تداول رواد السوشيال ميديا فيس بوك وتويتر خير اكتشاف “ديناصور مصري”يرجع الكشف والبحث المنشور في دورية “نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن” العلمية الشهيرة، يوم الإثنين 29-1 – 2018 ، جرت تسمية الديناصور المكتشف بمنطقة تنيدة بالواحات الداخلة بالصحراء الغربية المصرية، باسم “منصوراصورس” (Mansourasaurus) ويحمل الرقم العلمي (MUVP-200)، وتُعَدُّ الأحرف (MUVP) اختصارًا لاسم مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية باللغة الإنجليزية، نسبة إلى الجامعة التي ينتمي إليها الفريق البحثي الذي اكتشفه.
هشام سلام -الأستاذ المساعد في قسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة، وقائد فريق البحث- قال إن هذا الديناصور هو الأول من نوعه في أفريقيا الذي يوثق آخر 30 مليون سنة من العصر الطباشيري الذي امتد في الفترة (منذ 135 إلى 65 مليون سنة)، وإن جميع الديناصورات المكتشَفة من قبل كانت تنتمي إلى عصر ما قبل السينوماني، وهي مرحلة في العصر الطباشيري المتأخر، تعود إلى أكثر من 95 مليون سنة مضت.
وأضاف “سلام” أن هذا الديناصور هو السادس المكتشَف في مصر، لكنه الأول في مصر وأفريقيا الذي يوثِّق تلك الحقبة الجيولوجية. ويُعَدُّ أكمل ديناصور مكتشف في أفريقيا لهذه الفترة، ويبلغ طوله 10 أمتار، ووزنه حوالي 5 أطنان، وعمره حوالي 75 مليون سنة، وجرى توثيق كل ما يتعلق به من معلومات، بناء على دراسات معمقة للخرائط الجيولوجية والحفريات الدقيقة المكتشَفة.
وأشار إلى أن وزن هذا الديناصور منخفض نسبيًّا، مقارنةً بالديناصورات النباتية العملاقة من نفس نوعه، التي عاشت في العصر الطباشيري، إذ كان وزنها يصل إلى 70 طنًّا. يفسر سلام ذلك بفرضية لم يتم تأكيدها بعد، وهي إصابة الديناصورات في هذه الفترة بالتقزُّم.
وأوضح أن هذه الفترة الزمنية تم توثيقها عبر اكتشاف حفريات لديناصورات في أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية وآسيا وجزيرة مدغشقر، لكنها ظلت مستعصيةً على العلم في أفريقيا حتى تم العثور على هذا الديناصور في الواحات الداخلة بمصر، في شهر ديسمبر من عام 2013.
وأكد “سلام”، أن “منصوراصورس” هو أول دليل في تاريخ العلم يثبت وجود اتصال قارتي أفريقيا وأوروبا جيولوجيًّا في هذه الحقبة الزمنية؛ إذ اكتشف فريق البحث وجودًا للديناصور المكتشف في أوروبا.
ووفق البحث، تشير العلاقة الوثيقة بين الديناصور المكتشف وأقربائه في أوروبا إلى أن الفقاريات الأرضية تشتتت وانتشرت بين أوراسيا وشمال أفريقيا بعد انفصال أفريقيا عن أمريكا الجنوبية قبل 100 مليون سنة.
وأشار “سلام”، إلى أن الفريق ضم أكبر عدد من الباحثات، للمرة الأولى على مدار التاريخ في مصر والوطن العربي، لاكتشاف مثل هذا النوع من الحفريات التي تتطلب ظروف عمل قاسية قد تتطلب التخييم في الصحراء لأسابيع.
وترجع أهمية “منصوراصورس”، إلى ثلاثة أسباب: أولها أنه يعطي إجابةً واضحة لحقبة زمنية امتدت 30 مليون سنة من العصر الطباشيري، وهو الاكتشاف الأول من نوعه فيما يُعرف بأفريقيا القديمة، التي تضم قارة أفريقيا ومنطقة شبه الجزيرة العربية.
وثاني الأسباب أن هذا الديناصور يقدم دليلاً على هجرة الكائنات الحية من أوروبا إلى أفريقيا والعكس، وذلك من خلال شجرة الأنساب التي كشفت أن “منصوراصورس” مرتبط بصلة قرابة بديناصورات أخرى في أوروبا، وأخيرًا أنه يُنسب إلى فريق مصري عربي.
وعن الفرق بين “منصوراصورس”، والديناصورات الخمسة التي اكتُشفت في مصر من قبل، قال سامح إن الأخير يمثل نوعًا جديدًا، وعمرًا جيولوجيًّا مكتشَفًا لأول مرة، كما أنه في عمر أحدث وأكثر تطورًا، إذ يعود تاريخه إلى ما بين 70 و80 مليون سنة، أما حفريات الواحات الخمس، فقد كان عمرها يعود إلى قرابة 90 إلى 100 مليون سنة.