قصة خروف الفصح هي قصة محورية في تاريخ شعب الله، فهي نقطة التحول التي عبر بها الشعب من العبودية في أرض مصر إلى الحرية وعبادة الرب في أرض كنعان، وهي ترمز إلى تحول البشرية كلها من عبودية الشيطان إلى حرية أولاد الله بخلاص ربنا يسوع على الصليب.
كانت شريعة خروف الفصح ترتبط بأمرين أساسيين هما: “ذبح الخروف و رش دمه” – وهو إشارة إلى الصليب، و”أكل الفطير” – وهو الخبز الخالي من الخمير و هو إشارة إلى التخلي عن خمير الخطية، والأمران يرمزان إلى الحياة الكنسية اليومية، فالفطير يشير إلى حياة التوبة والرجوع عن الخطية (وهو سر التوبة والاعتراف)، وخروف الفصح يرمز إلى الافخارستيا وهي التقدم إلى جسد الرب ودمه.
وتحمل قصة خروف الفصح اشارات ورموز كثيرة لقصة فداء ربنا يسوع للبشرية على عود الصليب.. وهذه بعض الاشارات:
1. كانت شريعة الفصح وبعدها عبور البحر الأحمر هما ضرورة للانتقال من عبودية الشيطان إلى البنوة الحقيقية لله، هكذا فان المعمودية (عبور البحر)، والتناول من ذبيحة الافخارستيا (خروف الفصح) هما ضرورة لنصير أولاد الله.
2. كانت شريعة الفصح تتطلب أن تشترك العائلة كلها في ذبيحة الفصح، كما كان ضرورياً أن يأكل كل فرد في الأسرة منها، و في هذا إشارة إلى أهمية الحياة الجماعية في الكنيسة كجسد واحد للرب يسوع، مع ضرورة أن يكون لكل إنسان اختباره الشخصي وشركته الخاصة مع شخص الرب يسوع.
3. كانت شريعة الفصح تحتم أن يذبح الخروف ليلاً في منتصف الشهر حيث ينير القمر ظلمة هذا الليل وفيها إشارة إلى أن صليب ربنا يسوع المسيح هو الذي يمنحنا الاستنارة بخلاص الرب وبعمل روحه القدوس في حياتنا..
4. و في شرعة الفصح يذبح الخروف في الشهر الأول من السنة وفي هذا إشارة إلى أن عمل الخلاص بالصليب هو بداية حياة جديدة لأولاد الله، كذلك أيضا فإننا من خلال الافخارستيا نجدد عهودنا مع الرب.
5. يختار خروف الفصح في اليوم العاشر من الشهر، ورقم 10 يشير إلى الوصايا العشر، وفي هذا إشارة أن من يريد أن يتمتع بخلاص الرب من خلال صليبه عليه أن يرتبط بالوصايا.
6. يبقي الخروف تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من الشهر ثم يذبح في منتصف الشهر وهي ليله مقمرة ينير ليلها القمر، وكذلك قدم ربنا يسوع لآلام الصليب في اليوم الرابع عشر من الشهر وفي هذا إشارة إلى أن آلام الرب يسوع هي التي وهبت العالم الاستنارة الروحية، وبددت ظلمة الخطية.
7. كان من الممكن إن كان عدد البيت قليل أن يتشارك البيت الفصح مع بيت اخر، وفي هذا إشارة إلى ضرورة اهتمامنا بالأخر، وفي هذا إشارة إلى أن للرب شعب أخر يمكن أن يشارك شعب اسرائيل في الخلاص فالعالم كله مدعو للتمتع بخلاص ربنا يسوع، الذي لم يأتي لخلاص شعب معين بل لخلاص كل العالم، لذلك يجب علينا دائما أن نهتم بخلاص الجميع.
8. كان خروف الفصح يقدم شاة صحيحة في عمر سنة، وفي هذا إشارة إلى الرب يسوع الذي تنبأ عنه الانبياء “كشاة تساق إلى الذبح” (أش53: 7) وهو إشارة إلى يسوع الحمل الذي بلا عيب الذي لم يشيخ.
9. كان كل من يأكل من خروف الفصح يجب أن يكون من أهل البيت إشارة إلى أن من يتمتع بالخلاص هو كل من يؤمن بالرب يسوع فادياً ومخلصاً فقط.
10. تدهن القائمتين والعتبة العليا بدم الخروف وفي هذا إشارة إلى أن الخلاص لابد أن يكون بالدم (بدون سفك دم لا يمكن أن تحدث مغفرة ) (عب 9: 22).
11. لابد لخروف الفصح أن يؤكل مشوياً بالنار و في هذا إشارة إلى تعرض الرب يسوع لآلام الصليب، وهو أيضا إشارة إلى ضرورة أن يجتاز المؤمن بعض الآلام في طريقه للخلاص والحرية من عبودية الشيطان.
12. يؤكل الفصح على فطير أي خبز غير مختمر وفي هذا إشارة إلى أن الخلاص يتطلب منا أن نتخلى عن كل خطية محبوبة .
13. يؤكل الفصح بعجلة واحذيتهم في ارجلهم وعصيهم في ايديهم .. وفي هذا إشارة إلى أن كل من يريد أن يتمتع ببركات الخلاص لابد أن يحيا في حياة الاستعداد الدائم.
هذه بعض رموز وإشارات ذبيحة الفصح التي تشير إلى خلاص ربنا يسوع المسيح للبشرية على عود الصليب.. وهي أيضا قصة خروج الانسان من سلطان إبليس إلى حرية أبناء الله .
وهذه الرموز والإشارات الكثيرة التي تحققت في شخص ربنا يسوع المخلص جميعها إشارة إلى أن الله قد اهتم بخلاص الانسان ووضع له خطة منذ سقوطه، أعلنها أولاً لعبيده الانبياء ليعلنوها للبشرية لكي تكون مستعدة لقبول شخص الرب يسوع المخلص في ملء الزمان.
وهذا الاهتمام إنما يعلن الكثير عن محبة الله للانسان .