افتتح معرض “جمهور الست” للفنان مصطفى رحمة، مساء أمس الأحد، بجاليري بيكاسو بالزمالك، وعن المعرض يتحدث الفنان مصطفى رحمة، قائلًا :”كان للست النصيب الأوفر ليصنع لها أغلب فناني مصر أعمال خالدة، تمثلت في البداية بتماثيل مختار الرائعة، كذلك التشكيل الذي تجاوز المئات لفنانين كبار، قليل جدا هم من تناولوا جمهورها بأعمال فنية، فقد كان لنا يشبهن جمهور أم كلثوم الأثر الكبير لتوجهه الفني، بل قل الهوانم منهن ممن يقتفن أثرها بكل حفلة، السميعة جدا يتمايلن مع آهاتها وتعدد المقامات اللحنية واختلافها، يتمايلن مع تغريداتها وارتجالاتها من نفس مقام اللحن، هن أصحاب مزاج رائق يهفون ويتوددون إلى الدنيا، يعشقونها يحبونها وتحبهم، يتبرجن طوال الوقت، يستقبلن أيامهم بفرح وحبور، الشاي له طقوس يشربونه ساعة العصاري مع قطعة جاتوه طازجة من جروبي. أو فنجان قهوة ببن مطحون بمطحنة منزلية صغيرة أعدت للغرض نفسه، فعندما لاحت لها شهرة لم تكتفِ بأن جعلت من صوتها وحده سبيل لتحقيق ما حلمت به بمجتمع يتصف بطبيعة مركبة، بحسبها ظاهرة ثقافية بالمعنى الشامل للكلمة حتى أصبحت صوت مصر.
لذا كان جمهورها والذي حاولت أن أرصده بلوحاتي ولعلي حققت ما تمنيت إيصاله للمتلقى، كذلك لروح مستميعها ممن نراهن بشرائط الأغاني على التلفزيون بالأبيض والأسود، جميلات رغم رداءة الصورة.
وجاءت فلسفة الفنان مصطفى رحمة، والتي صاغها متأثرًا بواقع يحيا بشخصه داخل حدود، ويشغل ذلك الواقع جنبا من تفكيره، لقد أتى العرض البصري مستوفيا حالة من الإبداع، وهما حرفية الأداء وجدية الفكر.
وقد وقع اختياره على نماذج رمزية سواء من النخبة أو العامة على اختلاف ثقافتهم.
حرص على استخدام الألوان التي تعكس جديته في التفاصيل ذو الرصانة اللونية، وكذلك تعامل السطح ببراعة المصور.
والفنان مصطفى رحمة من مواليد محافظة المنصورة عام 1952 .
عمل كرسام كاريكاتير في جريدة البيان الإماراتية، ثم تكليفه من إدارة الصحيفة لتأسيس مجلة ماجد للأطفال عام 1979 .
ويستمر معرض جمهور الست للفنان مصطفى رحمة حتى 16 أبريل.