وصلت مساء اليوم السبت إلى مطار بيروت بلبنان, شعلة “النور المقدس” التي فاضت بعد ظهر اليوم من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة في مدينة بيت لحم في فلسطين, وقام بإحضار الشعلة وفد كنسي من الروم الأرثوذكس وضم الوفد عدد كبير من رجال الدين ووزراء ونوابا سابقين وإعلاميين، ذهبوا لإحضار الشعلة من مطار عمان بالأردن بعد وصولها من بيت لحم.
وعقب وصول الشعلة لمطار بيروت كان في الاستقبال الآلاف من المسيحيين وهو أخذوا يضئيون مصابيح من الشعلة التي حملها الأب نكتاريوس خير الله، وهلل الجميع لقيامة المسيح “أخرستوس آنستي – أليسوس آنستي ” المسيح قام بالحقيقة قام من بين الأموات.
وكانت مطرانية بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس أعلنت في بيان، أن “شعلة من النور الذي يفيض من القبر المقدس في المدينة المقدسة القدس يوم سبت النور، ستصل إلى مطار بيروت الدولي، ومنه تتوجه إلى كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، فيستقبلها متروبوليت بيروت وتوابعها المطران إلياس عوده محاطا بكهنة إيبارشية بيروت، ويضيء المؤمنون شموعهم من النور الذي لا يعروه مساء
وتعتبر معجزة النار المقدسة من أكثر المعجزات المعترف بها وقد وُثقت لأول مرة في العام 1106 ميلاديا. وتُتابع ظهور النار المقدسة شعوب العديد من دول العالم، كما تعمد هذه الدول إلى إرسال رحلات جوية خصيصا لإحضار هذا النور إلى كل منها للتبرّك، حيث تقام احتفالات حاشدة لاستقبالها.
أما قصة هذه النار المقدسة التي لا تُحرق، فتظهر يوم سبت النور حين يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس ومعه رئيس أساقفة الأرمن بمسيرة كبيرة ومعهما كثير من رجال الدين من كل أنحاء العالم يرددون الترانيم والأناشيد. يطوفون ثلاث مرات حول كنيسة القيامة بالقدس ثم يأتي بطريرك أورشليم أو رئيس أساقفة الأرثوذكس ويقوم بقراءة صلاة معينة، ثم يبدأ بإزالة ملابسه الليتورجيّة ويدخل وحده إلى قبر السيد المسيح.
ويتم فحص البطريرك جيدًا قبل الدخول من قبل السلطات الإسرائيلية للتأكد من أنه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار كما يتم فحص القبر أيضًا. هذا الفحص كان يتم سابقًا على يد العثمانيين حيث كان جنودهم المسلمون يتولون مهمة فحص البطريرك قبل دخوله إلى القبر, ويبقى رئيس أساقفة الأرمن منتظرًا في موضع ظهور الملاك لمريم المجدلية ليبشرها بقيامة المسيح, في حين يردد الجمهور المنتظر خارج القبر كيريالايسون، أي باليونانية يارب ارحم, ثم بعد ذلك تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء في رزمة واحدة في القبر ثم يكشف البطريرك عن نفسه ويقوم بإشعال 33 أو 12 شمعة أخرى ليتم توزيعها على المصلين في الكنيسة لتكون شعلة مضيئة بقوة القيامة وبأن المسيح قد قام وهزم الموت, هذه النار لا تحرق أو تؤذي من يلمسها ولا تحرق الشعر أو الوجه.