أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن العيون التى يتم تطويرها الآن وافتتح مرحلتها الأولى وزير الآثار الدكتور خالد العنانى ووزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط وأعضاء مجلس النواب والسفراء ولفيف من الإعلاميين فى احتفالية كبرى هى العيون الإثنى عشرة التى تفجرت لنبى الله موسى وبنى إسرائيل وذلك من خلال دراسته العلمية لتحقيق طريق خروج بنى إسرائيل فى سيناء
ويشير الدكتور ريحان إلى أن الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أكدت أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل ، ولقد وصف الرّحالة الذين زاروا سيناء فى القرنين 18، 19م هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك الذى وصف أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب ووصف أشجار النخيل بالمنطقة
ويوضح الدكتور ريحان إلى أن ماتم تطويره سبعة عيون والمتبقى خمسة عيون وليست ثلاثة وقد كانت جميعها مياه عذبة تتزود منها قوافل الحج المسيحى والإسلامى وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار البندقية (فينيسيا) عام 1538م أيام السلطان العثمانى سليمان الثانى وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء كما كان الميناء محجرًا صحيًا للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس ونظرًا لاعتدال مناخها فقد كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى
وفجّر المهندس أحمد كمال عبد اللطيف مدير عام ترميم آثار ومتاحف جنوب سيناء والمشرف على مشروع ترميم وتطوير منطقة آثار عيون موسى مفاجأة تؤكد صحة ما توصل إليه الدكتور عبد الرحيم ريحان فى دراسته حيث قام أثناء عملية الترميم بعد تنظيف الآبار حتى الوصول للمياه الجوفية بعمق يتراواح من 6 إلى 8متر وارتفاع المياه الجوفية نفسها من 60 إلى 70سم بتحليل عينة من المياه الجوفية من أحد الآبار بمركز بحوث وصيانة الآثار بقطاع المشروعات بوزارة الآثار والذى أكد أن المياه عذبة وتصلح للاستخدام الآدمى والزراعى وغيرها وقد كان أهل المنطقة يستخدمون هذه المياه قبل مشروع الترميم للشرب
ويضيف المهندس أحمد كمال عبد اللطيف أنه قد تم التعرف على نوعية الأحجار المستخدمة فى بناء الآبار عبر العصور التاريخية المختلفة وهى الأحجار الرسوبية أو المرجانية التى تحتوى على مركبات الكالسيوم ومخلفات الطرح البحرى من مخلفات مرجانية وقواقع وغيرها وهى أحجار شديدة الصلابة وغير منتظمة الحدود الخارجية وقد استخدمت هذه الأحجار فى مبانى تل الكيلانى بالمنطقة الأثرية موقع ميناء الطور القديم
ويشير الدكتور ريحان إلى مشروع أثرى علمى بينه وبين الدكتور صفى الدين متولى رئيس قسم الطاقة الجديدة والمتجددة بوحدة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية – قسم الاستكشاف بمركز بحوث الصحراء يقدم الرؤية العلمية للكشف عن كل عيون موسى الإتنى عشرة ويفترض أن كل عين من عيون موسى ممتدة حتى الصخور النارية فى باطن الأرض ولها تركيب خاص بها مثل عين زمزم وسيستخدم الدكتور صفى الدين متولى صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالى مثل سبوت الفرنسى وكويك بيرد الأمريكى وقياسات المغناطيسية لتحديد امتداد عيون موسى وباقى العيون والقياسات الكهربية ثنائية وثلاثية الأبعاد والقياسات السيزمية الضحلة وقياسات الرادار الأرضى ذات التردد العالى كما يتضمن هذا المشروع الكشف عن مسار خروج بنى إسرائيل عبر جنوب سيناء وبالتالى يمكن إحياء وتطوير المسار بأكمله وسوف تؤكد الدراسات العلمية يومًا وراء يوم الحقائق الأثرية التى توصل إليها الباحثون بمنطقة آثار جنوب سيناء