“أوعى سوتيم جوه الميديا والفيسبوك والواتس أب.. عايش جوة بطاقته تلف ماشي معاه بدون أسباب”.. هذا شعار كرنفال “تاك تو” لمرحلة ابتدائي والذي أقيم بكنيسة العذراء مريم بأرض البركة بمدينة السلام، وأشرف عليه نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد.
والكرنفال يعالج تأثير الميديا والتكنولوجيا على الأطفال ويبرز كيف تأخذا من طفولتهم ووقتهم وتفصلهم عن واقعم وتدخلهم داخل دائرة العالم الافتراضي، وتم تطعيم تلك الفكرة بإدخال تعليم اللغة القبطية.. وحول فكرة الكرنفال وإعداده وتكلفته إليكم هذا التحقيق من وطني..
قال الأنبا مارتيروس أسقف عام لكنائس شرق السكة الحديد وراعي الكرنفال والمشرف عليه، في تصريح خاص لوطني، إن فكرة الكرنفال هو ترسيخ قيم يفتقدها الأطفال وبحث تأثير الميديا والفيس بوك والتكنولوجيا عليهم والتي جعلتهم مغيبين عن عالمهم الحقيقي، وكذلك تم تعريف الطفل بهويته القبطية وإدخال الناحية الثقافية ودمجها مع قيم يتعلمها في جو من المرح من خلال الألعاب المختلفة.
وقال أبانوب إميل المسئول عن الكرنفال، إن هناك فريق إعداد للكرنفال يطرح عدة أفكار ونختار منها فكرة ولكن يجب أن تكون الفكرة التي يتم اختيارها لها عمق وهدف.. وتم اختيار عنوان الكرنفال “تاك تو” بالقبطي والكلمة تعني “الدائرة التي ندور فيها” من خلال الميديا والفيس بوك والتي تجعلنا في دوامة لا نخرج منها.
وعن تكلفة الكرنفال هذا العام صرح “أبانوب”، أنها وصلت لحوالي٧٠٠٠ آلاف جنيه- جزء يسدد من تذكرة الكرنفال والباقي يدعمه الأنبا مارتيروس-.. وفي الكرنفال يتم إعداد وجبة فطار وغذاء للأطفال ويتم طباعة كتيب ملون يضم كل ما يتعلموه من اللغة القبطية أثناء الكرنفال ليحتفظ به الأطفال.
وقالت مريم سمير منسقة الكرنفال، إن الكرنفال يضم ١٢ قسم وكل قسم به جزء تعليمي من اللغة القبطية وذلك من خلال الألعاب مع تعليم قيمة معينة مثل: قسم يعلم الحروف القبطية والحروف اليونانية والقيمة التي تصاحبهم هي “كيف ننتقى ما يليق أن نرتديه”، وقسم آخر يعلم الحروف الساكنة والحروف المتحركة باللغة القبطية وتصاحبه قيمة “الوقت لربنا”، وهناك قسم أيضا لتعليم الضمائر باللغة القبطية وتصاحبه قيمة “يجب أن تكون نظرتنا أكثر شمولية لكي نحكم على الآخر”، وأيضا يوجد قسم يتعلم فيه الطفل الألحان.
وقالت جونير عاطف إحدى المنظمين لسن ثانية إعدادي، أن هناك قسم يعلم الحروف القبطية ومعرفة قيمة “الاختيار في حياتنا” وأيضا هناك أشياء لا يجب تمر أو نتعداها في حياتنا، وأن يكون لنا حدود في كل شئ بحياتنا لكي نليق أن نكون اولاد لله.
قالت إيريني صموئيل بكلية تجارة إنجليزي وإحدى منظمين الكرنفال، إن القسم الذي تديره هو الميديا التي تأخدنا في دائرة مغلقة، والشق التعليمي هو “أدوات المعرفة والنكرة” في اللغة القبطية.
وأضاف بيتر عماد بكلية سياحة وفنادق وأحد منظمين الكرنفال، أن كنيسة العذراء مريم بأرض الشركة وكنيسة القديسة بربارة من يتولا تنظيم الكرنفال كل عام ويقع عل عاتقهم مسئولية تقسيم الألعاب واختيارها واختيار الأقسام المستفاد منها.
أما ليليان ألبير أمينة خدمة خامسة وسادسة ابتدائي بكنيسة العذراء مريم بعياد بك، قالت إن الكرنفال هذا العام يختلف عن العام الماضي، فبعض الألعاب اختلفت، ولكن ما يعجبها أن الكرنفال تعليمي ويعمل على تسليط الضوء على اللغة القبطية في إطار مرح وبه ألعاب ترفيهية للأطفال.
وقالت مارجو منصور أحد الخادمات، إن الكرنفال يتبنى أفكار وقيم تشغلنا جميعاً وليس الأطفال فقط، حول الميديا والتكنولوجيا والتي تأخذنا وكذلك أطفالنا من أشياء كثيرة قيمة في الحياة، وأضافت أن هناك ألعاب جديدة بالمرتفاعات أضيفت لألعاب العام الماضي لتقديم أفكار جديدة تجذب الأطفال، وأكثر ما لفت نظرها وأعجبها أن الكرنفال قدم فرصة تعليم للقبطي والألحان.
وقالت المهندسة مارينا وديع خادمة بالكنيسة، إن فكرة تعليم اللغة القبطية أخذت حيز كبير في المهرجان وهذا المهرجان يعتبر تعليمي أكثر منه ترفيهي.
وقالت عايدة ميلاد، ربة منزل وخادمة بالكرنفال، إن الكرنفال أضاف إضافة وبصمة خاصة به، لأنه يختلف عن باقي الكرنفالات التي تهتم بالجانب الترفيهي أكثر من التعليمي، وخاصة أنهم اختاروا تعليم اللغة القبطية من خلال ألعاب بسيطة وهي تعبر عن هويتنا.
وقالت فيرونيكا وائل (١١سنة)، إنها استفادت من الكرنفال وخاصة من تعلم الألحان واللغة القبطية، وتتشوق أن تكون الألعاب أكثر تطويراً في العام القادم وكل عام تجد الجديد بالكرنفال.
وقالت ماريا عزت (١٠سنوات)، إن الكرنفال كان مفيد وممتع، فنادراً ما يوجد كرنفال يجمع بين الاستفادة العلمية والترفيه وتقديم وجبات شهية.
وقالت نور نصر (١٢سنة)، ما يعجبها بالكرنفال أنه يعلمها قبطي وألحان، فالألعاب لا تهمها كثيراً لأنها تجدها في كرنفالات أخرى تهتم باللعب دون التعليم.