عقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة المحاضرة التذكارية السنوية لتكريم الدبلوماسية نادية يونس – التي توفيت في تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد في 19 أغسطس 2003، بينما كانت تشغل رئيس فريق ممثل الأمم المتحدة في بغداد الدبلوماسي سيرجيو فييرا دي ميلو – و تحدثت في المحاضرة لبنى العليان الرئيس التنفيذى ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة “العليان للتمويل”حول رؤية للعالم العربى على المستوى الإجتماعى والاقتصادى ، وقالت خلال الندوة التى جاءت تحت عنوان ” رؤية للجيل العربى الصاعد ” : إن ربع عدد السكان فى الوطن العربى يعيشون تحت خط الفقر، و1% من عدد السكان يحظون بـ بأكثر من 60% من حجم الثروة ، حيث أشارت العديد من التقارير الاقتصادية إلى هذه الأرقام فى مقارنة بالوضع الحضارى الذى حققنا فى عصور سابقة فبالنسبة لموضوع براءات الإختراع فإن كوريا تسجل رقماً يُعادل الرقم الذى يُحققه العالم العربى أجمع ، منوهاً أن هناك العديد من الدروس التى يُمكن أن نتعلم منها مثل كوريا وسنغافورا التى كانت فى الماضى القريب مجرد مستعمرة مجرد بريطانية فى المحيط الأسيوى ، مشيرة فى نفس الوقت إلى التجارب الناجحة فى دول الخليج العربى خاصة فى دبى ، وأضافت : وفى السعودية هناك نهضة وطور كبير يحدث على أرض الواقع وجهود تدعوا للأمل بقيادة محمد بن سلمان ولى العهد السعودى ، فقد كانت نسبة البطالة تصل إلى 25% عام 2016 ، فضلاً عن الجهود التى تحدث فى مصر وهذا يتتضح فى رؤية السعودية 2030 ، منوهة إلى تطور عمل المرأة الواضح فى الوطن العربى خلال السنوات القليلة الماضية ، فمنهن العديد الذين حصلنا على درجة الدكتوراه فى العديد من المجالات العلمية سواء فى بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ، مُطالبة بضرورة الحد من البيروقراطية التى تعوق تقدم الأعمال الاقتصادية والإجتماعية ، أضافت : فالقطاع الخاص بات أكثر تطوراً ونجاحاً في المجال الاستثمارى ، وبالتالى هناك استفادة كبرى مشتركة فى لو تكاملت مشاركة القطاع العام للقطاع الخاص فى الكثير من العمل الاستثمارى والخدمى ، مشيرة إلى عدة مجالات متعددة ومُترابطة مثل القطاع الخاص ودوره فى رفع كفاءة الرعاية الإجتماعية ودعم جهود الإبتكار وفرص العمل وريادة الأعمال ، موضحة أن دول الخليج باتت تدرك جيداً مدى التطور الذى وصل إليه القطاع الخاص مما دفع دولنا لأن تطلب من الشركات الكبرى أن تلعب دوراً أكبر فى العمل الإجتماعى كنوع من المسئولية المجتمعية .
قالت ” العليان” علينا أن نبذل المزيد من الجهود فى مجالى الإبتكارات والإكتشافات والتى تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات سواء فى السعودية أو الوطن العربى ككل ، منوهة لأهمية دمج الأنسجة المختلفة فى المجتمع العربى وأحتواء الشباب وقدراتهم المتفردة ، والعمل على تهيأة كل الظروف المواتية لتنمية قدراتهم ، مشيرة إلى أنه يجب أن تكون أولويات الجيل الحالى هى العمل على المزيد من الاستثمار فى مجال التعليم ومنها تطوير المدارس المهنية ، أما عن المرأة العرية فقالت “العليان” إن الأمور تتغيير ببطئ ولكن هناك كل يوم تطور يحدث سوف ينعكس بالإيجاب بالنسبة للمرأة ، فضلاً عن جهود المرأة نفسها فى المجال الأكاديمى والاستثمارى ، مُطالبة بأهمية وجود دور فاعل من القيادة التعليمية خاصة المعلمين وأستاذة الجامعات تجاة أولادهم وبناتهم فى كافة مراحل التعليم ، ومن ناحية أخرى ترى رئيسة مجموعة “العليان للتمويل” أن الشركات الناشئة فى الوطن العربى أصبحت تعد هى المستقبل وهذا هو سحر وذكاء الشباب ، قائلة : ” لا يوجد شك أن الاستثمار والدعم لمراكز الخبرة يعود بعائد رائع على الجميع” كما ناقشت احتياج العالم العربي إلى المزيد من مراكز التميز في العالم العربي، وبالأخص من مؤسسين وممولين عرب ، لذلك علينا أن نحثهم على المزيد الإبتكارات وتأسيس شركاتهم الخاصة وتكوين رؤوس الأموال ، واستثمار وسائل التواصل الإجتماعى فى إنجاح الأعمال لديهم – رغم أنها لم تخفى أنها ليست على درجة كبيرة من الخبرة بمجال بالسوشيال ميديا – وفيما يتعلق بسئوال حول إحتلال الرجال لمناصب رؤساء مجالس الإدارات فى الوطن العربى ، قالت لبنى العليان إن هذا الوضع أيضاً فى الولايات المتحدة الأمريكية ، فإن أكبر الشركات الأمريكية يحتل الرجال مجالس إدارتها ، مؤكدة أن لديها أمال كبيرة بالنسبة لإستراتيجية المملكة العربية السعودية 2030 ، خاصة فيما يتعلق بإنشاء الكثير من الشركات التى تستطيع إجتذاب القدرات الشبابية .
حضر هذا اللقاء عدد من الشخصيات البارزة فى المجتمع المصرى سياسياً ولقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً منهم فرانسيس ريتشياردوني رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة , وعمرو موسى رئيس لجنة إعداد الدستور والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ، ووزير خارجية مصر الأسبق ، والدكتورة منى مكرم عبيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ، وعضو مجلس الشعب سابقا ، رجل الأعمال أحمد هيكل، رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية ، ورجل الاعمال فؤاد يونس رئيس مجلس الأعمال المصرى الفرنسي ، إبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين المصريين والعرب السابق ، والطالب عمر زكي الحاصل على جائزة نادية يونس للخدمات العامة والإنسانية بالترحيب بالعليان ، وذلك بقاعة معتز الالفى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة .
جدير بالذكر أن محاضرة نادية يونس التذكارية هي جزء من صندوق نادية يونس الذي أنشئ تكريما لذكرى نادية يونس، التي توفيت في تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد في 19 أغسطس 2003، بينما كانت تشغل رئيس فريق ممثل الأمم المتحدة في بغداد الدبلوماسي سيرجيو فييرا دي ميلو ، بجانب إقامة المحاضرة السنوية، ساعد الصندوق في إنشاء حجرة نادية يونس للمؤتمرات والتي تخدم أعضاء نموذج القاهرة الدولي للأمم المتحدة وجائزة نادية يونس للخدمة العامة والانسانية .
وأما لبنى العليان فهى الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة العليان للتمويل، في المحاضرة التذكارية السنوية لتكريم الدبلوماسية نادية يونس ، أصبحت العليان عام 2004 أول أمرأة تنضم إلى مجلس إدارة شركة سعودية مدرجة في البورصة عندما تم انتخابها لعضوية مجلس إدارة البنك السعودي الهولندي (وهو الآن البنك الأول)، حيث تشغل حالياً منصب نائب الرئيس. تترأس العليان الفنار، وهي أول مؤسسة خيرية في مجال الأعمال تعمل حصرياً في العالم العربي .