نحتفل في 21مارس من كل عام بعيد الأم نتذكر في ذلك اليوم تذكر مجهودات وتضحيات كل أم وحينما تكون الأم من ذوات الإعاقة هناك أعباء تفوق أحيانا طاقتها الأمر الذي يجعل من زواج الفتيات ذوات الإعاقة أمرا غير مقبول أحيانا…؟!
داليا عاطف مسئولة إدارة المرأة والطفل بالمجلس القومي لشئون الإعاقة,عانت كثيرا منذ إصابتها بشلل الأطفال في المدارس ثم الجامعة والعمل بعد التخرج والزواج والإنجاب…تحدثنا إليها لنتعرف عن قرب تجربتها.
في البداية قالت داليا عاطف:المرأة ذات الإعاقة تعيش تحديات أكثر من الرجل الذي يعاني من نفس الظروف ولكني وبالرغم من كل الظروف قررت كسر تلك القيود فلقد نشئت في أسرة بها أب قادر علي تحمل العبء ومواجهة المجتمع دفاعا عن حقوق ابنته,إلي جانب أمي التي كانت تعي كل شئ وتقف بجانبي وتسعي لعلاجي ولاتيأس حتي مع تقارير الأطباء المحبطة ولأن أعاقتي كانت من النوع المتطور ساءت حالتي وكنت احتاج لعملية جراحية ضرورية فتركت الدراسة ومكثت عام في المستشفي وبسبب خطأ طبي أثناء الجراحة ظللت طريحة الفراش وأصبت بالإحباط وفكرت في ترك الدراسة إلا أن أمي جاءت إلي بالكتب الدراسية في السرير وكنت أذهب للامتحانات فقط(منزلي), ونجحت بتفوق واجتزت المرحلة وشاء الله أن أمشي علي قدمي مرة ثانية دون مساعدة واستكملت طريقي الدراسي في كليتي التي لم اخترها لأن مجموع درجاتي كان يتيح لي الفرصة لدخول كليات عديدة إلا أن الإعاقة فرضت علي الاختيار ما بين آداب وتجارة وحقوق كليات مسموح بها لذوي الإعاقة…؟!!! فاخترت كلية الآداب,وعندما فكرت في العمل لم أجد صاحب عمل يتقبل الإعاقة فكنت أنجح في المقابلة الشخصية وأنا جالسة مجرد ما أقوم بالحركة أمام أي مسئول يقولي سنتصل بحضرتك!!..
زواج وأمومة
وتستكمل داليا قصة كفاحها فقالت:بعد أن أنهيت دراستي الجامعية تقابلت بزوجي وأصر علي الارتباط بي وتحدي كل العوائق وأنا استشعرت ذلك بحق وكان لأسرتي الفضل في تعليمي تحمل مسئولية البيت ولكن مسئولية الأمومة تختلف فكيف سأحمل أطفالا وأنا أكاد أمشي بصعوبة ورزقت بطفلتي الأولي(شهد).وتحملت المسئولية كاملة وكنت أقوم بدوري بكفاءة ولكن واجهتني مشكلة كيف سأخرج بها من المنزل بمفردي وأتحدي صعوبات عدم تهيئة البيئة والمواصلات غير المؤهلة, وكانت مدرسة ابنتي بعيدة عن البيت وكنت غير قادرة علي سير هذه المسافة بدأت أفكر في العمل لزيادة الأعباء المادية نتيجة إعاقتي,وبالفعل عملت معلمة بمدرسة خاصة لمدة3سنوات وكنت أحاول الاجتهاد في عملي,ولكني بعد ثلاثة سنوات فكرت بالبحث عن عمل يبحث ويفتش عن الحقوق ورزقتي الله بالمولودة الثانية(جودي) بعد سبع سنوات فتحملت العبء مرة أخري ومتاعب الحمل والولادة مع الإعاقة.
البحث عن الحقوق الغائبة
وعن بداية عملها في مجال حقوق ذوي الإعاقة قالت:ثورة يناير دفعتني للنزول وعلي سلم نقابة الصحفيين في وقفة احتجاجية لحقوق ذوي الإعاقة في مصر التقيت بالسيدة هالة عبد الخالق أول أمينة عامة للمجلس القومي لشئون الإعاقة والذي تم إنشاؤه بعد الثورة-وقررت الدكتورة هالة بأنني سأتولي ملف المرأة والطفل في المجلس وطلبت أن أجتهد في عملي وأثبت ذاتي.
تضيف:كنت مؤمنة بأن تخطيط الدولة ووزاراتها ومؤسساتها لابد أن نأخذ في الحسبان المرأة ذات الإعاقة ولمساعدة زوجي بناتي من المتفوقات في دراستهم ويساعدوني علي استكمال مشواري المهني وكان أجمل مافي الأمر أن تعمل امرأة ذات إعاقة علي تمكين ودمج النساء ذوات الإعاقة وتشارك في صياغة دستور بلدها ووضع خطط الحكومة وتربية الأبناء علي الوعي إدراك الحقوق وتخطي الأفكار المغلوطة والسلبية في الموروث الثقافي خاصة ما يتعلق بذوي الإعاقة لأنه بالعمل والأمل والإيمان بالقدرات نتخطي كل العوائق.