تحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير الآثار والمجلس الثقافي البريطاني، وإدارة القاهرة التاريخية ومن بيت الرزاز بمنطقة الدرب الأحمر تم الإعلان عن ترميم عدد 4 منابر مملوكية معرضة للخطر وتحتاج لدراسة وترميم واسعافات أولية سريعة، وتوثيق 30 منبرًا. ومن المعروف أن هذا المشروع يتم بالتعاون بين وزارة الآثار والمؤسسة المصرية لإنقاذ التراث بتمويل من الحكومة البريطانية ممثلة في المجلس الثقافي البريطاني، مما يؤكد حرص الوزارة على التعاون مع أي جهة سواء محلية أو دولية من أجل الحفاظ على آثار مصر بمختلف عصورها التاريخية وقد بدت فاعليات اللقاء بأن قدم الفريق البريطاني كلمة أوضح فيها دور المجلس الثقافي البريطاني في هذا المشروع الهام ومدى حرصة على المساهمة في تلك المشروعات التي تهدف للمحافظة على التراث من مختلف العصور.
كما قدمت الأستاذة أمنية عبد البر مدير المشروع عرضا للمنابر المملوكية والمقترح ترميمها وإجراء الصيانة الخاصة بها لإصلاح ما تعرضت له من أضرار ومخاطر في السنوات الماضية وتم استعراض بعض المنابر المقترح العمل بها مثل منبر السلطان الأشرف قايتباي ومنبر السلطان المؤيد الشيخ ومنبر القاضي أبو بكر بن مظهر ومنبر السلطان حسام الدين لاجين بجامع أحمد بن طولون والتي تحتاج للترميم وإجراء إسعافات أولية سريعة.
وأكدت عبد البر أن وزارة الآثار والمركز الثقافي البريطاني يعطون أهمية كبرى للحفاظ على التراث وخلق فرص للتواصل بين الشعوب وتذويب الفوارق فالتراث هو العامل المشترك للتقارب بين الشعوب والحضارات وهو القادر على ربط المجتمعات ببعضها البعض وتحقيق النمو والرخاء.
كما استعرضت عبد البر دور العاملين بالمشروع ومدى حرص الجميع على بذل أقصى جهد لانجاح العمل وتحقيق نتائج مرضية للحفاظ على التراث المصري العتيق من العصر المملوكي والمتمثل في تلك المنابر التي سيتم إجراء الترميم والتوثيق لبعضها وإجراء إسعافات أولية للبعض الآخر.
وعلى هامش فاعليات اليوم التقينا ببعض المسؤلين والمشاركين في المشروع حيث التقينا بالأستاذة اميرة صديق علي السيد مدير البرامج الفنية بالمؤسسة المصرية لإنقاذ التراث والتي قالت عن دور المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث.
بإنها مؤسسة قامت بتدريب العديد من المدربين الذين يستطعون تدريب كوادر شابة على كيفية إنقاذ التراث، وذلك في عام 2013، وأول عمل قاموا به هو إنقاذ مقتنيات متحف الفن الإسلامي بعد عملية التفجير التي تمت أمام مبنى مدرية الأمن وكان لها تأثير كبير على المتحف حيث قاموا بتقليل نسبة كبير من الخسائر.
كذلك قمنا بعمل مجموعة تدريبات بالتعاون مع وزارة الآثار، وكان أول مشروع لنا أخذنا منبارين من القاهرة التاريخية قمنا بتنظيفها جيدا مع إجراء دراسة لهم استعرضنا فيها المخاطر التي ممكن أن تتعرض لهم وطرق الوقاية والترميم .
أما هذا المشروع الذي نحن بصداه فهو توثيق للمنابر الأثرية في العضر المملوكي، وعمل خطة إنقاذ سريعة لإنقاذ بعض المنابر المعرضة للخطر مع ترميم عدد آخر من المنابر حيث يوجد 30منبر يتم عمل توثيق كامل ودراسة وافية لهم.
ثم التقينا بالدكتور ممدوح عودة مدير عام إدارة الأزمات والكوارث بمكتب وزير الآثار والذي قال اليوم نحن في بداية انطلاق مشروع إنقاذ وحماية وترميم أكثر من 30منبر من العصر المملوكي، وكما نعلم المخاطر الجامة التي تتعرض لها الأثر في القاهرة التاريخية كل يوم وخصوصا المنابر الأثرية، وقد شاهدنا أكثر من واقعة سرقة لبعض الحشوات والأطباق النجمية التي تزين تلك المنابر فكان ضروري جدا بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ممثلة في المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث كجهة منفذة للمشروع والمركز الثقافي البريطاني كممول لهذا المشروع، وأيضا مستر إيريك بروج استشاري المشروع، وهو إنجليزي الجنسية متخصص في الهندسة والزخارف الإسلامية سواء على الأخشاب او الحجر ومحاضر في التصاميم الهندسية الاسلامية وخصوصا فى المنابر المملوكية ليتم عمل توثيق اثري وتوثيق حالة لعدد كبير من المنابر المملوكية وأيضا نستطيع ترميم من 3 الى 4 منابر حسب الحالة.
وأضاف عودة مدة المشروع 10 أشهر آملين فيها أن يتم التوثيق الأثري فيها للعديد من المنابر المملوكية وهذ يساعدنا في التعرف على أي وحدة سرقت من أي منبر، كذلك يمكن إعادتها إذا كانت خارج البلاد، كذلك يمكنا رصد واسترداد ما تم سرقته، بالإضافة إلى مراقبة سوق التحف وصالات المزادات الدولية للتأكد من عدم بيع أي قطعة من تلك المنابر عن طريق هذ التوثيق.
وسوف تتم أعمال الترميم والتوثيق للمنابر وهي في أماكنها بدون نقل إلى أي جهة وسيتم الاستقرار على المنابر التي تدخل ضمن المشروع من خلال اللجان المختصة بإدارة القاهرة التاريخية وبالتنسيق مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية.
والتقينا بالأستاذ عبد الحميد صلاح الشريف رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث والذي اوضح أن فكرة المشروع بدأت منذ سنتين، وتم العمل الفعلي منذ شهر فبراير الماضي حيث تم تقسيم العمل إلى مرحلتين.
الأولى.. التوثيق وتحديد المخاطر وتوثيق الحالة للمنابر المملوكية بالقاهرة التاريخية.
الثانية.. بعد 6 أشهر من العمل سنقف لمدة شهر لعمل مقياس ومراجعة للعمل ونحدد ماهي المنابر التي تحتاج للترميم ثم نعرض الأمر على وزارة الآثار لتحديد النتائج التي وصلنا اليها وتحديد أكثر ثلاثة منابر تحتاج لاسعفات أولية سريعة، وأكثر المنابر التي تحتاج للترميم لنبدء العمل ثم نقوم بعمل داتا كاملة ونرسلها لوزارة الآثار لكي تكون محفوظة طرفهم يمكن لأي باحث فى أى وقت الرجوع والإطلاع عليها بسهولة وهذا هو المشروع وخطواتة على مدار عام وعن دور المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث أضاف الشريف.
نحن نتعامل على مجموعة من الأهداف نشر الوعي والتدريب لكل العاملين بوزارة الآثار في المواقع والمتاحف على محوارين هامان وهم إدارة الأزمات والكوارث ثم الإسعافات الأولية والتدخل السريع لإنقاذ التراث في الأزمات
وقد قمنا بعمل تدريبات قومية عديدة في مصر كذلك دربنا العديد من الكوادر على مستوى الوطن العربي من سوريا والعراق وفلسطين واليمن والجزائر والمغرب وقمنا مع وزارة الآثار بانقاذ مقتنيات المتحف الإسلامي ودار الكتب وتم توجية الشكر لنا من الأمم المتحدة وهيئة اليونسكو .