من قال أن الحب يتكرر مرتين فهو يضحك على نفسه
نعم… الحب لا يأتي إلّا مرة واحدة… يعصف بحياتنا… يغيرها… قد ينجح… قد يفشل… ولكن بصرف النظر عن ذلك… فانه لايتكرر !!
نلتقي إناسًا مختلفين .. وقد يكون لكل منها مكانة خاصة في حياتنا وقد نحب اكثر من شخص في آن واحد .. على فترات متعددة ومع كل شخص تختلف التجربة والطريقة ولكن الوقوع بالحب الأصعب, الذي لايمكن نسيانه والصمت عنه فانه لايعصف سوى مرة واحدة فهو المعجزة.
وكلنا متفقون الا تتكرر مرة اخرى .
الحب المعجزة .. الذي يدفع بنا حد الجنون.
القليل من الحب مؤلم والكثير من الحب مؤلم.
وكثير من الحب يجعلنا اكثر ايجاعاً من آلامه. ودائما ما تمر علينا قصص حب قد تفشل لمرة ومرتين وثلاث ولكن لا يمكننا التخلي عنه لانه جزء اصيل من حياتنا .
اما الشق الاخر من قصتنا النبيلة فهو “الوطن”
اليس الوطن هو ارض جدودنا؟ ام هو مجرد بقعة جغرافية ! خلقنا بين ازقته لنحمل معاناة وآهات شعب قدم دمه ولحمه فدية لارضه ووطنه. ليعيد له كرامته التي استباحها من جاء يعتدي ويحتلها. سرقوا دمنا وقطعوا زرعنا ونشروا الفساد في ارضنا. رغم حجم المآساة الا ان الوطن .. ليس مجرد كلمة ….
الوطن .. ليس مجرد بقعة جغرافية
الوطن .. حق واصالة وعراقة وانتماء
الوطن .. كرامة
نتنفس من هوائه النقي ونسرح في سمائه الزرقاء ونسبح في بحره الانيق ونأكل من خيره. نشتم من رائحته الوردية.
الوطن وحده من يحفظ كرامة الانسان.
نتحسر على كرامة الوطن التي اغتصبها اعدائها اللدود ونحسب المسافات التي تبعدنا عن وطننا بالاميال ونقاوم المحتل بألف طريقة وطريقة، حيث الفلاح يقاوم بفأسه والرسام برشته والموسيقار بآلته والمغنى بصوته ولحنه والكاتب بقلمه والمقاوم بسلاحه. وكلها وسائل تحرر للوصول الى وطن ضائع قد يعود مع مرور الزمن.
ولكنرغم كل المآساة والمعاناة والويلات التي ذاقها ابناء الوطن إلا أن الوطن جميل باهله وناسه, عظيم بمحبيه ومعجبيه, انيق بموقعه وهو رغم العذابات الا انه جزء اصيل من حياتنا ولا يمكن التخلي عنه وهنا وجه الشبه بين الحب والوطن. وهنا دعوني استشهد لكم بالمثل الشعبي الذي يقول نصه “كثرة الملح تبوظ الطبخة” الا في الوطن والحب فقد يعطيهما رونق جميل وبكثرتهما قد تحلو الحياة.