لايستطيع أحد أن ينكر أن مريم العذراء كانت منتقاه منذ الأزل للقيام بأسمي رسالة ممكنة ألا وهي الأمومة الإلهية,فهي ابنة الآب وأم الابن وعروس الروح القدس,وهي ابنة الناصرة وزهرة بلاد المشرق والمغرب,وأسمي اكرام نقدمه لمريم العذراء,وهو ترديد بكل حب وحرارة قول الملاك جبرائيل:السلام عليك يا ممتلئة نعمة فالعذراء مريم تتحنن علينا,وتعطف علينا وتبشرنا بأن كل ما نطلبه من الله سيكون لنا لذلك يجب علينا أن نقدم لها أعمق مشاعر الحب وأرق عواطف البنوة,فهي تحوطنا بجناح حنائها كما تحوذ الدجاجة فراخها بجناحيها وكل من يسير وراء لايتيه! ومن يسألها لايخيب!ومن يكرمها لايضل! كم هي سعادتنا عندما ننطق باسمها البسيط والمتألف!
كم نثق في هذا الاسم!نجد الكثيرين الذين يتفننون في تفسير معني اسم مريم,أما نحن نكتفي بنطقه لأنه يعبر لنا عن كل شئ,ونحن الذين نردد هذا الاسم في صلاتنا سواء في الأجبية أو مدائح شهر كيهك أو شهر مايو(الشهر المريمي) نعرفه أكثر من المتخصصين لأننا اختبرنا معناه في الحياة وداخل معمل قلوبنا,إذا…
لا نهتم بشرحه أو تحديد معانيه حتي لا نغلفه في قوالب جامدة.يكفينا أن نشدو هذا الاسم في كل مكان حتي يوقظ فينا ذكريات جميلة ومتنوعة,ومهما رددناه آلاف المرات سنكشف كل يوم معاني جديدة كأنها للمرة الأولي.اسم مريم يعبر عن بساطة وتواضع صاحبته كما يعبر عن صمتها واحتمالها وقبولها إرادة الله إنه اسم يحكي لنا إيمان العذراء مريم,وكونها امرأة قوية,ويظهر لنا براءتها ونقاءها وصمتها العظيم وإرادتها التي سلمتها لابنها المتجسد هذا الاسم جعلنا نتقرب من العذراء مريم البتول ويجعلنا نشعر بها كفرد من أسرتنا كما أنه يذيب المسافات حتي نستطيع أن نطرق علي بابها فهي تجدنا علي عتبة منزلها بالناصرة طالبين منها أن تؤكد لنا أن حياتها اليومية شبيهة بحياتنا,والساعات التي تمر بها هي مثل ساعاتنا,واهتماماتها المتواضعة كاهتماماتنا
لذلك نرجوها أن تساعدنا علي أن نقوم بأعمالنا اليومية المعتادة المطلوبة منا بكل إخلاص وأمانة كما فعلت هي,حتي نقتنع بأن الأحداث العظيمة تبني وتتحقق علي اساس الأشياء العادية فالعذراء مريم عندما حملت يسوع ثمرة بطنها لم تكن في ساعة خارجة عن الزمن ولكن في الوقت المعتاد الذي يهديه الله لنا أيضا ولكننا لا نقدره ونهدره أيتها العذراء مريم نحن علي ثقة بأننا لن نسبب لك مضايقات عندما نطرق علي بابك باستمرار كما نفعل نفس الشئ مع من نحب لأننا بحاجة إليك وكما نذهب للجيران لنطلب منهم شيئا ينقصنا في المنزل ويستقبلوننا بابتسامة ودفئ سنلمس فيك ماهو اسمي وأفضل كأبناء لك في الحقيقة نحن فقدنا فضائل كثيرة في حياتنا اليومية
لذلك نطرق بابك لنعيدها ونتعلمها منك لم يعد لدينا صبر ولا شجاعة ولا تواضع ولا بساطة كما أننا فقدنا سلامنا الداخلي وسعادتنا الحقيقية لذلك نسرع إليك أنت يامن عشت هذه كلها وتعلمتيها من ابن يسوع المسيح المثال الحق لذلك أتينا إليك لنستعير منك هذه الفضائل التي فقدنا وغيرها أيضا لأننا واثقون بأن اسمك يحمل هذه الفضائل العظيمة التي نحن بحاجة إليها,ونحن علي ثقة بأنك لن تخذلينا أبدا وستشبعي جوعنا وتروي ظمأنا يامريم العذراء يا من أعلنت أنك:أمة الرب ساعدينا حتي ننقي صلاتنا التي نرفعها لله من كل مصلحة وأنانية علمينا معني المجانية حتي تصبح صلاتنا حقيقية,وألا يكون هدفها أن يحقق الله مشيئتنا لأن الكثير منا اعتبر وجود الله هو تحقيق مشيئة الإنسان وأغراضه إذا علينا أن نفعل مثلك يا من وضعت ذاتك من أجل تحقيق مشيئة الله وخدمة الآخرين حتي لا نستخدم اسم الله المبارك والقدوس باطلا من أجل تحقيق أغراضنا الوضيعة فلنترك الله يصنع بنا أمورا عظيمة كما فعلها معك وستظل الأجيال في تكريم العذراء مريم وتطويبها:لأنه نظر إلي تواضع أمته,فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال(لو1:48)