طوبى لمن إخترته وقبلته ليسكن فى ديارك إلى الأبد “مز 64: 4”
لأن الملائكة مكانها أن تسكن السماء، فزفت كنيسة دير الملاك البحري بحدائق القبة، ملاك عاد إلى موطنه الأصلي وهو القائد الخادم “كيرلس نادي” نائب قائد الأمانة العامة للكشافة والمرشدات بأسقفية الشباب، ومدير المجموعة الكشفية بكنيسة دير الملاك البحري، بعد رحلة صراع مع المرض تحملها بكل شكر وتهليل.
جنى القائد الخادم كيرلس ثمار محبته للجميع وثمار خدمته في حفل توديعه، فودعت الكشافة الكنيسة القائد والخادم بجنازة كشفية مهيبة شاركت فيها المجموعات الكشفية من مختلف الإيبارشيات، تكريما لخدمة القائد الراحل في الكشافة الكنيسة.
شهدت صفحات التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” الخاصة بصفحة القائد كيرلس ملحمة حب تعبر عن مدى تأثيره في حياه كثير من الأجيال سواء من أبناء كنيسته، أو من خارج القاهرة.
كتب له القائد رامي حربي الخادم بالمجموعة الكشفية باسقفية الشباب: “نعماً أيها العبد الصالح و الأمين كنت أميناً في القليل اقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك، خسرنا الأب والاخ والقائد و المعلم و الصديق القائد كيرلس نادى، ولكن كسبنا شفيع جديد في السماء، احتملت صليب المرض فمبروك عليك السماء، ياصاحب الابتسامة الجميلة، في أحضان القديسين ياغالي .. أتشفع لينا قدام عرش النعمة.”
عبرت القائدة مارينا من كنيسة الملاك رفائيل بالمعادي: “هقول اليوم شويه كلمات، عن قائد أسد على صدره شارات، في الخدمة موجودة على طول احنا نسمع وهو يقول في الكشافة دايما وسطينا، متعبناش معاه ولا ملينا، بكنيسته دايما مشغول، جنب أولاده دايما على طول، بيساعد أي إنسان، قلبه بالمحبة دايما مليان.”
شكر نادي عوض الملاك العائد إلى السماء القائد كيرلس قائلا: شكرا يارب إننا أخدنا نعمة الخدمة مع ك. كيرلس نادي القائد الخادم الأمين العظيم معلم الأجيال، شكرا القائد كيرلس يا من زرعت عملي مفاهيم الاتضاع والاحتمل والصبر.”
كما تذكر أحد أبنائه في الخدمة مقولة من أقواله وهي: “الاحتمال وليد المحبة والمحبة جوهر الخدمة و الخدمة محبة فرح سلام طول أناه”، وأن باقواله غير مفاهيم الكثيرين عن الخدمة.”
لم تغيب كلمات زملائه في العمل وخاصة غير المسيحين عن ملحمة الحب في وداعه فكتبت إحدى زميلاته في العمل:
زميلي و أخي وصديقي العزيز ربنا خلق ناس وناس، وانت لو وصفتك بكلمة واحدة حاوصفك بإنك إنسان، إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معاني، ربنا اختارك لأن مكانك بين الملايكة وليس بين البشر .
استشهدت بكلام الأباء الكهنة في صلاة وداع الجثمان عندما قال أحد الأباء الكهنة المشاركين في الصلاة: أنت قابلت ربنا من زمان، مش يوم وفاتك، انت قابلت ربنا بقلبك و طيبتك و حسن أخلاقك و بسمتك الخالدة وقت المحن.”
اعترف القائد نشأت مرجان مدير المجموعة الكشفية بالكنيسة البطرسية بدور القائد الراحل في تأسيس المجموعة الكشفية بكنيسته قائلا: “من 10 سنين كانت مفيش كشافة فى البطرسية، وطلبنا منك أنك تساعدنا وفعلا عملت وبقى في كشافة في الكنيسة البطرسية، ولما كنت بحتاج أى حاجة بكلمك وأسألك وترد عليا، وكنت وبتسألني كل ما تشوفني عن المجموعة.”
سجلت سارة ببعض الكلمات كيف غير الخادم كيرلس نادي حياتها، فكتبت: “أنا عمري ما حكيتلك قبل كدة أو عرفتّك أنا بحبك قد إيه، والأهم إني عمري ما شرحتلك إنت غيرت حياتي إزاي، ويمكن أنا شخصيًا مأدركتش تأثيرك في حياتي إلا دلوقت. كابتن كيرلس، تقريبًا عُمر ما حد وثق فىّ وشجعني قدك، لما كنت مهتمة بالتصوير ساعدتني بكل الطرق الممكنة، ولما فكرت أعمل فكرة جديدة شجعتني ووقفت معايا، ولما كنت بشارك في الخدمة بأي حاجة بسيطة كنت بلاقيك بعدها باعتلي رسالة جميلة ومُشجعة، لما بدأت أهتم بالسياسة والناس كلها كانت بتتريق علىّ، انت كنت بتناقشني دايمًا بجد، وبتسألني عن رأيي وبتقدره حتى وإنت مختلف معاه، مخلتنيش أحس بالذنب إني بقيت مختلفة، زي مابقيت الناس عملت معايا، عمرك ما سخرت من اهتماماتي وكنت بتستقبل كل الأفكار الجديدة بترحاب”.
تسائلت نبيلة من أنت؟، ولم تجد في كلماتها سوى هذه الكلمات لتجيب بها على سؤالها فأجابت: “أنت الخادم الأمين، أنت الهادي الوديع، أنت صاحب الابتسامة الجميلة، أنت مفرح قلوب كل اللي حواليك، أنت القائد والمعلم، في أحضان القديسين ياغالي.”
“أيقونة مسيحية.. أيقونة كنسية.. أيقونة إيمانية..أيقونة كشفية”
قال الأنبا موسى أسقف الشباب عن الخادم القائد بكنيسة دير الملاك البحري: أنه كان أيقونة مسيحية، وأيقونة كنسية، وأيقونة إيمانية، وأيقونة كشفية، والكشافة شعارها “كن مستعد” وكيرلس كان مستعد دائما، فهو خدم الكنيسة لسنوات طويلة، ولم يتأخر عن الكشافة التي كامت جزء أساسي من تكوينه، وظهر هذا في إصرار اولاده من مختلف الإيبارشيات لتوديعه بهذا الشكل المهيب، نحن نعرف أن الوداع مؤلم لكن رجاؤنا أن نلقاك في السماء وسط الملائكة، فاليوم نسمع صوت الأية” نعما أيها العبد الصالح، كنت أمين في القليل فأقيمك على الكثير، أدخل إلى فرح سيدك.
لينك كلمة الأنبا موسى في صلاة الجناز على جثمان القائد كيرلس نادي.