طالب عدد من الخبراء والمتخصصين في قطاع الثورة المعدنية أجهزة الدولة ممثلة فى الحكومة ووزارة الاستثمار بضرورة الإهتمام بهذا القطاع الهام الحيوي والآخذ في النمو مؤكدين على حتمية تطوير هيئة الثروة المعدنية ودعم قدرتها على أداء الدور المنوط بها فى ادارة والاشراف على النشاط التعديني بمصر.
وطالب الدكتور عبد اللطيف الكردي رئيس مجلس إدارة شركة “إميسال” لصناعة الأملاح والمعادن بضرورة وقف تصدير الثروات المعدنية المصرية كمواد خام، مشيرًا إلى أن ذلك يعد إهدار كبير للثروة المعدنية التي هي احدى ركائز الاقتصاد والانتاج المحلي وأستشهد على ذلك بالنجاحات التي تتم في صناعةً الملح والذي يتم إستخراجه من منخفضي القطارة وسيوة، وحسب الدراسة التي قدمتها شركة “إميسال” للسوق المصرية قال “الكردي” إن حجم مساهمة الثروة المعدنية فى مصر فى الناتج المحلي لم تتخطى حاجز الأقل من 0.5% من القدرة الانتاجية فى كافة القطاعات على الرغم من الإمكانات الكبيرة لهذا القطاع مناشدًا الدولة بضرورة وضع حزمة من الإجراءات اعتبرها طوق نجاة لإنقاذ هذا القطاع الهام.
أضاف عبد اللطيف الكردي أنه هناك طرق كثيرة تعظم من الاستفادة من الموارد الطبيعية، بالتزامن مع إقرار قانون الثروة المعدنية رقم 198 لسنة 2014 ولائحتة التنفيذية بدلا من قانون المناجم والمحاجر القديم رقم 86 لسنة 1956 وكان الهدف من اصداره تحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل للثروات المعدنية ويتيح للدولة الاستفادة المثلي من ثرواتها ومواردها الطبيعية في صورة اتاوة وايرادات تتناسب مع قيمة الثروات والموارد التعدينية التي تمتلكها مصر، مؤكدًا علي أن هناك ضرورة لتنشيط وجذب الاستثمارات في هذا القطاع الواعد والمتصاعد فى النمو عالميا، والعمل بجدية على توفير احتياجات البلاد من الخامات المعدنية.
وشدد “الكردي” بصفته مستثمرًا وخبيرًا في هذا السوق على طرح الحلول الفعالة التي من شأنها إقامة مشروعات صناعية على الخامات المعدنية المتوفرة لتحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل لهذه الثروات ،والتوسع فى إنشاء مشروعات ومناطق صناعية بما يسهم في زيادة فرص العمل للشباب وزيادة فرص جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية والمحلية، وهو ما قامت به بالفعل شركة إميسال كنموذج للشركات العاملة في قطاع انتاج الملح والمعادن بعد نجاحها في التحكم في ملوحة بحيرة قارون التي انشأ بجانبها مصنع إميسال وحقق نمو كبير ساعد في الاستفادة من ملوحة البحيرة وتغير معدلها حفاظا وانقاذًا للحياة والبيئة البحرية بها حيث وصل معدل الملوحة بالبحيرة (35 جرام \ لتر) وهذه الدرجة هي التي صممت عليها الشركة في عام 1984 وكانت الملوحة ترتفع باضطراد كاد ان يصل الى الضعف، حيث كان من المتوقع أن تصل درجة الملوحة إلى حوالي( 60 جرام \ لتر) عام 2017 في حالة عدم وجود شركة إميسال مما كان سيؤدي إلى القضاء على النظام البيئي الحيوي وتحويل البحيرة إلى بحيرة ميته.
واختتم “الكردي” توصياته بضرورة الاهتمام بتسويق المنتج المصري بشكل يليق بجودته خاصة أن مصر تعد اهم منتج للاملاح عالميا ولكن تصدير الملح خاما قد اضر كثيرا بقطاع التصنيع الذي أن الاوان ان يأخذ فرصته ومن ثم على المصنعين البدء في تجهيز خططا تسويقية وترويجية فعالة تناسب خاماته الفريدة وأكد أن تجربة إمسال كانت مثالا كبيرًا على ذلك حيث نجحت الشركة فى إنتاج وتسويق ما يقرب من (5 مليون طن) من الأملاح المختلفة سواء في السوق المحلي أو الخارجي منذ بداية تشغيل المصانع عام 1993م وحتى نهاية عام 2017، كذلك وجود مايقرب من 10 مليون طن من الأملاح الذائبة مخزنة بالأحواض المختلفة بالشركة.