احبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم بهذه الكلمات علمنا السيد المسيح المحبة الحقيقية المبنية علي التضحية من أجل الآخرين وبلا حدود.
عبثا فتشت عن نفسي فما استطعت الاهتداء إليها! وفتشت عن الله فما لقيت جوابا! ولكني فتشت عن القريب أخي, فوجدت معه الله ونفسي!.
كلمة محبة أو حب من أكثر الكلمات استخداما وتداولا في العالم كله وفي مختلف الثقافات والحضارات, ولكن قلما نعيشها في حياتنا اليومية, ولاسيما في عائلاتنا وفي محيط أصدقائنا.
لماذا؟
لأن المحبة الحقيقية تعني: التضحية, العطاء, المجانية, الغفران, الصبر…..
من يحب الله والآخر محبة حقيقية, يعيش في سعادة دائمة, وكما أحبنا الله محبة صادقة, يجب علينا أن نحب الآخرين علي مثال محبته, والإنسان الذي يحب أكثر, هو الأكثر سعادة من الآخرين.
كلنا يسعي وراء السعادة ويبحث عنها, ولكنها تتواري عن أعيننا فلا تقتفي لها أثرا, ولكن الطريق الأقصر والأسرع إليها, هو محبة الله من كل القلب والكيان, ومحبة الآخر كالنفس.
وهل السعادة إلا سلام مع الله والقريب؟!
وإذا ملأ حب الآخر قلبنا, فيستحيل أن نمد إليه يدا بسوء أو نهمله عند حاجته, أو تغلق أعيننا عن بؤسه وشقائه أو نتركه فريسة للهموم والغموم, وكما يعلمنا القديس بولس: المحبة تتأني وترفق, المحبة لا تحسد ولا تتباهي.. ولا تفرح بالظلم, بل تفرح بالحق, وهي تعذر كل شيء وتصدق من كل شيء وتتحمل كل شيء…..
فالسعادة لا تزدهر إلا حيث نكران الذات في سبيل الغير, ولا يجد قلب الإنسان راحة إلا حين يلتهب فيه الحب الحقيقي نحو الآخر, حينئذ يصبح البشر جميعا أخوة, أبناء عائلة بشرية واحدة.
ما من أحد يجهل أن محبة الآخر شرط لابد منه, شئنا أم أبينا, لننال بركة الله ورضي المجتمع. فالذي يحب بصدق, يشعر بالآخر وبكل الظروف المحيطة به.
يشكر الله الذي جاد عليه بنعمة الصحة, فيفكر في المرضي والمتألمين, الذين لا يجدون من يقدم لهم خدمة علي الإطلاق!
الله تعالي أنعم عليه بحياة أسرية, ووالدين يغمرانه بالحب والحنان, فيفكر في الأيتام والأطفال المهملين بالشوارع الذين لا يجدون قلبا يحتضنهم ويضمهم إليه, ولا شفاها تطبع علي جباههم قبلة الحنان, ولا أعين أبوية تغمرهم بنظرة حب, فيسعي ليعوضهم هذا الحرمان.
المحبة أمر عظيم وخير أعظم, تخفف, دون سواها, كل ما كان ثقيلا, وتسهل كل ما كان نافرا, إنها تحول المرارة إلي عذوبة وحلاوة, المحب يطير, ويعدو ويفرح, فإنه حر غير مقيد, هذه هي المحبة.