عندما نتأمل في عيد الغيطاس المجيد، نجد فيه أحداث مهمة أولها تأسيس «سر المعمودية» بتقديس السيد المسيح للماء، وثانياً نجد فيه الظهور الإلهي وقت عماد السيد المسيح وعمل الروح القدس، وثالثاً فهذا هو يوم النور الذى يستنير فيه الإنسان من لاهوت النور الحقيقي «الله نور العالم» وصوت من السماء قائلاً «هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت»، والروح القدس نازلاً في شكل حمامة مستقراً .. تحل علي يسوع المسيح «الإبن» وهو في الماء يعمده يوحنا المعمدان.
لقد عبر كل الفنانيين برموز بسيطة لموروث الفن القبطي، وإبراز الحدث الجليل في أيقونة عماد السيد المسيح .. فالضوء يعبر عن وجود الله «النور الإلهي» ورمز الحمامة «بالروح القدس» تحل على «الإبن» .. فنجد في كل الرسوم قد جُمْعَ الثالوث المقدس «الآب والإبن والروح القدس» في إتحاد كامل علي شكل الصليب، علامة الحياة ورمز الخلاص، فى إيقاع جمالي منسجم تحسه البصيرة وتراه العين لجوهر إلهي واحد.. لتؤكد ما كتب فى الكتاب المقدس . «عظيم هو سر التقوى .. الله ظهر في الجسد»
كما نجد في تكوين الأيقونة الشمولية في اللون والمشاهد المتنوعة في نسيجها الفنى، والتعبير عن مجئ السيد المسيح للعالم ومعموديته التى تعمل على تجديد نفوسنا من خلال روح الله القدوس، وهي كميلاد جديد يعود بالأنسان إلى الحياة الأبدية، والفن في كنيستنا العظمى الأرثوذوكسية، يسمو بعقولنا ولتستقر فى وجداننا تعاليم الكتاب المقدس ومعجزاته، ليعيش السلام والمحبة في الوجدان ماعاش الانسان في أى مكان وزمان.