها .
+ نيافتك تتوقع عودة الاسر النازحة قريبا ؟
++ بالطبع حلم الاسر فى العودة سيتحقق و لكن يصعب علينا التكهن بالتوقيت , و نتمنى العودة قريبا حال استقرار الاوضاع وتحسنها .
+ لكن قرار العودة جاء من تلقاء انفسهم أم أن الكنيسة ممثلة فى نيافتك تعمل على طمأنتهم بشكل ما لاتخاذ ذلك القرار ؟
++ حقيقة أن الامرين معا , فرغم ما لديهم من حنين للعودة نجد بداخلهم مخاوف , و دورنا هنا طمأنتهم و الانتظار معا لحين الشعور بالامان و الاستقرار و انقشاع القلق حتى يعودون لحياتهم الطبيعية دون اى متاعب أو مخاوف .
و لا نغفل أن هناك بعض الاسر لا ترغب فى العودة ثانية لشمال سيناء لاستقرارها داخل المحافظة التى نزحت اليها و هى عدد قليل مقارنة بغالبية الاسر الى تنتظر عودتها للعريش كل لحظة باستقرار الاوضاع و تهدئة الاحوال، و الكنيسة ترحب باى قرار يتخذ من قبل الاسر النازحة .
+ فى حالة العودة ثانية للعريش لمن يرغب , ماذا عن الوظائف التى كانوا يشغلونها لاسيما الحكومية منها ايضا الحال بالنسبة لمدارس الابناء ؟
++ الوضع قائم كما كان عليه بكافة الامتيازات التى كانوا يتمتعون بها قبل اللجوء للنزوح لمحافظات اخرى و من ثم اشغالهم فى انتظارهم دون تغيير , فمن كان يعمل فى وظيفة حكومية لايزال شاغرا لها , فقط يعتبر ذلك الموظف بانه منتدب داخل محافظة اخرى لاداء نفس الوظيفة بمعرفة الظروف الاستثنائية التى مروا بها مثل هؤلاء بما اضطرهم للنزوح لمحافظات اخرى خوفا على حياتهم و هو ما لا يلومهم احد على ذلك التصرف , و الحال نفسه لمن فى مرحلة دراسية سواء كان جامعى أو ما قبل الجامعى فسيلتحقون بدراساتهم بذات السنة الدراسية .. و لا نغفل على الاطلاق هنا موقف الدولة المشرف بكافة اجهزتها و دورها فى التعامل مع الازمة و احتواء الموقف بحكمة من خلال ما قامت به الوزارات المختلفة من التضامن الاجتماعى و التربية و التعليم و التعليم العالى و الصحة للوقوف مع كافة الاسر النازحة داخل مختلف المحافظات التى نزحوا اليها , فالكل تلقى نفس التدابير و الاجراءات من عمليات تسكين و توفير وظائف مماثلة بنفس المصالح لمن كان يعمل فى اى وظيفة حكومية ايضا الاهتمام بالعمال و توفير ” اشغال ” لهم مع رجال اعمال , كما عملوا على توفير خامات لمن هم يعملون فى السباكة أو مجال السيراميك و من هو سائق اعطوا له رخصة قيادة مؤقتة للعمل داخل المحافظة التى نزح اليها و هكذا لم يتركوا احد الا و ان تدبر حاله , اضافة الى الاهتمام بالابناء و الحاقهم بالمدارس القريبة من المحيط السكنى لديهم و بنفس المرحلة الدراسية التى كانوا ملتحقون بها تفاديا لضياع السنة الدراسية عليهم و الحال نفسه لمن هم فى المرحلة الجامعية و تدبير اقرب جامعة حسب النطاق الجغرافى لاستكمال الدراسة .
فضلا عن تلقى العلاج و اجراء التحاليل و العمليات الجراحية لمن كان بحاجة اليها , فكم لمسنا تضافر الجهود فى هذا الشأن . و كان طيلة الوقت يتحدثون المسئولين مع الاسر و يعملون على طمأنتهم بكونها ظروف استثنائية.
هذا الى جانب اهتمام الكنيسة و ما قدمته لابنائها من الاسر النازحة من خلال اسقفية الخدمات، و لجنة حل الازمات برعاية قداسة لبابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية .
+ و ماذا عن الممتلكات و المنازل التى هجروها ؟
++ سبق أن تحدثت مع محافظ شمال سيناء و طلبت منه تأمين منازل و ممتلكات الاسر القبطية النازحة، حفاظا عليها من اى حالات سطو أو تعدى .
+ هل بالفعل هناك تأمين كأمل حيال تلك الممتلكات ؟
++ بطبيعة الحال الامر يصعب معه تخصيص امن لكل منزل من منازل الاسر القبطية و لكن المنازل و الممتلكات التى هى فى محيط الكنائس نجدها مؤمنة بالكامل نظرا لوجود تأمين مشدد على كل كنيسة , و بخلاف ذلك هناك دوريات مستمرة على مدار اليوم تجوب الشوارع لتأمين المنازل المتفرقة فى انحاء المحافظة .
+ وهل تزال المنازل قائمة دون حدوث أى حالات سطو عليها ؟
++ المنازل باكملها كما هى قائمة و فى انتظارهم و لكن حدث قبل العملية الشاملة بايام حالات سرقة لبعض المقتنيات من داخل المنازل ،و هذه تعد من ضمن الضريبة التى دفعت .
+ هل من أسر مسيحية لاتزال تعيش داخل العريش، و ما دوركم تجاه تلك الاسر ؟
++ 20 أسرة بالفعل لازالت موجودة داخل العريش , و دورنا يتلخص فى طمأنتهم طول الوقت من خلال وجودنا معهم داخل المنطقة ، و صلاة القداس معهم ايضا الاحتفال بالمناسبات و اخرها عيد القيامة و استقبال المسئولين لتهنئتنا بالعيد من سيادة المحافظ و مدير الامن و كل العاملين بالمحافظة و مجلس المدينة و الشباب و المرأة و ممثلى الازهر و الاوقاف , و لعل عيد القيامة الماضى جاء لتهنئتنا قائد الجيش الثانى و اعطائنا رقم للتواصل معهم اذا ما كنا بحاجة اليهم فى اى شىء و هى جميعها رسائل تعطى انطباعا بالسلام و الاستقرار و كأن شىء لم يكن , و هو ما ينعكس على الاسر ايجابيا ليجعل من الحياة تسير بشكل طبيعى .
+ كيف تؤمن حياة تلك الاسر ؟
++ ربما أحكى قصة بسيطة توضح حجم اهتمام الامن بتأمين تلك الاسر , بعد انتهاء قداس ليلة العيد و كانت سيدة قبطية تعمل فى التربية و التعليم تسير فى الشارع ليلا لتعاود الى منزلها فوجدها أفراد أمن و بعد سؤالها لما ستذهب قاموا بتوصيلها بانفسهم للمنزل لاسيما و أن المسافة بين المطرانية و بين منزلها تقدر بحوالى 5 كيلو , و فى الصباح التالى أى يوم العيد نفسه جاءت للكنيسة و وجدت مدير الامن متواجد بنفسه للتهنئة قالت له عل موقف الضابط و اسمه و هو أصر على مكافأته نتيجة لتصرفه، و هذا و ان دل فهو يدل على مدى الاهتمام بتأمين حياة تلك الاسر .
+ كيف ترى حال الخدمة داخل شمال سيناء و وضع الكنائس داخلها ؟
++ لدينا داخل شمال سيناء سبع كنائس , ثلاثة منهم يصلى فيهم و هم كنيسة منطقة بئر العبد و المطرانية و كنيسة منطقة المساعيد – التى تبعد 10 كيلو عن العريش – و بها اربعة مكرسات داخلها , اما باقية الكنائس الاخرى فمعطلة لعدم وجود شعب يصلى بهم داخل الكنائس و لكن جميعها تتمتع بتأمين امنى كامل و باجراءات مشددة لحمايتها من قبل افراد الجيش و الشرطة و بمدرعات.
بشكل عام الخدمة مستمرة و نصلى القداس يوميا داخل المطرانية , و الآباء الكهنة متواجدون و عدد من العمال .
+ ماذا عن حال الكهنة و هل فكروا فى النزوح لمنطقة اخرى بديلة ؟
++ بطبيعة الحال لم يجدى ترك الآباء الكهنة كنائسهم مهجرة إلا فى حالات قصوى قليلة يستلزم معه الامر التحرك لفترة وجيزة , فالكنيسة ليست مجرد مبنى بقدر ما هى ممارسة شعائر و طقوس فلم تكن كنيسة بدون وجود كهنة , و هنا الامر يدعنا القول بان للاباء الكهنة تأمين كامل و من يرغب النزول لاجراء اى مهمة خارج الايبارشية بتعمل مديرية الامن على تأمينه و توصيله للمكان حفاظا على سلامته .
+ كيف تجد الخدمة بشكل عام وسط اجواء مضطربة و غير مستقرة مقارنة بمنطقة اخرى ؟
++ الخدمة دائما بتعطى تعزية و تعمل على تثبيت الايمان و بتعطى فرح , و نعلم أن الخدمة المفرحة لم تكمن فى الخدمة السهلة و انما وسط الظروف الصعبة .. تلك هى الخدمة الحقيقية
متى بدأت عملية التهديدات و بدأ شرارة الازمة و كيف كنتم تتعاملون معها لحماية الاسر ؟
++ لم يكن هناك وقت محدد للتهديدات , فالمسألة كانت متأزمة بصورة مستمرة وصلت لحد القتل ربما شبه يوميا باستهداف الاقباط ليشعروا و كأنه مخطط بشكل منهجى و هو ما دفعهم للنزوح و هجرة منازلهم و ترك حياتهم من اجل حياتهم و حياة اسرهم .
+ البعض رأى ان ما حدث هو اضطهاد للاقباط , فما رأى نيافتك ؟
++ ليس موضوع اضطهاد للاقباط فى حد ذاته بقدر ما هو ادراك الارهابين حجم و قيمة الاقباط لدى الدولة و من ثم كان يدبر و يخطط لاستهدافهم كورقة ضغط لضرب الدولة المصرية.
و لا ننكر أن هناك كثيرين ممن دفع الثمن من رجال الجيش و الشرطة و ليس الاقباط فقط و لكن ربما بتزايد العملية خلال الاسبوعين الاخريين قبل نزوح تلك الاسر و هجرة العريش و قتل ربما أب و ابنه فى ذات اليوم , فما استشهد خلال ثلاث اسابيع يساوى عدد ما استشهد خلال ثلاث سنوات و هو امر مخيف ربما بحياله قد صور للبعض ذلك .
+ كانت وزارة الداخلية اثناء الازمة قد طالعتنا ببيان تنفى فيه مطالبتها لاقباط العريش الى ترك منازلهم و النزوح لمحافظات اخرى , هل بالفعل لم تتدخل الداخلية فى ذلك ؟
++ لم يكن للداخلية يد فى ذلك , فهو موقف جاء بمحض أرادة الاسر ذاتها دون تدخل منها لما شعروه من حالة عدم امان أو استقرار بما استشعروا أن هناك خطر ما على حياتهم حال استمرار تواجدهم داخل المحافظة و عليه جاء قرار الابتعاد .
+ هل كان للكنيسة دور فى مطالبة الاسر القبطية هجرة منازلها من باب حمايتهم ؟
++ لا اغفل القول أن من كان يسأل و يستشير امكانية البقاء من عدمه داخل المنطقة المشتعلة , لم استطع القول لاحد ” انتظر ” تفاديا لحدوث اى عواقب مؤسفة يتحمل ضميرى مسئوليتها، و هو امر قد يتعبى كثيرا و يؤلمنى اذا ما حدث مكروه لاحد و من ثم تحدثت صراحة أن كل أسرة تدبر أمورها كما تراه خير لها، و عليه كل اسرة تتحمل مسئولية اتخاذ قرارها و كانت النتيجة هى النزوح .
+ ربما قد رأى البعض أن هناك تخاذل امنى فى حماية تلك الاسر وقت ذاك , فما تعليق نيافتك ؟
++ المسألة لا تتخذ على هذا المحمل لاسيما و أن أغلب من استشهدوا منذ نهاية يناير و حتى نهاية شهر فبراير من العام الماضى كانوا مقيمين داخل اماكن على الطريق الدائرى و هو طريق خارج البلد , و هناك أكثر من حى مترامى الاطراف من ناحية العريش , الامر الذى يصعب معه تخصيص امن لكل منزل خاصة ان الامور غير معلومة و الامن بيسعى قدر استطاعته لتأمين المنطقة.
و لعل كان دور الامن واضح و جاد حينما تكون لديه معلومات باستهداف شخص ما أو أسرة ما و عليه كان يستدعى تلك الشخصية و ينبهها لذلك و تتخذ معه الاحتياطات الامنية لحمايته .
+ بالتأكيد التقيت بقداسة البابا تواضروس خلال الازمة , ماذا دار بينكما من حديث ؟
++ اثناء الازمة كانت الاحداث سريعة و لم يسعنا الوقت لهذا اللقاء كما ان شبكات المحمول داخل شمال سيناء كثيرا ما تكون معطلة حرصا من استخدمها الارهابيون فى عمليات ارهابية و عليه تقتضى العمليات العسكرية قطع الاتصالات و هو ما لم يسعفنى الامر بالحديث مع قداسة البابا تواضروس تليفونيا لكنه كان يتابع الوضع لحظة بلحظة و يصلى من اجلنا و من اجل الكنيسة باجمعها .
كما قام قداسة البابا فور نزوح الاسر القبطية للاسماعيلية بانتداب اسقف الخدمات للاطمئنان على الاسر ذاتها و على اوضاعها مع اعطائهم بعض المعونات , ايضا تفقدت لجنة الازمات الحال على ارض الواقع و كنت اصطحبهم فى زيارتهم لتلك الاسر النازحة , و كان من ضمن الاباء الاساقفة وقتها نيافة الانبا موسى اسقف الشباب و نيافة الانبا رافائيل سكرتير عام المجمع المقدس و اسقف عام كنائس وسط البلد و نيافة الانبا بيمن كمسئول عن لجنة حل الازمات بالكاتدرائية و قمنا بزيارة الاسر كل فى اماكنه .
و بعد الاستقرار و الاطمئنان على احوالهم و اوضاعهم كان لقائى مع قداسة البابا تواضروس البابا لشرح الموقف مطالبين صلاته من اجلنا .
+ بعد عملية التسكين , ماذا كان أول لقاء يجمع نيافتك مع الاسر المكلومة ؟
++ بالطبع كانوا ” تعبانين ” فى البداية لان تسكينهم جاء كحل سريع من باب احتواء الموقف خاصة و ان اعدادهم كانت ليس بالقليل كانت اكثر من 300 اسرة و جاءت بشكل مفاجىء و من ثم كان نصيب كل اسرة السكن داخل حجرة واحدة , و هو ما ارهقهم كثيرا و بعدها استطاعت المحافظة و الكنيسة توفير كافة سبل المعيشة , و قدمت بالفعل الدولة كافة التسهيلات لتهيئة مناخ آمن لتلك الاسر كما ذكرنا . و انتهت المشكلة بتوفير شقة مفروشة بكافة الاجهزة و الامكانيات لكل اسرة .
+ من الذى تحمل أعباء توفير الشقق , الدولة أم الكنيسة ؟
++ حقيقة الكنيسة تحملت الدفعة الاولى لتتحمل الدولة بالكامل العدد الاكبر من تلك الاسر و توفير شقق خاصة لهم و لاسرهم من باب العمل على راحتهم .. و لعلنا استطاعنا الوصول لكافة الاسر النازحة بمختلف المحافظات من اسماعيلية و بورسعيد و اسكندرية و محافظات داخل الصعيد لمنحهم نفس التدابير و الاجراءات , و الفضل يرجع للاباء الاساقفة داخل الايبارشيات فمع اشتعال الازمة و اضطرار الاسر للنزوح لم يكن فى استطاعتنا معرفة الى اين ذهبت الاسر و من خلال التواصل معى تليفونيا استطاعنا متابعتهم و معرفة اماكنهم .
+ فى نهاية لقائى مع نيافتك بما توجه للدولة أو للمسئولين من كلمة , و ماذا تقول للاسر النازحة ؟
++ بالتأكيد نشكر الدولة على اهتمامها بالمصريين الذين نزحوا من شمال سيناء و توفير كافة السبل المعيشية لهم و لاسرهم من جهد قوى و منجز , كما نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى و توجيهاته بسرعة التحرك .
اما عن كلمتى لاهالى شمال سناء , فاقول لهم ” هانت .. فات الكتير ” و ان العملية الشاملة مجهود كبير للغاية يعمل من خلاله كل اسلحة الجيش من اجل تأمين حدودنا كدولة و من اجل القضاء على الارهاب و ان شاء الله ستعود سيناء ثانية بفضل خطط التنمية التى تتم على ارضها من مبانى و تعمير , فهناك خطط لاعداد رفح جديدة و بئر عبد جديدة.. و هو ما سيأتى عليه اليوم الذى سيتمنى كثيرين العيش داخل سيناء .
لدينا ثقة ان المكان الذى دخلت منه العائلة المقدسة لارض مصر و باركته , بالتأكيد لن يتركه الله و لعلنا نتذكر النبوات فى العهد القديم و التى جاء فيها ” مبارك شعبى مصر ” و لندرك ان الله حينما يقول امر , يقولها مرة واحدة و تظل دائمة حتى قيام الساعة لكون الله لانهائى و من ثم كلمة الله تظل شاملة الزمن باكمله الى ان ينتهى الزمن .