جهزت مطرانية سمالوط مقصورة خصيصًا لوضع رفات شهداء الإيمان و الوطن الذين استشهدوا بليبيا عام 2015، وأعلن تنظيم “داعش” الإرهابي عن ذبحهم علي إيمانهم المسيحي، عبر بث فيديو يوثق عملية الاستشهاد.
و تتوسط تلك المقصورة الطابق الأول من الكنيسة، المبنية من طابقين يمثل كل منها كنيسة منفصلة، و صنعت المقصورة من الخشب، و دون عليها عبارة «هذه المقصورة تحوي رفات شهداء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بليبيا»، مسجل عليها أسماء الشهداء.
ووضع أسفل المقصورة تاريخ الاستشهاد، مع زخرفة محيط المقصورة بعدد من الأيقونات، كما وضعت رفات كل شهيد فى “جراب” من القطيفة الأحمر، يضم أنبوبة خشبية، وضعت صور شخصية لكل شهيد.
و تم الانتهاء من جميع الأيقونات والأعمال الفنية، بواسطة فنانين مشهود لهم بعظيم الأعمال، لتناسب الحدث الهام وتكون الكنيسة جاهزة لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم والتبرك بالشهداء .
وكان لوطنى لقاء مع الفنانين “ادمون كامل” والفنان “هانى ساويرس الجاولى”، الذين قاما برسم أيقونات الكنيسة.
فى البدية قال الفنان ادمون كامل، إن الأعمال الفنية لمبني الكاتدرائية قسمت لجزئين “الكنيسة الكبيرة + المزار”، بإجمالي مساحة رسم 91 متر مربع وإجمالي عدد أمتار رسم الشرقيات بالكنسية 61 متر تقريبا، وهى عبارة عن شرقية كبيرة “حضن الاب” أو ما يعرف بــ “البانتوكراتور” وتعني “كلى القدرة”.
وتشمل الشرقية رسما للسيد المسيح الجالس على العرش، وحول العرش الأربعة الكائنات الغير متجسدين ذوي الستة أجنحة مرصعة بالعيون، ومن الوصف حسب الإصحاح الرابع من سفر الرؤيا
و ترمز تلك الكائنات للأربعة بشاير وتم إضافة الأربعة بشاير بداخل الشرقية مع كل رمز خاص به بدءا بمتى البشير، ويرمز لبشارته وجه الإنسان، و لوقا البشير، ويرمز لبشارته وجه الثور، و مرقس البشير، ويرمز لبشارته وجه الأسد، و يوحنا البشير ويرمز لبشارته وجه النسر.
و أضاف الفنان ادمون كامل أنه تم رسم الأربعة والعشرين قسيسا، أمام الجالس على العرش، يلبسون ثيابا بيضاء وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب، ويقدمون البخور للجالس على العرش.
و تابع تم استخدام “الثلاث تقديسات”، وهي عبارة “قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت” فى رسالة مرسومة فوق أيقونة السيد المسيح الجالس على العرش” .
وأشار كامل للشرقيتان المرسومتان بجانبي الكنيسة الكبيرة، وهما عبارة عن شرقية المجيء الثاني للمسيح ومعه سبعة ملائكة “وهى المسيح قادم على سحابة وحوله الملائكة السبعة “،وتم اختيار آية تعلوا الشرقية فوق السيد المسيح : “من سفر الرؤيا:
“وها أنا آتى سريعا وأجرتي معي لأجازى كل واحد كما يكون عمله”(رؤ12:22 )
وتابع أما شرقية الجانب الأخر فهي شرقية الشهداء، .وهى عبارة عن السيد المسيح واقف على المذبح لأنة الكاهن الأعظم وتحت المذبح الـ 21 شهيد يمثلون النفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله.
ولفت أنه يوجد على يسار المذبح صورة الشهيد العظيم مارمرقس الرسول، كاروز الديار المصرية، وتوجد على يمين المذبح صورة للشهيد العظيم الشماس استفانوس، أول الشهداء.
و لفت الفنان كامل، أنه تمت مراعاة أن ترسم ملابس الشهداء عبارة عن جلباب ابيض و “بطراشيل” مثل الشمامسة، تشبها بالملائكة، وتم اختيار آية تعلو الشرقية فوق أيقونة السيد المسيح من سفر الرؤيا ” ولما فتح الختم رأيت تحت المذبح نفوس الذين فتلو من اجل كلمة الله ومن اجل الشهادة التي كانت عندهم (رؤ 9:6)
ويضيف الفنان ادمون عن حامل إيقونات الكنيسة، بأنه تم رسم حامل الأيقونات الخاص بالكنيسة بمجموعة من الأيقونات تتمثل في أيقونة العشاء الربانى يعلوها ايقونة الصلبوت والعذراء ويوحنا الحبيب وعلى اليمين واليسار أيقونات الأثني عشر تلميذ .
وعلى يمين حامل الأيقونات أيقونة للسيد المسيح الجالس على العرش، وعلى اليسار أيقونة العذراء الملكة أما باقي الأيقونات فوضعت حسب الترتيب الكنسي وهما عماد السيد المسيح، البشارة، الملاك ميخائيل، الشهيد العظيم مارمينا، الشهيد العظيم مارمرقس، الشهيد العظيم مارجرجس، أبو مقار ومعه تلميذيه مكسيموس ودوماديوس، الأنبا باخوميوس “أب الشركة”.
والتقي “وطني” بالفنان هانى ساويرس، الذي ألقى الضوء على المزار الخاص بأجساد الشهداء.
وكشف ساويرس أن مساحة المزار من الداخل 30 متر مربع تقريبا، ورسمت به أيقونة للسيد المسيح يحتضن الـ 21 شهيدا، وعلى كل جانب ملاك ممسكا بيده “سعف النخيل” رمز الانتصار على الموت واليد الأخرى ممسكا بالبوق ليعلن عن عظمة ما قدمه الشهداء، وتم اختيار آية من سفر الرؤيا، آخر أسفار الكتاب المقدس، “وهم أمام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا في هيكلة” رؤ 15:7
و أوضح ساويرس أنه بعد نقاش طويل مع الانبا بفنوتيوس تم اختيار الموضوعات الجانبية وهما، جدارية الشهيد العظيم استفانوس اول الشهداء وجسد فيها حادث الرجم ووجود شاول الطرسوسى وتم اختيار اية “فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول …يارب لاتقم لهم هذة الخطية ” (اع59:7 -60 (
وايضا جدارية القديس يوحنا المعمدان وجسدنا فيها مشهد الاستشهاد وقطع رأسة وتقديم هيروديا رأسة على طبق للملك هيرودس وتم اختيار اية “صوت صارخ فى البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبلة مستقيمة .. ويبصر كل بشر خلاص اللة ” لو4:3 -6
ويذكر عبيده كمال (الشهير بابو رامى) احد الخدام بالكنيسة والذى عاصر مراحل بناء الكنيسة منذ ان كانت ارض فضاء ولة
مجهود كبير فى الكنيسة ان المكان عبارة عن قطعة ارض فى مدخل القرية بمساحة فدان كامل يحيطة سور عالى بارتفاع 4 متر تقريبا والكنيسة مساحتها 9 قراريط وتقع فى المنتصف ولها باب كبير على الشارع الرئيسى ولها منارتان كبيرتان وبها مبنى كبير للخلوة على مساحة 300 متر والارض التى اقيمت عليها الكنيسة ارض وقف ملك كنيسة العذراء مريم العور فى نفس البلد والجيش هو الذى قام بالأعمال الإنشائية والمباني اما مطرانية سمالوط فقد تكفلت بالتشطيب وقد تم وضع حجر الأساس للكنيسة فى ابريل 2015 وبدء العمل فى اكتوبر 2015 وقام نيافة الانبا بفنوتيوس بتدشينها فى 15 فبراير 2017
ومن المعروف ان كاتدرائية شهداء الإيمان والوطن، في قرية العور بمركز سمالوط، شمالي محافظة المنيا
افتتحت خلال إحياء الذكرى الثالثة لشهداء ليبيا بحضور الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط والقس مقار عيسى ساويرس راعي كنيسة السيدة العذراء بقرية العور، وعدد من قيادات الكنسية وأسر الشهداء وها هى الان وفد استقبلت رفات الشهداء الذين استشهدوا على اسم المسيح
وكان تنظيم داعش الإرهابي، قد ذبح 20 من أقباط مركز سمالوط شمالي محافظة المنيا، في منتصف فبراير من عام 2015، داخل الدولة الليبية، وأعلنت السلطات الليبية بعد ذلك القبض على مصور الواقعة والذي ارشد عن مكان رفات الشهداء وأعلن مكتب النائب العام الليبي، في بيان رسمي العثور على رفاتهم.
وقد أُنشئت الكنيسة بأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقرية العور مسقط رأس 13 من “شهداء المذبحة”، تكريما لهم
وتقع قرية العور، على بعد 15 كيلو مترًا غرب مركز سمالوط، ومساحتها لا تتعدى 2 كيلو متر مربع وعدد سكانها يبلغ نحو 13 ألف نسمة.