الدكتور مصطفى الفقي فى لقاء فكرى بمعرض الكتاب
الوفد الحزب الأكثر حضورًا.. وتمنيت مصر دولة برلمانية بها رئيس شرفي.. لكن الأحزاب خذلتنا،،،
التقى الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، مع جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين، أمس، وأدار الحوار؛ الإعلامية دينا قنديل.
قال مصطفى الفقي، إننا لا نستطيع أن ندعي في مصر أن الأحوال وردية، إذ تشهد مصر ظروفًا صعبة لكن بالتأكيد، لدينا حاكم وطني نظيف اليد وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يحاول أن يجتهد بقدر ما يستطيع.
وتابع: “تحمل المصريون من الرئيس السيسي ما لم يتحملوه من غيره، إيمانًا منهم بأنه هو الدواء”.
وأضاف : ، أنه يجب أن نكون عادلين، فما لا يدرك كله لا يترك كله، لذا لابد أن ندعم الرئيس الحالي ليستكمل مدته . كل يوم يولد عدو جديد لمصر، فلا أحد يريد لهذا الوطن أن يرتفع، إذا سقطت مصر سقطت المنطقة كلها ..
تحدث الفقي عن العلاقة بين المصريين والمسيحيين في مصر، وقال : “البابا تواضروس يزور مكتبة الإسكندرية غدا، نحن أقباط دخلوا الإسلام، ويجب أن بحتضن المسلمون الأقباط وهم ليسوا أقلية .
وأوضح الفقي أيضا : أن مكتبة الإسكندرية استطاعت أن تضم قصر الأميرة خديجة في حلوان، وبصدد تحويله مجمعا للأديان التي جاءت في مصر، بدءا من التوحيد وأخناتون، والفترة اليونانية الرومانية، ثم التراث اليهودي ثم الحقبة القبطية حتى دخل الإسلام المنطقة.
وقال : مصر مهد الديانات والحضارات، تضم ٩ معابد يهودية صالحة لأداء الشعائر، لم يمسها أحد أو يتعرض لها نهائيًا، سواء فى ١٩٤٨ أو ١٩٥٢ أو ١٩٧٣، كدلالة على قبول الآخر.
وحول تجربة التحديث التي تشهدها المملكة العربية السعودية، قال : إن كل محاولة تحديث وتطبيق لفكرة العدالة في توزيع الثروة وضرب الفساد، هي محاولة عادلة من أجل دولة عصرية، ولا يمكن أبدًا أن نقبل شيوع الظلم وانتشار الفساد، فإن أفلح صدق، وإن صدقت نواياه، نجح ، في إشارة لقرارات ولي العهد محمد بن سلمان، وتوجهاته لبناء دولة سعودية عصرية جديدة.
وتطرق الفقي في حديثه إلى حالة الفراغ الحزبي الذي تشهده مصر، وقال : من
خلال خبرتي الدبلوماسية في بلدان أجنبية عديدة، كُنت أتمنى أن تكون دولة برلمانية، أي يكون البرلمان هو السلطة الأولى والأساسية، ويكون منصب رئيس الجمهورية منصبًا شرفيًا، يكون رمزًا للدولة، كي نفكك فكرة الحاكم الفرد .
وأوضح أن فكرة الدولة البرلمانية، لن تجدي نفعًا في مصر، لضعف الحياة النيابية في مصر، المبنية على ضعف الحياة الحزبية، وقال : ليس معقولا أن يكون لدينا حزب واحد فقط، هو الحزب الباقي منذ 1919، (حزب الوفد) ، داعيًا الأحزاب الأخرى إلى الاشتباك مع الحياة السياسية، لإفراز كودار.
وأضاف : الأحزاب مطلوب منها أن تربي الكوادر، إذ أنه لا توجد كوادر، فقد ربيت أنا وجزء كبير من جيلي على التفاعل في الحياة السياسية .
وأكد في الإطار ذاته، أن الأحزاب يجب أن تفعل ذلك كل وفقًا لطريقته، ولكن على أرضية وطنية.
وأشار الفقي في حديثه إلى أن الثقافة أغلى سلعة تصدرها مصر إلى العالم، إذ يقول : نحن نمتلك أهم تراث وآثار في العالم، فنحن أهنا تراثنا من فرط ما لدينا من هذا التراث، فمصر هي الدولة الأولى في العالم ثقافيًا، من فرط ما لدينا من مقومات ثقافية استهنا بهذه الثقافة ، مشيرًا إلى أن الثقافة يزداد تأثيرها في العلاقات الدولية، فهي التي تفتح الطريق وتمد الجسور بين الدول.موضحًا أنه ينتوي تحويل مكتبة الإسكندرية إلى جسر ثقافي، باعتبار أن الثقافة هي المعيار الأساسي والأهم.
وبمناسبة الذكرى المائة للرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، تحدث عن شخصية كل منهما وعصرهما، وقال : أريد من الأجيال الجديدة، أن تدرك أن تاريخنا حافل بالشخصيات، ليس منهم خاين أو عميل، باستثناء الخديوي محمد توفيق، ومصر ككل الأوطان، لكل رئيس إيجابياته وسلبياته، لن يستطيع التاريخ أن يغفل أيا منها .
وقال : عملت مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وأعلم أن له إيجابيات كثيرة، فقد كان حاكمًا وطنيًا، حمى طابا وحلايب وشلاتين، وله إنجازات أخرى، وسلبيات أيضًا .
واعتبر الفقي أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كان رجلا وطنيًا بكل المعايير، ورجل الدولة الثاني بعد محمد علي في التاريخ، وكان لديه قدرة على المناورة والمراوغة، أما الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فقد ظل في ذاكرة المصريين، لأن المصري لا ينسى أبدًا القدوة ومن عاش مثله وتعب مثله ودافع عن حقوقه ولهذا السبب ظل اسمه حتى الآن بعد سنوات من رحيله لامعًا.
وقال : التاريخ تاريخ، سواء اتفقت أو اختلفت معه، وأنا من دعاة أن التاريخ المصري يجب أن يكون وحدة واحدة .
وحول العلاقات المصرية السودانية، أكد الفقي أن مصر والسودان هما التوأمان المهمان في المنطقة، ويجب أن يجلسا على مائدة الحوار لحل أي خلاف أو اختلاف في وجهات النظر، وقال أيضا : مصر يجب أن تقدم للسودان دليلا على أنها لا تدعم المعارضة ضد النظام .