اليوم الثاني عشر من الشهر المريمي
العذراء مريم.. حواء الجديدة
ورد في الفصل الثالث من سفر التكوين، أن الله غضب على الانسان، في شخص ابوينا الاولين، بسبب المعصية وإرتكاب الخطيئة الأصلية، ففرض على الخليقة سنة الشقاء والمرض والموت، وإذ كان آدم وحواء أصل البشرية فقد أورثا هذا العقاب لكل البشرية.
لكن الله، وهو الاب الغفور والمرحوم والرؤوف، وعدَ بمخلّص يولد من إمرأة تخرج من رحم حواء الأولى، فتسحق بقدميها شيطان المعصية، وتكون حواء الخلاص هذه معاونة لآدم الجديد الذي يعمل على تجديد الكون ورفع اللعنة التي استوجبتها خطيئة الانسان الأولى، ويقود البشرية إلى الله.
وكانت حواء الجديدة الأم التي اتخذ المخلّص طبيعته البشرية منها، فصار إنساناً كاملاً وحلَّ بيننا، وعاش مع البشر فأحبهم و أنار لهم السبيل للعودة إلى الله ابيهم، وختم حياته بالموت على الصليب من أجل خلاصهم.
وكانت حواء الجديدة، مريم، تتابع خطى إبنها في تجديد الخليقة وإصلاح المسيرة يوماً بعد يوم، منذ قبلت بشارة الملاك إلى يوم وقفت تحت الصليب مشتركة بذبيحة إبنها وفداء البشرية.
حواء الأولى تحدّت الله رافضةً وصاياه، أمّا الثانية فخَضَعَت لله و حقّقت مخطّطهُ الخلاصي، الأولى ابتعدت عن الخالق فأبعدت عنه البشرية، امّا الثانية فقرّبت السماء من الأرض، ورفَعَت الأرض إلى السماء.
فالشكر للعذراء مريم التي تجدّدت الخليقة بواسطتها، ولنكرّمها في جميع أيامنا، لتنظر إلينا نظرة حنانٍ ورأفة، وتسبغَ علينا نِعَمَها، وتُكمّل معنا وفينا رسالتها، رسالة الحب والخير والخلاص.