من حق القراء الذين ساهموا في إنقاذ حياة ”راعوث” أن يعلموا ماذا فعلت أياديهم، وماذا فعل إيمانهم بيد الله ل”راعوث”.. تلك السيدة التي كتبنا عنها منذ أسبوعين تحت عنوان “أنقذوا راعوث لتعود لإبنها”.. إنها قصة الإيمان حينما يتجلى في صرخة أم، حينما يتجسد في معونة المؤمنين بتدخل يد الله في كل مكان وزمان، لم تكن “راعوث” مريضة ولا فقيرة بل عروساً لم يمض على عرسها عام..
كتبنا آنذاك أن “راعوث” امرأة في عمر الصبايا الصغار 21 عاماً، تزوجت وأنجبت لكنها لم تفرح بوليدها، الذي أنجبته عبر جراحة قيصرية التي قد تكون هي السبب الرئيسي فيما حدث لراعوث، فبعد أن أنجبت ولدها في دير البرشا بالمنيا، أصابتها بكتيريا نادرة في الدم، ثم أصيبت بنزيف حاد في المعدة، تم إجراء جراحتين استكشافيتين، وقرر الأطباء نقلها للمركز الطبي العالمي.
وهناك تم إجراء ثلاث جراحات، أولها استئصال جزء من الاثني عشر ثم استئصال جزء من المعدة، وأخيرا استئصال خراجين كبيرين على الحجاب الحاجز، ولم يقف الأمر عند ذلك فأصيبت بالتهاب رئوي عنيف، ووضعوها على أجهزة التنفس الصناعي.
تراكمت فواتير المستشفى حتى وصلت إلى ما يفوق نصف المليون جنيه، باعت أسرتها كل ما لديها لتنفق على مرضها لكنه لم يكف، لم يكن زوجها يملك شيئا، فهو مبيض محارة، وشاركت الكنيسة بمبلغ قدره مائة ألف جنيه، ليكون مجموع ما تمكنت الأسرة من دفعه 250 ألف جنيه، ليتبقي أكثر من ربع المليون جنيه.
وحينما رفع أطباء المركز الطبي العالمي الأجهزة ومنعوا المحاليل والزيارة، عن ”راعوث” بسبب عدم دفع الفاتورة، وضع الله الرحمة في قلوب الناس.
وتوجه الكثيرون إلى المستشفى للتبرع، لكن كل من توجه إلي العناية المركزة ورأى ”راعوث”، جسدا ممدداً مكبلاً بخراطيم الإعاشة، توقع خبر وفاتها بين لحظة وأخري.
البعض قال انقلوها إلى مستشفى رخيص التكلفة، لأنها ميتة ميتة، لكن لم توافق والدتها، وانضم إليها العديد من الرحماء، الذين ذهبوا ووضعوا ما تبقى من دين للمستشفي مؤمنين أن الله سيعيدها للحياة ويردها لولدها.
صلت والدتها صلاة حارة.. كان لديها يقين عجيب أن الشفاء قريب، وبين عشية وضحاها فتحت ”راعوث” عينيها، ورفعوا عنها أجهزة التنفس الصناعي، ثم خرجت من الرعاية المركزة، وبعد يومين غادرت المستشفى سيراً علي قدميها، لتذهب إلى كنائس مصر القديمة رافعة عينيها إلى الله شاكرة قوته، وها هي ”راعوث” الآن في بيتها مع وليدها، تخضع للنقاهة بعد أن عادت إلي الحياة بالإيمان.
تلك هي المعادلة التي كتبنا عنها حينها، هل يظل حلها لصالح التوحش معادلة المال أو الموت، كنا نبحث عن طرف أوسط يحل المعادلة دون اللجوء للمال أو الفرار إلى الموت، ليظهر الطرف الثالث.. بالإيمان إن يد الله هي التي تستطيع حل أية معادلة.
يتوجه باب افتح قلبك بجزيل الشكر والعرفان لكل من أسهم في طبع بسمة على شفاه المتعبين ونخص بالذكر هذه المرة:
الدكتور أمير شوقي
استشاري القلب والأوعية الدموية
الدكتور جورج عزت فهمي
أخصائي الجراحة العامة وجراحة الأورام
لجهودهما التطوعية في رعاية حالات باب افتح قلبك، متمنين لهما دوام النجاح والتوفيق.
كما يتوجه باب افتح قلبك بجزيل الشكر والعرفان لكل من:
الدكتور كيرلس جورج عزيز
الممرض عجائبي عيسي
لجهودهما المتميزة في الرعاية المركزة، متمنين لهما مزيدا من النجاح والتوفيق.
تواصلوا معنا عبر المحمول – 01224003151
تليفون أرضي بجريدة وطني 0223927201
البريد الالكتروني: [email protected]
البريد: مؤسسة وطني للطباعة والنشر – باب افتح قلبك ، 27 ش عبد الخالق ثروت، القاهرة