الوسائل التكنولوجية الحديثة يتم استخدامها في الكثير من مجالات العمل بالقطاع الخاص وكذلك الحكومي, فلقد بدأت خلال السنوات الماضية إدخال الأدوات الحديثة بالعمل في الخدمات الحكومية واستخراج الأوراق الرسمية, وذلك بهدف التيسير علي المواطنين في استخراج الأوراق الرسمية والحصول علي الحقوق والخدمات, ومن ضمن الجهات الحكومية المرتبطة بشكل مباشر بحقوق المواطنين بمكاتب التضامن الاجتماعي علي مستوي الجمهورية – خاصة لأنها المنوط بها التقديم للحصول علي المعاشات لذوي الإعاقة, بالإضافة إلي معاشات تكافل وكرامة وغيرها – بدأت وزارة التضامن الاجتماعي مؤخرا باستخدام التسجيل الإلكتروني في بداية الإجراءات للحصول علي هذه المعاشات, حيث يبدأ الشخص بالتقديم إلكترونيا ومن ثم يتم تحديد موعد للكشف الطبي لدي اللجان الطبية التابعة للتأمين الصحي, ثم يعود الشخص بالتقرير الطبي الذي يتم بناء عليه إذا كان يستحق المعاش الضماني أم لا.. حينما كانت هذه الإجراءات تتم داخل مكاتب التضامن الاجتماعي التي يتبعها الشخص حسب مكان سكنه كانت تستغرق في حدود شهرين علي الأكثر لإنهاء الإجراءات وللحصول علي المعاش المستحق لمن يستوفي الشروط.
ولكن بعد أن أصبحت الإجراءات وحجز مواعيد الكشف الطبي تتم إلكترونيا أصبحت هناك معطلات كثيرة عكس المتوقع والمرجو من استخدام التكنولوجيا الحديثة, فلقد تواصل مع باب إحنا معاك بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة ممن قدموا لطلب معاش خاص بالإعاقة لهم أو لأحد أبنائهم ولكنهم فوجئوا بعراقيل وتعطيل للأمر, فمنهم من تم توجيهه داخل مكتب التضامن التابع له للخط الساخن لحجز موعد للقومسيون الطبي.. إلا أنه للأسف الخط الساخن لا أحد يجيب عليه..!! وهناك ممن تقدموا بطلبات إلكترونية وجاءت المواعيد متأخرة جدا للكشف إما بعد ثلاثة أشهر أو 6 أشهر وهناك من تقدم ووجد أن الموعد بعد حوالي عام من تاريخ تقديمه إلكترونيا للطلب؟!!
الأمر يحتاج لمزيد من الدراسة والعمل علي حل المشكلات والعوائق التي تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم علي حقوقهم, محمد مختار, المحامي والناشط في مجال حقوق ذوي الإعاقة, أشار إلي أن قرار وزارة التضامن مؤخرا بالتسجيل إلكترونيا يعد بمثابة تكنولوجيا التعطيل, وهو يحتاج للمزيد من التعديلات, لعدة أسباب أولها أن الحالات التي تقدمت بطلباتها بل وأجرت الكشف الطبي بالفعل ولم يتم صرف المعاشات الضمانية لها تمت مطالبتها بإعادة الكشف وفقا للإجراءات الجديدة, بالإضافة إلي أن نسبة كبيرة من طالبي معاشات الضمان الاجتماعي ذات مستوي ثقافي واجتماعي متواضع وبالتالي بعضهم لا يجيد استخدام الإنترنت والبعض الآخر لا يجيد القراءة أو الكتابة خاصة في القري الفقيرة, بالإضافة إلي أن خدمة الاتصال علي الخط الساخن أغلب الوقت لا تعمل أو لا يتم الرد عليها حتي وإن عملت فكيف يعلم بها أو برقمها الأشخاص من غير مستخدمي الإنترنت إذا كان تم إعلان الرقم الساخن علي الإنترنت نفسه, وأضاف مختار قائلا: إن تحديد لجان طبية مركزية أدي إلي تكدس الحالات وبالتالي عادة يتم تحديد موعد الكشف الطبي في مدة تتراوح بين 6 أشهر وأحيانا تصل إلي سنة, فكيف ينتظر مواطن تحت خط الفقر وفي أشهر الحاجة إلي المعاش لمدة عام..؟!!
——————–
معلومة تهمك:
تيسيرات لذوي الإعاقة بلجان الانتخابات
أكد الدكتور أشرف مرعي, الأمين العام للمجلس القومي لشئون الإعاقة, علي أن الأشخاص ذوي الإعاقة لهم كل الحقوق وعليهم جميع الواجبات, ولذلك لابد من تيسير السبل لهم للمشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية وفي المجتمع بشكل عام.
وفي هذا الشأن قامت الهيئة الوطنية للانتخابات بالتخطيط لتكون نسبة كبيرة من اللجان الانتخابية في الدور الأرضي, بالإضافة إلي توفير كراسي متحركة وأفراد مدربين لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع المجلس القومي لشئون الإعاقة, كما ستكون هناك لوحة إرشادية مكتوبة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية داخل مقار اللجان الانتخابية.
مساهمات الخير:
7 آلاف جنيه – تبرع من يدك وأعطيناك