قال محمود علم الدين، عضو الهيئة الوطنية للصحافة: إن الدور الرئيسي للصحافة هو مساعدة المواطنين علي اتخاذ القرارات الصحيحة أثناء الاقتراع، وحث المواطنين علي المشاركة في العملية الانتخابية.
وأشار الدكتور محمود علم الدين، في البيان الختامي الحلقة النقاشة التي عقدتها الهيئة الوطنية للصحافة، بعنوان “الصحافة والانتخابات الرئاسية ” في إطار المعايير الدولية، إلي أن مدونة السلوك التي وضعتها الهيئة الوطنية للصحافة تتضمن حقوق الصحفيين وواجباتهم أثناء تغطية الانتخابات.
وأوضح أن للصحافة أهمية كبرى في التأثير على الرأي العام، وفى عملية توجيه الناخبين أثناء الانتخابات، وأن الصحافة الحرة المسئولة التي تتمتع بالمصداقية وبثقة القراء تساعد في تفعيل حرية العملية الانتخابية وديمقراطيتها من خلال تمكين المواطنين من اتخاذ قرارات صحيحة لحظة الاقتراع فضلا عن دورها كأداة للرأي العام في الرقابة على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
وأشار إلي أن دور الصحفيين، ليس مجرد التزام بالنص الوارد في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بشأن حق كل إنسان في استقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة، ولكنه يستهدف – كذلك – حفز اهتمام الرأي العام والمواطنين بالانتخابات على المشاركة فيها بالتصويت والترشيح.
وأكد أنه انطلاقا من تلك الأهمية اتفق دوليا على ضرورة أن تكون هناك معايير وأسس لمزاولة الصحفيين لمهنتهم تحكم سلوكهم المهني أثناء تغطية الانتخابات وتحدد ما للصحفي من حقوق وما عليه من واجبات خلال تغطيته للانتخابات، يجب عليه الإلمام بها واحترامها.
وأشار إلي أن مدونة السلوك تضمنت أيضا واجبات الصحفيين وهي احترام الدستور والقانون وكافة الضوابط المنظمة لأعمال الانتخابات والتي تصدر من الهيئة الوطنية للانتخابات، والحرص على المصداقية والدقة في البيانات والمعلومات والوثائق، وإسناد البيانات والمعلومات إلى المصادر المعنية والمباشرة والابتعاد عن الأخبار المجهلة، وضرورة النقل المباشر للتصريحات ووجهات النظر من مصادرها وعدم الاعتماد بشكل أساسي علي مواقع التواصل الاجتماعي إلا بعد التأكد من مصادرها، وعلى الصحفيين الحرص عند نقل تصريحات المصادر أو تعليقاتهم و إبراز معانيها بدقة ومن خلال السياقات التي قيلت فيها.
كما تضمنت الواجبات الموضوعية والحياد والحرص على تحقيق التوازن في التغطية من خلال إتاحة الفرصة لكافة المرشحين لعرض أفكارهم وآرائهم في مساحات عادلة وتوقيتات مناسبة، وكذلك من خلال عرض كافة وجهات النظر، والأمانة والدقة في توظيف الصور الصحفية من خلال تجنب التلاعب في الصور الفوتوغرافية بالحذف أو الإضافة أو التعديل يدويا أو باستخدام برامج النشر الرقمية، والتمييز بين الحقائق والآراء، وبين الخبر والتعليق والفصل بين الوقائع والتكهنات، واحترام الكرامة الإنسانية للمرشحين وللمصوتين.
وقال إن حقوق الصحفيين التي تضمنتها مدونة السلوك هي الحق في الحصول علي البيانات والمعلومات المتعلقة بالعملية الانتخابية في مراحلها المختلفة وفقا للضوابط المعلنة وبشكل منظم وعادل، والحق في الاتصال بالمصادر وحضور الاجتماعات والفعاليات المرتبطة بالانتخابات التي تنظمها أو تشارك فيها كافة أطراف العملية الانتخابية، والحق في العمل بحرية، والتمكين من حرية النشر والتعبير عن الرأي بدون قيود مسبقة، إلا في حدود الضوابط القانونية والمعايير المهنية.
وأشار إلي أن المدونة تضمنت أيضا امتناع الصحف القومية عما تنشره مصادر أخرى من التشهير أو القذف أو السب أو الذم والتجريح بأي شكل من الأشكال لأي من المرشحين، و عدم نشر أى معلومات تتصل بالانتخابات وخاصة النتائج إلا من خلال الهيئة الوطنية للانتخابات، ومراعاة حقوق المصادر والجمهور في الرد والتصحيح، وعدم التعرض للحياة الخاصة للمرشحين أو عائلاتهم، والفصل بين عملهم التحريري وبين العمل الإعلاني، وفي حالة قبول المؤسسة الصحفية لمبدأ نشر إعلانات للمرشحين ينبغي أن يكون لكل المرشحين وليس على أساس تمييزي.
وقال: “إن المدونة تضمنت أيضا تجنب الخطاب التحريضي أو خطاب الكراهية وعدم استخدام لغة ذات دلالات عاطفية قد تدعو إلى الكراهية أو التحريض أو التمييز العرقي أو الديني أو الجغرافي أو السياسي أو النوعي.”
وبالنسبة لاستطلاعات الرأي العام قال إن المدونة نصت علي مراعاة الحرص على ذكر الجهة التي أجرت الاستطلاع والجهة الممولة وتوقيته وحجم العينة وهامش الخطأ، وبالنسبة لتغطية التجمعات يراعى الدقة والتحديد وعدم المبالغة في إعداد المشاركين، فضلا عن احترام ضوابط النشر خلال فترة الصمت الانتخابي التي تحددها الهيئة الوطنية للانتخابات.
كان الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والمستشار عمر مروان، وزير الدولة لشئون مجلس النواب، والمستشار لاشين إبراهيم لاشين، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، والكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وعدد من رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية، قد افتتحوا أعمال الحلقة النقاشية التي تعقد تحت عنوان الصحافة والانتخابات الرئاسية في إطار المعايير الدولية للانتخابات ، بحضور 350 صحفياً يغطون الانتخابات الرئاسية من المؤسسات الصحفية القومية، الذين تم اعتمادهم من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية.
واستهدفت تنمية معارف الصحفيين، بالجوانب والأبعاد المختلفة للانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2018، وأطرها القانونية والإدارية، والمعايير الدولية التي تلتزم بها، إضافة إلى دعم معارف ومهارات الصحفيين فيما يتعلق بدور الصحافة في الانتخابات، والمعايير المهنية والأخلاقية الحاكمة لتغطية الصحافة أحداث الانتخابات.