هنأ الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط القيادة المصرية والقوات المسلحة والشعب بالذكرى السادسة والثلاثين لتحرير أرض سيناء .
وتحدث أبو الغيط – الذي كان من ضمن الفريق الدبلوماسي المكلف بالتفاوض لانسحاب إسرائيل – عن دور الدبلوماسية المصرية في تحقيق الانسحاب الكامل من سيناء .
في هذا الصدد، قال أبو الغيط: إنه بعد الهزيمة في حرب 67 وبعد خروج الشعب المصري في كافة الميادين والشوارع للتعبير عن رفضهم للهزيمة وللاحتلال، تحركت القيادة المصرية وقتها في اتجاهين وهما إعادة الثقة للقوات المسلحة مرة أخرى , بالإضافة إلى تزويدها بالأسلحة الحديثة وإفراز قيادات عسكرية جديدة، ومن جانب آخر تم التحرك على المستوى الدبلوماسي .
وأضاف: أن التحرك الدبلوماسي نتج عنه إصدار قرار من الأمم المتحدة تضمن عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وإنهاء كافة حالات الحرب وانسحاب إسرائيل، والبحث في قضية اللاجئين الفلسطينيين والحق في المرور بكافة المجاري المائية .
وأشار إلى أنه تم أيضا التفاوض مع أطراف دولية مختلفة من اجل مواجهة التعنت الإسرائيلى في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، موضحا في الوقت ذاته أن التحرك الدبلوماسي اقترن بالتحرك العسكري، حيث قامت القوات المسلحة بصد هجمات إسرائيلية كثيرة أبرزها معركة رأس العش، فيما قامت القوات البحرية بتنفيذ عمليات منها تفجير ميناء إيلات الإسرائيلي وغيرها من العمليات الأخرى التي قامت بها القوات المسلحة في حرب الاستنزاف .
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: في كلمته خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة “إن الخبراء السوفيت خرجوا من مصر مما شجع الولايات المتحدة على فتح قنوات للاتصال، ودارت مفاوضات ممتدة استمرت 6 سنوات، شاركت فيها أنا ولم يتحقق الهدف، حيث إنهم تحدثوا عن عودة السيادة المصرية إلى سيناء ولكنهم رددوا أن هناك احتياجات للأمن الإسرائيلي ولم يفصحوا عن المقصود بهذه الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية ولا مبرراتها”.
وأضاف :أن مصر ذهبت إلى مجلس الأمن مرة أخرى، مطالبة بتفسير للقرار “242 “، حيث تم تقديم مشروع قرار في يوليو 1973، استخدمت الولايات المتحدة ضده حق “الفيتو” فى مواجهة 14 دولة، تماما مثلما حدث في موضوع القدس 21 ديسمبر 2017 .. مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي في هذا الوقت تحدث إلى وزير الخارجية المصري محمد حسن الزيات في نيويورك “بأنكم هزمتم ومن يهزم يدفع الثمن”، ليس لدي وقت أضيعه في الشرق الأوسط ، وعليكم أن تقبلوا الأمر الواقع، وتصل الرسائل إلى الرئيس السادات والقيادة المصرية، وتم عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي المصري يوم 30 سبتمبر، والذي نتج عنه محضر يمثل العزم الشديد على الإرادة القتالية وصلابة المصريين والقدرة على المواجهة .
وأشار إلى أن المحضر نص أيضا على أن هذا الجيل من المصريين عليه أن يسلم الأجيال القادمة أرض سيناء خالية من الاحتلال.. وتم وضع الخطة بعبور قناة السويس وتوجيه أقصى ضربة إلى العدو واسترجاع جزء من الأرض المغتصبة .
وأوضح أنه في يوم 6 أكتوبر 1973 اتصل وزير الخارجية الأمريكي بوزير الخارجية المصري وقال له “عليكم أن تسحبوا القوات لأن النتائج لن تكون في صالحكم وسوف تخسرون”، فرد عليه وزير الخارجية محمد الزيات “هيهات .. سوف تمضي مصر في الصدام المسلح”، إلى أن توقف القتال يوم 28 أكتوبر 1973 .
وحول الإرهاب وسيناء..قال أبو الغيط “سوف تنجحون “بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري والقوات المسلحة”، معربا عن ثقته في أن إرادة القتال والتصميم سوف تفرض الهزيمة على خوارج العصر، وسوف يعاد بناء سيناء وتنميتها .
وقال أبو الغيط: “حول ما تردد عن الأوهام التى صدرت ابتداء من 2003 حتى 2006 والتى تقول دعونا نتبادل معكم أراضي، أكد أن سيناء سوف تبقى بكاملها أرضا مصرية لكافة أبناء مصر وسوف تنجح مصر وفي سنوات قادمة في إحداث نقلة نوعية غير مسبوقة سواء في سيناء أو في قلب مصر”.
وقال أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية: “لقد كتبت في يومياتي بشأن هذا الأمر كنت اعمل مع مستشار الأمن القومي المصري في ذلك الوقت، ولقد حققت القوات المسلحة المصرية المهمة الموكلة إليها وهو تغيير الوضع السياسي والتوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط بوجود قوات مسلحة قادرة على الجانب الآخر في سيناء، ووجود قوات جوية مصرية قادرة يمكن أن تضرب إسرائيل بالإضافة إلى أن الوحدات البحرية المصرية متواجدة في مدخل باب المندب لكي تغلقه وتقول لإسرائيل لا معنى لوجودكم في شرم الشيخ لأننا نتواجد في مدخل البحر الأحمر” .
وأضاف: بالتالي تتحرك الأمور، ويحدث فض اشتباك أول، وفض اشتباك ثان في 1975 ..ولكن تتوقف العملية السياسية لأسباب خارجة عن الإرادة المصرية، ويفكر الرئيس السادات كثيرا ثم يقول سوف أخذ المبادرة مرة أخرى ومثلما فعلنا في العبور سوف نعبر إلى السلام عبر مبادرة السلام لتنطلق العملية السياسية مرة أخرى”.
وأوضح أبو الغيط أنه كان متواجدا في هذا التوقيت داخل أطقم العمل الدبلوماسي، قائلا ثم “يأتي رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإسماعيلية ليقابل الرئيس السادات في 25 ديسمبر 1977 ويقدم له مشروع اتفاقية مصرية إسرائيلية تقول إن السيادة لمصر حتى حدود 1906 أى حدود مصر مع فلسطين تحت الانتداب أى أنهم يعترفون بحدودنا مثلما هي على مدى تاريخنا ولكن يقولون أيضا “لدينا 3 قواعد جوية في شرق سيناء (اوفيرا -ايتام – اتزيون) وسوف نحتفظ بها “، ولدينا مستوطنات على شاطئ البحر المتوسط في العريش ومابين العريش ورفح فيها 10 آلاف مواطن إسرائيلي سوف يبقون فيها وسوف يطبق عليهم القانون الإسرائيلي.. بالإضافة إلى أن كل الطرق شرق سيناء سوف تستخدم من قبل القوات الإسرائيلية في دوريات لتأمين هذا التواجد، والحركة ستكون فقط لعرب مصريي سيناء ..أما بقية الشعب المصري لا حق له فى العبور.
وأضاف أبو الغيط: “أخذنا فترة مفاوضات شاقة للغاية في القدس، ومصر وكامب ديفيد ..بريطانيا..ألمانيا .. النمسا لإقناع الإسرائيليين بأن هذه المطالب لايمكن القبول بها أخذا في الاعتبار أنني على ثقة كاملة أن الفرقة 21 مازالت متواجدة، والفرقة الرابعة ومدفعيات الجيش الثاني والفرقة السادسة عشرة والفرقة التاسعة عشرة لاتزال موجودة، قائلا “عليكم كإسرائيليين القبول بالإرادة المصرية على كافة أراضي سيناء وأن تعاد سيناء إلى مصر خالية من كل الوجود الأجنبي، وتم الانسحاب على 6 مراحل”.
وأوضح أنه في 6 أكتوبر 1981 سقط الشهيد أنور السادات، لافتا إلى أن إسرائيل ترددت وقالت هل نمضى في طريق الانسحاب والتسليم لمصر بمطالبها السابقة أم أن نوقف الانسحاب ونجمد معاهدة السلام، مضيفا أن القيادة الجديدة بمصر التى تسلمت المسؤولية تحركت بحذر وحكمة وفرضت انسحاب إسرائيل في 25 أبريل عام 1982 ورفع العلم المصري عاليا .