یوم بعد یوم تثبت المرأة بشكل عام والمصریة بشكل خاص جدارتھا في التصدي لكل مشاكل المجتمع وخاصة الاقتصادیة منھا، ففي الآونة الأخيرة ومع بدایة الشتاء والأعياد، وجدنا النساء یقوموا بعمل مجموعات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فیس بوك” لیتحدوا غلاء الأسعار من خلال البیع أو الاستبدال بین الملابس والأحذية، بل وصل إلى حد المفروشات والأثاث المنزلي، فوجدنا الفتیات یقدمن ملابسھن سواء المستعملة أو الجدیدة للبیع أو الاستبدال مع فتیات أخریات، وإن كنا لا یعرفھن، فوسیلة الاتصال الوحیدة بینھم ھي “فیس بوك” والنفع الوحید ھو استخدام ما لدیھم لیفیدوا به آخرين ویستفیدوا ھن أيضا .
فمن أین جاءت ھذه الفكرة وھل ھي نفس فكرة محلات بیع المستعمل أم لا، وھدفھا، وھل یوجد إقبال علیھا …كان لنا ھذا التحقیق :
“بیعي القدیم غیرك یستفید بیه”
في البدایة تقول ھالة بدوي المسئولة عن مجموعة restock & clean على “فيسبوك”- والذي وصل المشتركین بها إلى 11 ألف عضو، حول الموضوع ، كنت أعمل بوظیفة ولكن لظروف خاصة تركت العمل، ولأني تعودت على الاعتماد على نفسي ویكون لدي دخلي الخاص لم استسلم، وفجأة وجدت الدولاب ملئ بملابس لا أستخدمھا منھا الجدید ومقاسها أصبح غیر مناسب خاصة بعد الولادة أو مستعمل استعمال نظیف، وفعلا من خلال صفحة الفيس بوك ثم بيع أشياء كتیر وأفرغت دولابي من المقتنيات التي لا تستعمل ولا استفید منھا، و الحمدالله استطعت بیع أشياء كثیرة أنا فى غنى عنھا مقابل مبلغ كبیر، فأردت ان أعمم الفكرة لكل البنات عن طریق الجروب .
لذا جاءت الفكرة تحت عنوان “بیعي القدیم غیرك یستفید بیه واشتري الجدید اللي
نفسك فیه ” .
بعد ذلك لكي أجعل الصفحة مختلفة وممیزة عن باقي المجموعات الأخرى خصصت منشور لكل حاجة، لكي لا أضیع وقت الباحث ولا یضیع سواء كان یبحث عن شئ معین، أو ترید بیع حاجة، فتجدھا بسھولة من خلال بوستات مجمعة .
كما قمت بعمل بوست جمعت فیه 48 لینك لكل بوست على الجروب، فإذا أردت أن تبیعي أو تشتري أى شئ ستجد البوست الخاص به بسھولة، وبأسرع وقت ممكن .
وحول ھل ھو مربح، قالت ، طبعا عندما أبیع شیئا لا استفید به ب 200 جنیه مثلا وأدفع نفس القیمة لشراء ملابس جدیدة واستفید بھا مع فرق بسیط سیكون شئ مربح وموفر لي جدا .
وتضیف “ھالة”، ولم یعد البیع أو الاستبدال في الملابس والأحذية فقط، فقد تم بیع
سجاد ودفعت فرق بسیط واشتریت أخرى جدیدة، أي لیس فقط تجدید دولابك بل
یمكن ان تجددي بیتك كله.
وفیما یخص إمكانية الييع والاستبدال لفتیات أخر، أكدت أنها بیعت معظم الأشياء التي لا تحتاجھا وفي النھایة الموضوع عرض وطلب، موضحة أنھا تقریبا تقابلت مع أكثر من 60 فتاة منھم فقط حوالي 10 لم یشتروا أو یستبدلوا شئ من المجموعة وذلك بسبب أن المقاس لم یكن مناسب أو لیس الموديل المطلوب .
وتؤكد أن الموضوع أيضا لیس فقط لشراء جدید أو استبدال شئ بآخر، ففي بعض الأحيان الأشياء تكون مبلغھا بسیط ممكن استفاد بھا، ففي مرة بنت اشترت بلوزة ب 50 جنیه، واشتریت بیھم فاكھة لبیتي، والفكرة في النھایة أن أتخلص من حاجة وغیري یستفید بھا، ففي معظم الوقت ليس الھدف ھو الربح .
وترى “ھالة”، إن الفكرة لو تم تعمیمھا يتعالج مشاكل كتیر، فاحیانا البنات تضطر التبادل فقط لأنها ترید لبس مختلف ولیس معھا ما یكفي من نقود لذلك قمت بعمل بوست للبدل .
“لیس ربح مادي فقط”
وتؤكد المسئولة عن صفحة Sy Bo -لم تذكر اسمھا، أن المسألة لیست موضوع ربح، فالمكسب ھو كيف استفيد من الملابس القدیمة وغیر المستعملة، یعني كل الملابس لدیك سواء أصبح مقاسھا غیر مناسب أو لا تریدي لبسھا مرة أخرى، كما نقوم بتخزینھا أو نلقیها في القمامة أو نبیعها للسكسونیا، ولكن بعد وجود الفیس أصبح الموضوع جمیل جدا، فأصبحت أفيد غیري وفي نفس الوقت استفاد بسعره حتى لو قلیل أفضل من تخزینه .
كما یوجد فتيات كثیرة تشتري من ھذه المجموعات، لأنها أفضل من حیث الأسعار الموجودة حالیا والتي لا تقل عن 400 جنیه للقطعة الواحدة، ومع ارتفاع الأسعار
سواء اللبس أو الطعام لم تعد الأسر تستطیع شراء الجدید، فأصبح الإقبال على الشراء ضعیف لارتفاع الأسعار، بالتالي عندما اشتري شىء مستعمل بسعر بسیط أفضل، وفي النھایة كل فتاة تأخد ما یعجبها .