نظم مركز “مولانا آزاد” الثقافي الهندي بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية معرضًا للصور الفوتوغرافية تحت عنوان “ألوان الهند” للفنانة منى عبد الكريم وذلك بمقر المركز المصري للتعاون الثقافي الدولي.
يلقي المعرض الضوء على التنوع الثقافي الهندي الثري من خلال عدسة المصورة المصرية منى عبد الكريم التي شغفت بمختلف ألوان الفنون الهندية، ويضم المعرض مجموعة من الصور التي تسجل مشاهد من احتفالات أقيمت بمصر بعيد الألوان والمعروف بإسم” الهولي”، وكذلك الأشكال الفنية الكلاسيكية والمعاصرة، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية.
منى عبد الكريم تشغل منصب مدير تحرير مجلة “صوت الهند”، وهي مجلة تصدرها سفارة الهند بمصر باللغة العربية منذ ستة عقود. حصلت منى عبد الكريم على دبلوم دراسات عليا في مجال التنمية الثقافية، وقد بدأت التصوير الفوتوغرافي كهواية تطورت مع الوقت، ويعتبر معرض “ألوان الهند” هو معرضها الفردي الأول بعد العديد من المشاركات لها في معارض جماعية، كما نشرت لها العديد من الصور في الصحف والمجلات التي تم اختيار بعضا منها لتتصدر أغلفة تلك المطبوعات. وتعتبر منى عبد الكريم المصورة الرسمية لمهرجان “الهند على ضفاف النيل” الذي يعد بمثابة تظاهرة ثقافية تنظمها سفارة الهند سنوياً.
تقول منى عبد الكريم عن المعرض: “الهند حرفيا هي أرض الألوان.. التي ربما لن تجدها بمثل تلك القوة وتلك الدرجات في مكان آخر من العالم.. والألوان المذهلة هي حقا فتنة وحديث كل فنان تطأ قدماه أرض الهند. أما على الصعيد المعنوي فإن “ألوان الهند” هي كل تلك التنويعات الثقافية والفنية والحضارية التي يشكل كل منها درجة لونية في باليتة الهند شديدة الثراء.. وليس هذا فحسب بل هي تلك الألوان التي تضافرت معا لتشكل جسرا ثقافيا عبرت من خلاله الهند إلى جميع دول العالم لترسخ عمليا ما يعرف باسم “الدبلوماسية الثقافية” “.
من جانبه قال سفير الهند بمصر سانجاي باتاتشاريا إن معرض “ألوان الهند” يمد جسور التواصل بين الهند ومصر، ويستكشف أوجه التشابه الثقافي والاجتماعي بين الجانبين، ويلقى الضوء على مواطن البهجة لدى الناس.
أوضح خلال الافتتاح “أن الصور الفوتوغرافية الموجودة في هذا المعرض هي فاعليات هندية أقيمت في مصر باستثناء عدد قليل منها تم التقاطه في الهند. وأضاف: لقد اتحدت وتواصلت حضاراتنا القديمة، التي ازدهرت حول ضفاف الأنهار العظيمة، عن طريق البحار. واستطعنا أن نحافظ على الحوار بين أبناء حضارتينا من خلال التواصل الثقافي وتبادل العلاقات على مستوى الشعبين وتشاركنا أفراح الحاضر وأحلام المستقبل. وتساهم هذه الأشكال من التواصل الثقافي في تشكيل تصور وفهم أبناء مصر عن الهند. ومما لا شك فيه أن الهند موجودة في قلوب وعقول أبناء شعب مصر الأعزاء.”
تابع باتاتشاريا: “لقد أصبح مهرجان “الهولي” وهو مهرجان الألوان الهندي، أحد المناسبات المصرية الرسمية، حيث يحرص خلاله الشباب المصري على اللهو بالألوان مع بعضهم البعض تماما كما يحدث في الهند في شعور من السعادة والمرح والاحتفال مما يجعلنا نستشعر بوجود الهند على أرض مصر.
كما أن الموسيقى والرقص هما جزء لا يتجزأ من أسلوب الحياة في الهند. تتعالى أصوات الموسيقى مع بزوغ الشمس وتتواصل الألحان مع نغمات الطبيعة المتمثلة في رعد السحب الغائمة المحملة بالأمطار، وأصوات الطيور، وضربات قلب الإنسان. أما الرقص فهو وسيلة تجسد قصص من الأساطير الهندية وحكايات عن ملوك وملكات وفلاحين بسطاء وجنود، ويعبر الناس من خلال الرقص عن مشاعرهم في أوقات المواسم والحصاد والأفراح والأتراح. وتمتلك الهند أنواعا مختلفة من الرقص من بينها الرقص الكلاسيكي والرقص الشعبي ورقص بوليوود، إن عشق أبناء مصر لهذه الرقصات الهندية تجعلهم يستشعرونها بصورة كبيرة لدرجة تجعلهم يجيدونها وكأنها تأصلت على أرض مصر.”
وأضاف سفير الهند: “وإذ نحتفل اليوم بمرور سبعين عاما على استقلال الهند وأيضا مرور سبعين عاما على إرساء العلاقات الدبلوماسية بين الهند ودولة مصر الصديقة، فإننا نحتفل كذلك بمرور خمسة وعشرين عاما على إنشاء المركز الثقافي الهندي الذي شهد عبر مسيرته أشكالا متعددة من التعاون مع الكتاب والفنانين والموسيقيين والراقصين والممثلين المسرحين والسينمائيين. وسوف نعمل على مواصلة جهودنا لإبراز ما تتميز به الهند من تنوع، وسنعمل أيضا على تسليط الضوء على التغيرات الكبيرة التي شهدتها الهند من خلال التواصل مع الشباب وصناع الرأي لنبني جسورا جديدة لتعزيز التعاون في كل القطاعات التقليدية والمعاصرة بين البلدين.”
هذا وقد أقيم على هامش المعرض، سيمنار اليوم 10 يناير تحت عنوان ” ألوان الهند” شارك فيه ثلاثة من أهم المصورين الفوتوغرافيين المصريين الذي حصلوا على جوائز عدة في التصوير وهم: أشرف طلعت وأحمد هيمن وأيمن جمال الدين مؤسس نادي فيوفيندرز للتصوير إضافة إلى منى عبد الكريم، حيث تحدثوا عن تجربتهم في التصوير في الهند.