تحتفل شركة مصرللطيران في السابع من مايو بعيدها السادس والثمانين، حيث تم تأسيسها في عام 1932، وطوال هذه السنوات ظلت مصرللطيران جزءً هاما من تاريخ الوطن يتأثر به ويؤثر فيها.
“الخطوط الهوائية المصرية” ، “مصر إيرورك” ، “الطيران العربية المتحدة” ، “مصرللطيران”و أسماء مختلفة لكيان وطنى وُلد عظيمًا، عكست على مدار تاريخه مدى ارتباط هذا الكيان بالوطن مصر، سياسيًا و اقتصاديًا.
فمصرللطيران ليست مجرد شركة طيران، بل هى تاريخ و مجهود مشرف لأُناس شغفهم حب الوطن فحاربوا لأجل تحقيق حلم كيان معنى بالطيران المدنى يحمل اسم مصر، و حتى بعد تحقق الحلم و ارتفاع مكانة مصرللطيران بين مصاف شركات الطيران العالمية، ظلت التحديات قائمة، ما بين أحداث سياسية يمر بها العالم او مصر تتأثر بها الشركة فتعمل على تخطيها، ز كيف لا و مصرللطيران جزء من الوطن يحمل اسمه و يجوب به سماء العالم.
و من تاريخ مصرللطيران الملئ بالإشراقات، نستعرض بعض اللمحات فيه، و إن أردنا إفساح المجال لذكر كل صفحة في تاريخ هذا الصرح لاستعنا بمجلدات قد لا تكفى صفحاتها لذكر جهود بذلها بكل إخلاص أجيال و أجيال لحفر هذا الاسم في سماء العالمية، منذ نشأته و حتى عامه السادس و الثمانين الذي نحتفل به اليوم.
لا تُذكر بدايات مصرللطيران كفكرة إلا و ذّكر الأب الروحي و الداعم الأكبر لإنشائها، طلعت حرب باشا الاقتصادي الكبير، الذي حمل على عاتقه تحقيق حلم المحاولات الفردية لبعض الشباب المصري فى ذلك الوقت بتكوين شركة مصرية للطيران المدني.
و مع نجاح وصول محمد صدقي كأول طيار مصري يصل بطائرته “الأميرة فايزة” من برلين إلى القاهرة في 26 يناير 1930 جاءت أول خطوة حقيقة في طريق تأسيس الشركة، حيث تعاون الثلاثة العظام كمال علوي و محمد صدقي و طلعت حرب لتحقيق الحلم من خلال بنك مصر الذي أسسه طلعت حرب.
و أثمرت الجهود عن صدور المرسوم الملكي في يوم 7 مايو 1932 بإنشاء مصر للطيران وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية وهو ” شركة الخطوط الهوائية المصرية ” والآخر باللغة الإنجليزية وهو ” مصر آير وورك “، ونص عقد التأسيس أن يمتلك المصريون 60% على الأقل من هذه الأسهم، وتحدد رأسمال الشركة في البداية عشرين ألف جنيه.
ثم جاءت ثورة 1952 التى أولت اهتمامها بمصر للطيران، حيث ساهمت في رأس المال ليرتفع من 300 ألف جنيه إلى مليون جنيه، وتمثلت أولى ثمار هذه المساهمة في إضافة 5 طائرات فايسكاونت ذات المحركات الأربع والمقاعد الاثنين والخمسين.
كما شهدت الستينات العديد من ملامح التطوير أيضًا في مصرللطيران كان أولها انضمام ثلاث طائرات من طراز دي هافيلاند ” كوميت-4C ” المزودة بأربع محركات نفاثة، وتسع أربعة وثمانين راكباً.
و بعد انتصار أكتوبر حققت الشركة أيضًا إنجازات تحسب لها مثل استخدام الحاسبات الآلية فى أنشطة الحسابات لخدمة نظم المرتبات وحفظ السجلات والإيرادات وحسابات المخازن والأسواق الحرة و لحجز الركاب.
في عام 1980 أصبح المهندس محمد فهيم ريان مفوضًا عامًا لمصر للطيران، ثم تولى رئاسة مجلس إدارتها في 1981 وحتى عام 2002 شهدت خلالها مصرللطيران عدة نجاحات، حيث قام بوضع خطة تطوير قامت على دراسة شاملة لشبكة خطوط الشركة، وفي اتجاه موازى قامت الشركة بتطوير بنيتها التحتية ففي مجال التدريب زُود مركز التدريب بمحاكيات طائرات البوينج 707 و737 ومحاكيات آيرباص.
تم تشكيل أول وزارة للطيران المدني في 2002 و أصبحت مؤسسة مصر للطيران شركة قابضة، تتبع مباشرة وزارة الطيران المدني و تم تحويل القطاعات التي كانت موجودة في السابق إلى شركات تابعة بدأت بشركة الخطوط، وشركة الصيانة والأعمال الفنية، وشركة الخدمات الأرضية، وشركة الخدمات الجوية، وشركة الشحن، وشركة السياحة والأسواق الحرة، إضافة إلى شركة الخدمات الطبية.
كانت لثورة 25 يناير تبعات تأثرت بها الشركة، حيث انخفضت نسبة السياحة بشكل ملحوظ نظرًا لعدم استقرار الأوضاع وتعرضت الشركة لخسائر كبيرة وصلت إجماليها إلى 10 مليارات جنيه في 5 سنوات بسبب انخفاض التشغيل والأحداث السياسية والحروب في المنطقة العربية والتي أدت إلي اغلاق بعض الخطوط، فقامت مصرللطيران بعمل العديد من حملات الترويج السياحى لوفود بعض الدول تنشيطا لحركة السياحة، و رغم الفترة التي تلت ذلك من عدم استقرار، إلا أن الشركة بدأت تتخطى هذه المرحلة في 2013 حين بدأت الشركة في تطبيق خطتها لتقليل الخسائر و ترشيد النفقات و التي أتت ثمارها في العام المالي 2014-2015 حيث تم تخفيض حجم الخسائر بنسبة 75% عن العام السابق له .