نظمت سفارة فنلندا بمصر بالتعاون مع المعهد الفنلندي لدراسات الشرق الأوسط، يوم الاثنين 4 ديسمبر، المؤتمر الدولي الثاني لتطوير التعليم educairo’ 17 . وهدف المؤتمر بشكل خاص إلى إقامة علاقة شراكة وتبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية المصرية والفنلندية، والتعرف عن قرب على نظام التعليم الفنلندي.
وخلال المؤتمر تم عقد اتفاقية تعاون بين جامعة يانك الفنلندية، وهي من أفضل خمس جامعات في فنلندا ومن أفضل عشر جامعات في أوروبا، والجامعة المصرية الصينية والمركز الدولي للتدريب وجودة الخدمات في مصر حول منح دراسة الماجستير يتم فيها التعاون بين أعضاء هيئة التدريس من مصر وفنلندا لمساعدة الطلاب على نيل هذه الدرجة، وسيكون المحاضرين في تلك المنحة نصفهم من مصر والنصف الآخر من فنلندا.
وصرحت لاورا كنسيكاس ديبريز، سفيرة فنلندا بمصر، لوطني: “في فنلندا نحن مهمتون بالتعاون في مجال التعليم، لأن فنلندا حصلت على نتائج جيدة من خلال التعليم. فالتعليم الجيد يدفع المجتمع للتقدم. وكما قال السيسي فهو أداة مهمة جدا للحرب على الإرهاب. وقد قمنا قبل المؤتمر بعقد اتصالات مع وزارة التعليم، ونحن نأمل أن يقوم وزير التعليم طارق شوقي بزيارة فنلندا للتباحث مع وزارة التعليم الفنلندي حول سبل التعاون بينهم. وكان نقاشاتنا مع الجانب المصري حول إصلاح التعليم، وهو الأمر الذي يبدي وزير التعليم المصري حماسًا من أجله. كما تطرق النقاش إلى التعاون المصري الفنلندي في التعليم في حال احتاجته مصر.”
وأوضحت “ديبريز” في حديثها لوطني أن سر التعليم الفنلندي يكمن في المساواة، قائلة: “الجميع في فنلندا له الحق في التعلم، والجميع يحصل على نفس فرص التعليم، فلا يوجد في فنلندا تعليم متميز عن آخر. ولذا فلا تحتاج إلى مال للحصول على تعليم أفضل. كما أن التعليم في فنلندا مجاني بالكامل. والطلاب يتعلمون بشكل كامل في المدرسة فلا يحتاجون للحصول على حصص تكميلية خارج المدرسة.”
أوضح عصام خميس نائب وزير التعليم العالي، خلال المؤتمر، أن الحكومة المصرية بداية من الألفية الثالثة قررت تطوير التعليم المصري من خلال التعاون مع الدول الكبرى في هذا المجال تحت اسم “الأعوام المصرية للتعليم والتكنولوجيا”، لافتًا إلى أن أول عمليات التعاون كانت في العام المصري الألماني في 2007 تلاه العديد من الفعاليات مع العديد من الدول.
وأشار “خميس” إلى أن هذا الانفتاح ساعد على توفير فرص تعليمية مميزة للشباب، وإنشاء برامج اكاديمية جديدة متميزة تخدم سوق العمل التوسع في برامج التعليم عن بعد والتعليم المدمج.
وتتصدر فنلندا المركز الأول أو المراكز المتقدمة في جميع دراسات برنامج التقييم الدولي للطلاب PISA ، والتي تنظمها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD . ويقيس البرنامج مدى كفاءة التلاميذ في سن الخامسة عشر في مجالات الرياضيات والعلوم والقراءة وتجدر الإشارة إلى أن فرق النقاط بين التلاميذ الذين يحصلون على أعلى التقديرات وبين نظرائهم ذوي التقديرات الأقل هو فرق صغير.
وصرح جورما كاوبينين مدير التعليم العمومي بالمجلس الوطني الفنلندي للتعليم قائلًا: “إن المستوى المرتفع لنظام المدارس الفنلندية يدعمه اتجاه قومي عام وواضح يؤمن بأن البشر هم أهم مورد من موارد الوطن، وأنه يحق لهم الحصول على تعليم ذي جودة عالية.” وقد بدأت مسيرة التعليم الفنلندي منذ القرن السابع عشر عندما قررت فنلندا أن يحصل كل الشعب الفنلندي على التعليم. وبهذا نجحت البلاد في تجنب الفروق الطبقية التي يتخلف عنها ظاهرة النخبة المثقفة والطبقات الدنيا غير المتعلمة. وقد ساهمت رغبة الشعب في التعلم في تكوين حالة عامة من الإيمان بأهمية التعليم، فهناك رغبة في أن يكون الأفراد على علم بمجموعة كبيرة من الموضوعات والاهتمامات الاجتماعية.
وبحلول بدايات القرن الثامن عشر، كانت معظم بلديات فنلندا بها مدارس ابتدائية. وبدأ تفعيل قانون الحضور الإجباري بالمدارس عام 1921، لإلزام جميع الأطفال باستكمال ست سنوات على الأقل من التعليم الابتدائي.
وكانت فترة السبعينات من القرن الماضي هي نقطة تحول كبيرة، عندما تم استبدال المدارس الابتدائية والثانوية بمدارس محلية شاملة تمتد الدراسة بها إلى تسع سنوات، وبذلك امتدت فترة الحضور الإجباري بالمدارس لتصبح تسع سنوات. وكان الهدف من ذلك هو ضمان توفير تعليم أساسي متساوِ ومجاني لجميع الأطفال، دون النظر إلى محل إقامة العائلة، ومكانتها الاجتماعية والاقتصادية.
ويتم إنفاق نسبة تتراوح منابين 11و12% من الميزانية الفنلندية الرسمية والمحلية على التعليم. وتغطي هذه الأموال نفقات تعليم رياض الأطفال، والتعليم الأساسي والمرحلة الثانية من التعليم الثانوي والتدريب المهني، والتعليم العالي والتعليم المستمر والدراسات والتعليم العالي، والتعليم المستمر، والدراسات العليا، كما تغطي نفقات التعليم المفتوح للبالغين بشكل جزئي. ويشكل هذا بدوره العمود الفقري للتعليم مدى الحياة، المتاح لجميع المقيمين في فنلندا.
وجميع المدرسين بالمدارس الشاملة الذين يعملون بدوام كامل من الحاصلين على الشهادات الجامعية. وعادة ما يقوم المدرسون بتدريس جميع المواد في المدارس الابتدائية. هذا بالإضافة لحصولهم على درجة الماجستير في التعليم مع التركيز علبى دراسة مهارات التدريس. وفي المرحلة الأولى والثانية من المدارس الثانوية، يتم تدريس المواد المتخصصة من قبل مدرسين حاصلين على درجة الماجستير في المجالات المماثلة، والذين أجروا دراسات في مجال العلوم التربوية.
هذا وتعتبر وجبة الغداء المدرسية جزء من المنهج الدراسي الرسمي، والفكرة هنا هو أن استراحة الوجبات تنعش الأطفال وتساعدهم خلال بقية اليوم، كما أنها تمثل في نفس الوقت درسا في الصحة والتغذية والتقاليد، وتتكون قوائم الغداء المفضلة لأطفال المدارس من اللازانيا وطاجن اللحم المفروم والمكرونة وفطائر السبانخ وكرات اللحم وصلصلة اللحم المفروم، أصابع السمك المقلي، وطاجن البطاطس المهروسة باللحم المفروم وعصيدة الشعير.