افتتح، مساء أمس، بجاليري العاصمة بالزمالك معرض “مغامرتي بالألوان” للفنان محسن عطية .
وعن فكرة المعرض يقول الفنان إنه يبحث بين الطبقات الرقيقة من ألوان لوحاته عن صور تحرك مشاعره تتخللها لحظات صمت تسمح بسماع أصداء في الفضاء ثم نغم يتلاشى تدريجياً.
وأكمل “عطية”: “كلما حافظت على العلاقة شفافة تتاح لي فرصة للنفاذ عبر السطوح، لأصل ما وراء الطبقات المتراكمة، وألتقط الإشارات من بين الضبابية، حيث تتقارب المسافات ويتشكل الفضاء من مكونات الحقل اللوني، واتخذت المعاني الوجودية أشكالا غاية فى البساطة لتنشئ خط للتواصل بين القلوب”
وأضاف”عطية” قائلا: “أثناء الرسم أترك لمختلف حواسي أن تتداخل وتتبادل، فتفتح طاقة للنفوذ عبر الشعور المتألق، أما الأسلوب الارتجالي فيستدعى للحياة عندما تكون على سجيتها، حيث تتزامن الصدفة مع فيض الذاكرة ومع اندفاعات الألوان ويسعف لخيال مخزون الذاكرة، فيمنحني شعور بلمسات فرشاتي وسحبات الخطوط فى لوحاتي وهى تقطع وتصل، وعندما تقفز البقعة اللونية، يصبح لكل لون نغمة مستقلة تمس الروح والمشاعر مباشرة دون الحاجة إلى واسطة، وهنا تحل القيم البصرية محل القيم اللمسية، نتيجة التلوين المتعجل، وسوف يبدو العمل الفني حينئذ كنوع من الاستفزاز الذي يحرك المشاهد نحو مزيد من الفضول، واللون هكذا بمثابة علامة تحمل أثر عمل أكثر من حاسة متداخلة بما فيها حاسة اللمس وقد مرت عبر مجراها الطاقة المختزنة دون أن تكون ينبوعا لها”
وقال أيضا: “حين تتصف الألوان بالغنى فذلك يعني أنها تطورت في الأعماق كحيل عضوية شاملة، كما أن للعين ميلها للملاحظة والرغبة والانفعال متأثرة بالخبرات السابقة ليس عن طريق الذاكرة الواعية وإنما عن طريق رد الفعل المباشر”
ويتوقع الفنان بأن الألوان فى لوحاته أن تتحدث بلغته وتتسرب عبرها حياته وأفكاره وتهيىء لتاثيرات عبر الخيال وتحرك العاطفة والشعور بمعاني المرح أو الحزن أو الصفاء أو الغموض، هكذا يصبح اللون وعاء ومجالا للحرية، وترسم الخطوط فى محيط البقعة الوردية للجسد، وكأنه يسبح فى فضاء غامض، حين يندفع بخياله وبأسلوبه يسمو بالقلق إلى الجمال الغامض، لقد اكتسبت الطبيعية في لوحاته سحر الخيال، كادت الألوان فى شدتها وانحناءات الخطوط بايقاعاتها أن ترسم اللا مرءي، وباستعمال تقنية الاختزال أصبح من الممكن تحويل العناصر المكونة للوحة إلى شفرات من صيغ لونية وشكلية، أولية متالفة، وفى كل لوحة حالة توازن معلق بين التوتر والسكون، ويمكن العثور في التجريد على تجسيدات بصرية لأفكار وجودية تشير إلى تمثيلات بشرية نباتية وحيوانية، وتدعو الألوان المشحونة بالعاطفة إلى التحرر من سيطرة الإرادة .
يذكر أن الفنان محسن عطية فنان تشكيلي وناقد فني، ويستمر معرض “مغامرتي بالألوان” حتى 24 ديسمبر