بمناسبة الاحتفال بمرور ٦٠ عام على تأسيس معهد جوته، عُقد لقاء ضم إعلاميين ورؤساء اقسام معهد جوته الثقافي الألماني، تخلله عروض وحلقات نقاشية وفقرات متنوعة.
قالت الدكتورة الكه كاشل موني Elke kaschl mohni مدير المعهد: “إن افتتاح أولى دورات التعليم للغة الألمانية قبل ستين عام في شارع البستان هو بمثابة إرساء حجر أساس مهم للتبادل الثقافي والاجتماعي بين مصر وألمانيا, وبعد ذلك بعامين تم تأسيس معهد جوته بالقاهرة.
وأضافت: لقد بدأنا بشكل صغير، وكان التركيز في البداية على تعليم اللغة الألمانية. وكان لدينا المركز في وسط البلد وبعد ذلك رأينا إنه من المهم أيضًا العمل على التبادل الثقافي وتأسيس مكتبة، وفي عام 1963 أصبح لدينا أنشطة في كل تلك المجالات. وفي عام 1992 توسع معهد جوته بشكل كبير في القاهرة، فانتقل قسم اللغة من وسط البلد لمقر سفارة ألمانيا الشرقية بميدان المساحة. وفي عام 2016 افتتحنا المبنى الجديد بميدان المساحة، وانتقل قسم اللغة والمكتبة وكل الانشطة الثقافية إلى المبنى الجديد. والآن فإن معهد جوته في مصر أصبح واحدا من اكبر مقار معاهد جوته على مستوى العالم ويقدم عروضا ضخمة من البرامج.”
وتابعت: “هناك تحديات كبيرة في العالم كله لا يمكن حلها من دون عمل جماعي وتعاون عالمي. والثقافة يمكنها أن تخلق مسافات وحرية بالمقارنة بالمجالات الاقتصادية والسياسية. ولهذا فنحن في “جوته” نخلق أماكن لتبادل الأفكار ونعقد لقاءات وحوارات ونقاشات في موضوعات مختلفة، ومن أمثلة ذلك نقاشات حول التربية والإدارة الثقافية و الجندر والنوع الاجتماعي. وندرب مدربين ومدربات ليعملوا في مدارس مصرية. وفي مجال الجندر نخلق حوار بين أوروبا ممثلة في ألمانيا والعالم العربي ممثل في مصر.”
وقد تخلل الاحتفال بمرور 6 أعوام على تأسيس معهد جوته عروض وفقرات متنوعة أبرزها حلقة نقاشية مع أماندا ابي خليل من لبنان، وجيمس موريوكي من كينيا، وأحمد العطار من مصر، حول العبث في العمل الثقافي في ظل العولمة والعالم متعدد الأقطاب والامكانيات والتحديات وكيفية أن يكون لنا تأثير في العمل الثقافي.
وقد حضر الدكتور كلاوس ديتر ليمان Klaus-Dieter Lehmann رئيس معهد جوته والحاصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من ألمانيا خصيصًا لحضور الاحتفالية، ودارت كلمته حول مقالته التي تم نشرها مؤخرا في صحيفة “تاجس تسايتونج” تحت عنوان “اوروبا بمثابة قارة للتضامن” والتي تتناول الدور المستقبلي وتوجهات العمل الثقافي لمعهد جوته.
وقدمت سوكي Sookee مغنية الراب الألمانية المشهورة عرضًا في الاحتفال بالرغم من ندرة عروضها خارج ألمانيا. كما قدمت فرقة دعسوقة الغنائية ومصممة الرقص شيماء شكري عروضًا في الاحتفال، كما قدمت جاكلين جورج وهبة عبدالله عرضًا يمزج بين الصوت وفن النحت.
وقد أكدت الدكتورة ألكة موني أن عمل معهد جوته لا يتم من دون الشركاء المختلفين من المستقلين وأيضًا الحكومة، وفي إطار ذلك يقدم معهد جوته مبادرات منها السياسية ومنها مبادرات مع سينما زاوية ومهرجان القاهرة للفيلم ومهرجان بانوراما الفيلم الأوروبي ومهرجان دي كاف للفنون المعاصرة.
وقال سباستيان فوتر Sabastian votter مدير قسم اللغة: “هناك اهتمام بالغ لدراسة اللغة الألمانية حيث بلغ عدد الدارسين سواء من تعلموا اللغة الألمانية في الدورات أو أدوا الامتحانات التي يقدمها المعهد 20 ألف طالب، 5 آلاف منهم في الإسكندرية و15 ألفًا في القاهرة. ونحن لدينا دورات وامتحانات لكافة المستويات اللغوية المعروفة. ويشارك في هذه الدورات والاختبارات عدد كبير من الشباب غير أننا منذ فترة بدأنا تقديم دورات للغة الألمانية للأطفال بدءًا من الثامنة وحتى الرابعة عشر. وبالنسبة لتعلم اللغة الألمانية في المدارس كلغة أجنبية ثانية، فنحن لدينا قرابة ربع مليون طالب يدرسون اللغة الألمانية في المدارس، ولهذا فإن دعم هذه المدارس من الأعمال المهمة بالنسبة لنا. ونحن ندعمهم في تعاون وثيق يمتد لسنوات طويلة مع وزارة التعليم المصرية ومع مدرسي اللغة الألمانية من خلال تقديم دورات تدريب وتأهيل. وفي نفس الإطار فنحن ندعم -منذ عام 2015- مديري المدارس من خلال تقديم المشورة والمناهج الدراسية، وذلك يتم بالتعاون مع وزارة التعليم منذ فترة طويلة. وبخلاف ذلك فنحن نقدم دورات تأهيل وتدريب قيادات وكوادر تدريبية نؤهلها لتكون قادرة للتدريب بعد ذلك في المناصب القيادية المختلفة، ونؤهل القائمين على اختلاف وظائفهم ليقدموا علوم وتاريخ أي أننا نتجاوز حاجز اللغة لدعم وتأهيل مجالات أخرى.”
وتابع: ” إن التعاون بيننا وبين وزارة التعليم يمتد لعقود، إذ لدينا تعاون مع مستشاري اللغة الألمانية ولدينا مواعيد منتظمة نلتقي فيها هناك بالمسؤولين، و ندعم اللغة الألمانية على كافة المستويات ومع الشركاء، ونحن نسأل إذا ما تعلق الأمر بإصلاح التعليم، ونقدم الاستشارات الخاصة بالمناهج وطرق التدريس وتأهيل المعلمين ونعمل مع الوزارة في تعاون وثيق على أساس من تبادل الخبرات على كافة المستويات. ولدينا مشروعات تشمل المدارس الحكومية إلى جانب المدارس الخاصة. ووصلنا من خلال مشروعاتنا المختلفة إلى حوالي 90% من المدارس التي تدرس اللغة الألمانية.”
وأوضح “فوتر” أنه أقيم بالأسبوع الماضي مؤتمر كبير وهو باكورة الأعمال في هذا المجال، بعنوان “جودة تدريس اللغة الألمانية في مصر” ضم جمع من رؤساء الأقسام في اللغة الألمانية في مدارس مختلفة ومديري المدارس بالإضافة إلى ممثلون لوزارة التعليم ومستشارين ومفتشين اللغة الألمانية. حضره قرابة 140 شخص، معربًا عن تشوقه الشديد لتطبيق نتائج المؤتمر في شكل إجراءات بالتعاون مع وزارة التعليم، وكذلك توسيع وترسيخ تدريس اللغة الألمانية في المدارس.
فيما أشار سفين مينسنجSven Mensing مدير مركز المعلومات والمكتبة إلى أن مكتبة جوته بالقاهرة هي واحدة من أجمل المكتبات في عالم جوته والجمال لا يكمن فقط في جمال المكان بل في الاستفادة منها. وهي تخدم كافة الاعمار من خلال عروضها المتنوعة؛ حيث تقدم عروضاً للأطفال وقراءات لأعمال الأطفال، و ألعاب وللكبار البالغين قراءات وندوات أدبية، لافتًا إلى أن المكتبة تحاول تحقيق شعارها “مكتبتك مكانك” بأن تكون المكتبة ملتقى للشباب والكبار، يتواصلون ويتعلمون فيه.
وصرح “مينسنج” أن معهد جوته يخطط العام القادم لتوسيع المكتبة لاستخدامها بوصفها مكان بحد ذاته ليكون مكان ابداعي لتقديم المزيد من ورش العمل فيها والتي يشترك فيها الشباب ليكون مكان للتدريب وصقل المهارات.
وأوضح مدير مركز المعلومات والمكتبة أن المكتبة تنتقل بين المحافظات المختلفة على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى ارتباطها بمكتبة الإسكندرية بأشكال متعددة من خلال فرع معهد جوته بالإسكندرية.