جاء مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة بتخطيط من الدولة وتكاتف جميع الجهات وعلي رأسها وزارة السياحة بكل قطاعاتها حتي جاء اعتماد الفاتيكان للمسار ليكون بمثابة نقطة انطلاق لبعث الروح في السياحة المصرية.
والواقع أننا عندما تبدأ مصر أولي خطوات التخطيط للنهوض بالسياحة المصرية وتنجح في الحصول علي اعتماد الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة كحج فاتيكاني فإنما تستهدف أكثر من 2 مليار كاثوليكي حول العالم وهو ما يستلزم التنسيق اللوجيستي مع الجهات المعنية للترميم والصيانة والتجهيز والإعداد والتأمين.. وبالفعل قدمت رانيا المشاط -وزيرة السياحة- عرضا في اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي بشأن الخطوات المتبعة لاستكمال تطوير وإحياء مواقع مسار رحلة العائلة المقدسة خاصة في وادي النطرون بالبحيرة.. ووافق مجلس الوزراء في هذا الصدد علي تشكيل لجنة تضم كل الوزارات والجهات المعنية للتنسيق فيما بينها ومتابعة هذا الملف الحيوي.
ويجب الوعي بأن إدراج مسار العائلة المقدسة ضمن رحلات الحج الفاتيكاني له أثر تنافسي علي بعض الدول المجاورة مثل الأردن علي سبيل المثال ومن ثم ضاعفت وزارة السياحة الأردنية ميزانية الدعاية والتنشيط السياحي لها تخوفا من أن مصر بهذا المشروع ربما يكون لها نصيب أكثر من السياحة الدينية في الفترة القادمة.
حملات تسويق
كلنا يتساءل ماذا بعد الخطوة التالية من جهة الإدارة المصرية يجب أن تكون تحركا سريعا بخطة تسويق قوية لاستثمار كل الخطوات المبذولة وللاستفادة من اعتماد الفاتيكان.. فبدون الإعلان عن كل هذا المجهود المبذول وبدون دعاية قوية لوصول رحلة مسار العائلة المقدسة لكل العالم وبخطة تسويقية قوية ومدروسة من كل الجهات, لن يحقق المشروع الهدف المرجو منه.
مشروعات علي هامش إحياء مسار العائلة المقدسة
من الخطوات المبذولة من قبل الدولة في مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة, إقامة بعض المشروعات لرفع كفاءة نقاط المسار, وذلك لاستيعاب أعداد وفود السياح والحجاج بدون حدوث أي خلل في أداء الشعائر الدينية الممارسة في الكنائس والأديرة الموجودة علي نقاط المسار, فلو كانت الأرقام المستهدفة من الزوار لكل نقطة في المسار حوالي 2000 شخص يوميا فمن الضروري إجراء التنظيم الجيد لراحة هذا العدد بشكل لا يؤثر بالسلب علي قاطني المكان.
ولعل أول مشروع بمحافظة البحيرة في منطقة وادي النطرون, هو مشروع خيمة تحتوي علي قبة إلكترونية يظهر عليها أفلام تسجيلية لشرح كل نقاط المسار بشكل تفصيلي, والقبة مجهزة علي أعلي مستوي بمقاعد وتكييفات وأجهزة إلكترونية وخدمات ودورات مياه للزائرين, بتكلفة 79 مليون جنيه بسعة 2000 شخص, والمتوقع إنهاء هذا المشروع قبل أبريل المقبل لاستقبال الوفود السياحية.
وبهذا المشروع يصبح لدينا نقطة متميزة لتجميع الوفود السياحية من الحجاج في نقطة تتوسط الأديرة الثلاثة السريان والأنبا بيشوي والبراموس, بحيث لا يؤثر التواجد السياحي علي حياة الهدوء والخشوع والصلوات داخل الأديرة فكان المتفق عليه بين لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة وقيادات الأديرة أن يتم تجميع الأفواج والشرح التاريخي وقاعات إقامة الشعائر الدينية وأماكن البازارات ودورات المياه خارج أسوار الأديرة.
أما المشروع الثاني فهو في محافظة القاهرة بمنطقة المعادي عن كنيسة المعادي علي ضفة النيل, وهو مشروع إقامة مركز لاستقبال الزوار يضم صالة لتجميع الوفود وقاعة مؤتمرات لعرض الشرح علي الزائرين, والقاعة مجهزة أيضا بأعلي تجهيزات تقنية, إضافة إلي غرفة طعام أو كافيتريا ملحق بها مطبخ ودورات مياه للزوار وقاعة للصلوات Chapel ومنطقة خارجية للجلوس تطل علي منظر النيل الخلاب, وهذا المشروع من المتوقع إنهاؤه قبل أبريل المقبل لاستقبال الوفود السياحية, مما يتيح أيضا نقطة لتجميع الزوار فلا يؤثر العدد علي طقوس الكنيسة والشعائر الدينية التي تقام بها, وتم طلب تخصيص قطعة أرض لتنفيذ هذا المشروع عليها.
في نفس الإطار تم تقديم طلب من لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة إلي وزارة الآثار, لاستخدام المسرح الروماني بمصر القديمة لتجميع الوفود به وأداء كل عملية الشرح ومن بعدها يتم الانتقال إلي أماكن الزيارات للكنيسة المعلقة ودير مارجرجس وكنيسة أبي سرجة للتبرك من تلك المزارات التي زارتها العائلة المقدسة من ألفي عام والطلب مازال محل دراسة من قبل وزارة الآثار.