في مؤتمر صحفي للوفد الفاتيكاني مع نيافة الأنبا يوليوس، وكانت أغلب الأسئلة التي وجهت إليه تدور حول الوضع في مصر وحال الأقباط فيها، وإليكم أهم الأسئلة التي طرحت في هذا المؤتمر:
هل المسيحيين يتمتعون بحرية عبادة في مصر؟
المسيحيين في مصر مثل أي مكان في العالم لديهم كنائس يصلوا فيها وليس عليهم أي قيود لعبادتهم. علاقة المسيحيين برئيس الدولة والحكومة رائعة جداً ولكن في بعض الأحيان يوجد موظفين في درجات أقل لديهم فكر متعصب ولكن الحكومة تتدارك ذلك وتستطيع ضبط تلك الأوضاع أينما ظهرت على السطح سريعاً.
هل تواجهون مشكلات في تصاريح بناء الكنائس؟
قديماً كانت القوانين صعبة وتتطلب وقت، ولكن الأن صدر قانون لبناء الكنائس – منذ أقل من عام، يسهل علينا الإجراءات كثيراً.. والأهم من هذا القانون هو قرار “توفيق الأوضاع” الذي يتيح لأي كنيسة كانت مبنية بدون ترخيص فرصة لتوفيق أوضاعها وتسليم واعتماد أوراق لها ومنحها تراخيص.
هل المجتمع الإسلامي تعاطف مع المسيحيين أكثر بعد تعرضهم لضربات وحرق كنائسهم؟
المجتمع الإسلامي المعتدل كان يتألم من أجل المسيحيين وقت الضربات، حتى أنه في وقت حرق الكنائس في عهد الرئيس السابق مرسي، من كان يقوم بحماية أبنية الكنائس هم المسلمين المعتدلين في كل منطقة.
لكن في كل وقت وفي كل مكان في العالم يوجد متعصبين وإرهابيين، وحتى الذين قتلوا في مسجد الروضة بشمال سيناء من مسلمين أبرياء عددهم كان أكثر من شهداء الكنيسة في الأحداث الأخيرة. وهذا الحادث الأليم تألمنا له جميعاً مسلمين ومسيحيين مصريين، وأنا ذهبت بنفسي للسؤال على المصابين وقدمت العزاء في الشهداء بجامع عمرو بن العاص.
الأنبا يوليوس أسقف مصر القديمة وأسقف عام الخدمات
ما رأي الكنيسة المصرية في قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟ وما موقف الكنيسة في موضوع الحج للأراضي المقدسة؟
الكنيسة المصرية دائما تتفق في آراءها مع آراء الدولة ورئيس الدولة المصرية، ونحن دائما نتبع رئيس الدولة، فالكنيسة جزء من مصر وليست منفصلة عن الدولة. وبما أن مصر تستنكر تصريح الرئيس الأمريكي فبالتبعية نحن ككنيسة مصرية نستنكره أيضا.
أما بالنسبة للحج للأراضي المقدسة وإذا كان سيتخذ أي قرار تجاهه، فلم يصدر بعد أي قرار من الدولة وبالتالي الكنيسة لم تعلن أي قرار بعد، لأن ما سيتم قراره من قبل الدزلة سيخضع له كل المصريين – مسلمين ومسيحيين.
بعد حوادث أبريل الماضي، ما الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية الكنائس؟
تم تكثيف القوات الأمنية على بوابات الكنائس من الخارج، ويوجد قوات أمن داخل البوابات وكاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية للتفتيش، وتفتيش ذاتي دقيق.
هل يخاف المسيحيين من أي أحداث إرهابية خاصة وأننا نقترب من عيد الميلاد؟
بعد الأحداث الطائفية يتزايد توافد المسيحيين على كنائسهم، فالمسيحي القبطي لا يخاف الموت.
ما هي رسالة عيد ميلاد المسيح للمصريين كلهم؟
رسالة حب وسلام.. وتلك هي رسالة السيد المسيح للعالم أجمع.
هل يوجد فرق بين الأطفال المسيحيين والمسلمين بالمدارس من الناحية التعليمية أو الناحية الإجتماعية؟
لا يوجد فرق على الإطلاق وهم متساويين في الحقوق، لكن لازال المتعصبين في بعض الأماكن يغذوا أولادهم أنهم مختلفين، لكننا نقاوم هذا باستمرار.
لدينا مدارس حكومية ومدارس خاصة ونحن مثلكم لدينا مدارس تتبع الكنيسة القبطية، وفيها يسمح للأطفال المسلمين أن يتعلموا مع زملاءهم المسيحيين. لكن المدارس الأزهرية فقط هي التي لا يدخلها المسيحيين.
ما هو مرجع الصلوات القبطية الأرثوذكسية؟ وما هو مصدر روحانيتها؟
المرجع الأساسي الذي تستند عليه صلوات القداس الإلهي هو الكتاب المقدس، ويلي الكتاب المقدس كتابات الآباء الرسوليين الأوائل.
من وجهة نظر نيافتك.. ما هو الفرق بين الطقوس الأرثوذكسية والكاثوليكية؟
الفروقات بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية في بعض المصطلحات والمعتقدات، لكننا نجد أن القداسات في كنائس الأقباط الأرثوذكسية والأقباط الكاثوليك تكاد تكون متشابهة جداً باستثناء بعض الألفاظ التي تشير إلى معتقدات معينة تختلف من كنيسة لأخرى.
الكنيسة الإيطالية وفي أوروبا عامة تواجه مشكلة بث الإيمان للأجيال الجديدة.. هل تواجه الكنيسة الأرثوذكسية في مصر تلك مشكلة؟
الحقيقة نحن في مصر نجاهد مع النشأ الجديد لترسيخ عنده الهوية القبطية منذ صغره. ونبذل مجهود كبير جداً كرعاة وخدام لتوصيل تلك الرسالة ولجذب الشباب للكنيسة، نبذل الجهد ونعمة ربنا تعمل معنا.
ما هي علاقة الكنيسة المصرية مع الكنائس الأخرى مثل الكنيسة الكاثوليكية والأثيوبية؟
علاقة الكنيسة الأرثوذكسية مع جميع الكنائس جيدة جداً وقائمة على المحبة والاحترام.
ويوجد محاولات دائمة لأن الكنائس تتحد والكل يبذل أقصى ما عنده، ولكن لازال يوجد صعوبات نتمنى أن تزول، ونحن ندرك جميعاً أن وحدة الكنائس ليست مستحيلة.
هل في احتفالات قبطية مصرية خاصة برحلة العائلة المقدسة لمصر؟
عيد دخول السيد المسيح لأرض مصر يوم 1 يونيو من كل عام، ويتم الاحتفال به في كل كنائس مصر وبالأخص بالكنائس الموجودة في نقاط المسار.
ففي كنيسة أبي سرجة تقام احتفالات في هذا اليوم ويشاركنا فيها قيادات من الدولة وسفراء وإعلاميين وصحفيين. وكذلك تقام احتفالات مماثلة في كنيسة المعادي وتخرج المراكب في النيل احتفالاً.
بعد الربيع العربي ما التغييرات التي حدثت للكنيسة المصرية؟
مصر أكثر دول الشرق الأوسط صموداً ضد التغييرات التي تحدث، فغالبية مسيحيي الشرق الأوسط هاجروا من بلادهم لكن في مصر يوجد 16 مليون قبطي مسيحي.
ماذا تفعل الكنيسة تجاه الفقر والتعليم والصحة؟
أنا أسقف الخدمات العامة من أسوان إلى الإسكندرية ومسئول عن هذه الخدمات، والكنيسة في كل أنحاء مصر تعمل على برامج تنمية على كل تلك المستويات لتلبية احتياج الشعب وتعضيدهم، ولا نغفل دور أقباط مصر في الخارج وهيئات عالمية تساعد معنا في هذه الخدمات.
يوجد برامج اقتصادية وتعليمية وصحة وبرامج للأمومة والطفولة وبرامج توعية للعنف ضد المرأة والأطفال وبرامج لذوي الإعاقة وبرامج لأسر المسجونين.. برامج عديدة لمتابعة هذه المشاكل.
هل في تعاون بين الكنيسة والعلمانيين بالكنيسة؟
بالطبع، فيوجد أساتذة يقوموا بالتدريس بالكليات الإكليريكية علمانيين.
نيافة الأنبا يوليوس مع نادر جرجس منسق لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة