حلم على مسار التنمية الشاملة. . خط بري يربط مصر بقارة أفريقيا
– ربط مصر بالقارة الأفريقية حلم راوض أجيالاً
–توقعات بأن سعر كيلو اللحوم بعد شحنه من تشاد سيصل لـ 30 جنيه
– أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية بفضل الخط البري
إن ربط مصر بالقارة الأفريقية خاصة على الصعيد الاقتصادي حلم راوض أجيالاً كثيرة، وتسعى مصر عبر السنين – وعلى فترات متقطعة – بمد جزور التواصل والتكامل مع القارة السمراء الغنية بالموارد والإمكانييات الكامنة، ومؤخراً كان مؤتمر “الكوميسا. . إفريقيا 2017 ” الذي عُقد بمدينة شرم الشيف ترجمة لهذا التوجه المصرى الأفريقي، حيث تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن تحقيق أهداف أجندة التنمية الشاملة في إفريقيا 2063، مؤكداً على دعم مبادرات الإتحاد الأفريقي والمشروعات التي تهدف لتطوير البنية وإنشاء شبكات ربط وطرق تعزز التكامل بين دول القارة، مثل مشروع انشاء طريق القاهرة – كيب تاون بجنوب أفريقا الذي يهدف لتنمية حركة التجارة فضلاً عن إنشاء خط ملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وبشكل تدريجى قامت كل مصر ودولة تشاد بالإتفاق على إنشاء خط بري يربط مصر بوسط أفريقيا، وحصلت مصر على موافقة من حكومة دولة تشاد لمد الخط البري الذي سيربط مصر بوسط أفريقيا كما تم عقد لقاءات مع عدد من الجهات التمويلية الدولية منها بنك الاستثمار الأوروبي.
في البداية قال علاء عز الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، اتفقت مصر والتشاد على إنشاء خط بري يربط مصر بوسط إفريقيا، وحصلت مصر على موافقة من حكومة دولة تشاد لمد الخط البري الذي سيربط مصر بوسط أفريقيا، كما تم عقد لقاءات مع عدد من الجهات التمويلية الدولية منها بنك الاستثمار الأوروبي، الذين أبدو ترحيبهم وموافقتهم على تمويل هذا المشروع.
وعن بداية الفكرة أوضح الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، أن جاءت فكرة الطريق من وجود دول حديثة ليس لها سواحل في وسط إفريقيا، وهناك فرص متميزة للتبادل التجاري سواء من ناحية تصدير المنتجات المصرية أو استيراد منتجات “تستوردها مصر حاليا من دول أخرى” بأسعار أقل كثيرًا.
وعبر علاء عز عن التبادل التجاري الممكن حدوثه بمثال، سعر كيلو اللحوم في تشاد يصل إلى نصف دولار أي ما يقابل حوالي 9 جنيهات وبالتالي بعد شحنه ونقله سوف يصل 25 أو 30 جنيه على أقصى تقدير وهذا في صالح المستهلك وفي صالح مصر وهذا المثال للمنتجات التي يمكن أن نستوردها، أما ما يمكن أن نصدره فحدث ولا حرج فكمية السلع التي ممكن أن تصدر كبيرة جدا والسوق هناك يحتاج إلى الخضروات والفاكهة بشكل كبير، فعلى سبيل المثال البرادات التي ستصل هناك محمله بالفاكهة والخضراوات سوف تعود إلى مصر محملة باللحوم.
وبسؤاله هل تصدير الفاكهة والخضار سوف يرفع من أسعارها في مصر؟ أوضع الأمين العام للغرف الأفريقية، حجم السوق هناك لا يشكل شيء في حجم السوق المصري وبالطبع أن مشروع استزراع المليون ونصف فدان سوف يوفر من المنتجات الزراعية بشكل كبير.
وعن طريقة تنفيذ المشروع أوضح الأمين العام لاتحاد الغرف الأفريقية، أن الخط سيطرح تنفيذه للقطاع الخاص، بنظام أل «بي. أو. تي»، وهو اختصار ل “بناء_ تشغيل _إعادة التحويل ” بمعنى أن يتم بناء الطريق وتشغيله ومن ثم بعد فترة زمنية سوف يتفق عليها من “50 ل 100” عام تقريبا يتم إرجاع الطريق للدولة، والجدير بالذكر أنه تم الاتفاق أيضا مع الاتحاد الأوروبي، لتقديم منحة لتمويل الدراسات الفنية والمالية لإنشاء الخط.
-القارة الأفريقية. . والثروة الحيوانية:
وأوضح محمد شرف النائب الأول لشعبة القصابين أن مسألة مد خطوطاً برية تربط مصر بوسط أفريقيا ضمن المشروع الأكبر لربط القاهرة بمدينة كيب تاون بجنوب لأفريقيا، سيكون له عظيم الأثر على عمليات التبادل التجارى مع دول القارة الأفريقية خاصة فيما يتعلق بالثروة الحيوانية التى تذخر بها القارة، وأضاف : إن مد هذا الخط البري بوسط أفريقيا سيعمل على خفض تكلفة النقل والشحن مع هذه الدول، كما أنه سوف كافة منتجات اللحوم بأنواعها المختلفة للسوق المصري من مصادر متعددة وبأسعار أرخص كثيراً خاصة من دول مصل السودان وجنوب أفريقيا، وهذا الأمر تمضى فيه القيادة السياسية للدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واستطرد النائب الأول لشعبة القصابين قائلاً: إن دول الجنوب تتوافر فيها الثروة الحيوانية بأعداد كبيرة، حيث تتجاوز فيها الـ 35 مليون رأس ماشية، وهذا الأمر سيوفر عناء الإسيراد من دول بعيدة مثل البرازيل وغيرها، فضلاً عن توفير اللحوم الحية والمذبوحة التى لم يمر على زبحها إلا ساعات قليلة جدًا نظرًا لإختصار المسافات من خلال الخط البري، مؤكداً أن الخط سيعمق التبادل التجاري مع دول القارة السمراء بشكل كبير، كما أنه سيوفر اللحوم للمواطن المصري في كل المحافظات المصرية وليس القاهرة والأسكندرية فقط، وهذا من شأنه إحداث نوع من الوفرة في منتجات اللحوم في السوق المصري، منوهاً أن الثروة الحيوانية في أفريقيا تتمتع بتربيتها في مراعي طبيعية، حيث أنها تتغذى على الحشائش والعُشب وليس العلف الذي من شأنه أن يرفع نسبة الدهون في الماشية والتي يتم استبعادها، مما يرفع من تكلفة البيع للمواطن في نهاية الأمر بعد استبعاد الدهون، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك مجازر على الحدود المصرية في الجنوب لتوفير الأمان الكامل لـ “اللحوم المستودة” من الدول الأفريقية، ويرى محمد شرف أنه مع إكتمال الخط البري مع دول وسط أفريقيا سوف تصبح أجواء الإستيراد من دول القارة أكثر تنافسية وتكاملاً، وبالتالى سوف يتجاوب مستوردى وتجار اللحوم في مصر مع الأسعار الجديدة التى ستفرضها الظروف الجديدة.
بينما يرى محمد الجمال استشاري التسويق بمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” أن هناك فوائد كبيرة لمشروع مد خطاً برياً يشق القارة الأفريقية وصولاً بجنوب أفريقيا، إلا أن المعوقات السياسية والأمنية في الدول الأفريقية كبيرة ومعقدة للغاية فضلاً عن وجد بقاع مُلتهبة بالصراعات في دول الجنوب مثل دارفور وجنوب أفريقيا. من ناحية أخرى يرى “الجمال” أن النقل يُمثل جزيئة من لوجستيات التبادل التجاري، كما أنه يُمثل جزئية صغيرة من إجمالى تكلفة هذه البضائع مثل الماشية واللحوم بصفة عامة، وبالتالى فإن إحتمالية تحقيق إنخفاضاً كبيرًا في أسعار اللحوم شئ مُستبعد إلى حد كبير، وأضاف : مصر تستورد 3 أصناف من اللحوم سواء بقر أو أغنام أو لحوم مذبوحة مُبردة من مجموعة من الدول مثل البرازيل ووالسوادن وغيرها، وتُعد تكلفة نقل “اللحوم المستوردة ” قليلة ”، منوهًا إلى العقبات التى تواجه مصر في التصدير والإستراد من دول القارة سواء منها ما يتعلق بالجمارك في هذه الدول مثل أوغندا وكينيا وتنزانيا وكذلك السودان وجنوب السودان، أو مشاكل متعلقة بالإرهاب والصراعات في الدول الأفريقية.
وقال استشاري التسويق بمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” : إن البنية الأساسية ليست مُمهدة في دول القارة الأفريقية لمد الطريق البري من مصر إلى وسط أفريقيا ومن ثم إلى جنوب أفريقيا، وبالتالى فإن المشروع طبقاً للتحديات التى على أرض الواقع في دول القارة لا يُمكن تنفيذه قبل 10 سنوات في أقل تقدير، ونظرًا للمشاكل الجمة في السودان وجنوب السودان لا يمكن تنفيذ الخط البري الواصل لجنوب أفريقيا قبل عام 2030، مؤكداً على أهمية التعمل على تحديد مسار الطريق على أرض الواقع بكل دقة خاصة الدول والمناطق الجغرافية التى سيمر بها الطريق.
– مصر تحتاج جدياً للمشروع:
وقال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية الاقتصادية، بالتأكيد أن مد خط بري يصلنا إلى وسط إفريقيا سوف يؤدي إلى تحقيق هدفين، الأول تصدير الخامات والمنتجات المتوفرة في مصر، وخصوصا أن الدول الأساسية التي كانت تصدر لها مصر هي ليبيا وسوريا والسودان واليمن، وبالطبع في السنوات الأخير توقف التصدير لهذه الدول نظرا للظروف السياسية في المنطقة، وبالتالي نحن في احتياج لفتح منافذ جديدة في دول جديدة حتى نزيد من صادراتنا، وأما عن الهدف الثاني فهو استيراد الخامات والمنتجات التي تحتاجها مصر ولكن هذه المرة بشكل مختلف لأن بمد الخط البري سوف يقلل من سعر التكلفة بشكل كبير جدا وبالتالي سوف نستورد المنتجات ومن أهمها اللحوم بأسعار تتناسب مع المواطن البسيط لتكفي احتياجاته.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أتمنى أن هذا المشروع لا يتوقف عند الإعلان عنه فقط ويدخل حيز التنفيذ في أسرع وقت لأن مصر تحتاج جديا له، وأرجو ألا يأخذ سبيل بعض المشاريع التي تم الإعلان عنها وحتى الأن لم تنفذ مثل القطار الذي يربط القاهرة بجنوب إفريقيا، ربط بحيرة فيكتوريا بقناة السويس وانخفاض أسعار الأسماك بعد عمل المشروع العملاق للمزارع السمكية.
– 35 مليون رأس ماشية:
وأوضح محمد شرف النائب الأول لشعبة القصابين، أن مسألة مد خطوطاً برية تربط مصر بوسط إفريقيا ضمن المشروع الأكبر لربط القاهرة بمدينة كيب تاون بجنوب لأفريقيا، سيكون له عظيم الأثر على عمليات التبادل التجارى مع دول القارة الأفريقية خاصة فيما يتعلق بالثروة الحيوانية التى تذخر بها القارة، وأضاف: “إن مد هذا الخط البري بوسط أفريقيا سيعمل على خفض تكلفة النقل والشحن مع هذه الدول، كما أنه سوف كافة منتجات اللحوم بأنواعها المختلفة للسوق المصرى من مصادر متعددة وبأسعار أرخص كثيرًا خاصة من دول مصل السودان وجنوب أفريقيا، وهذا الأمر تمضى فيه القيادة السياسية للدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.”
واستطرد النائب الأول لشعبة القصابين قائلاً: إن دول الجنوب تتوافر فيها الثروة الحيوانية بأعداد كبيرة، حيث تتجاوز فيها الـ 35 مليون رأس ماشية، وهذا الأمر سيوفر عناء الإسيراد من دول بعيدة مثل البرازيل وغيرها، فضلاً عن توفير اللحوم الحية والمزبوحة التى لم يمر على زبحها إلا ساعات قليلة جداً نظراً لإختصار المسافات من خلال الخط البري، مؤكداً أن الخط سيعمق التبادل التجاري مع دول القارة السمراء بشكل كبير،كما أنه سيوفر اللحوم للمواطن المصري في كل المحافظات المصرية وليس القاهرة والأسكندرية فقط، وهذا من شأنه إحداث نوع من الوفرة في منتجات اللحوم في السوق المصري، منوهًا أن الثروة الحيوانية في أفريقيا تتمتع بتربيتها في مراعى طبيعية، حيث أنها تتغذى على الحشائش والعُشب وليس العلف الذي من شأنه أن يرفع نسبة الدهون في الماشية والتى يتم استبعادها، مما يرفع من تكلفة البيع للمواطن في نهاية الأمر بعد استبعاد الدهون، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك مجازر على الحدود المصرية في الجنوب لتوفير الأمان الكامل لـ “اللحوم المستودة” من الدول الأفريقية، ويرى محمد شرف أنه مع إكتمال الخط البري مع دول وسط أفريقيا سوف تصبح أجواء الإستيراد من دول القارة أكثر تنافسية وتكاملاً، وبالتالى سوف يتجاوب مستوردى وتجار اللحوم في مصر مع الأسعار الجديدة التى ستفرضها الظروف الجديدة.
وقال استشاري التسويق بمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” : إن البنية الأساسية ليست مُمهدة في دول القارة الأفريقية لمد الطريق البري من مصر إلى وسط أفريقيا ومن ثم إلى جنوب أفريقيا، وبالتالى فإن المشروع طبقاً للتحديات التي على أرض الواقع في دول القارة لا يُمكن تنفيذه قبل 10 سنوات في أقل تقدير، ونظراً للمشاكل الجمة في السودان وجنوب السودان لا يمكن تنفيذ الخط البري الواصل لجنوب أفريقيا قبل عام 2030، مؤكداً على أهمية التعمل على تحديد مسار الطريق على أرض الواقع بكل دقة خاصة الدول والمناطق الجغرافية التي سيمر بها الطريق.
حلم على مسار التنمية الشاملة. . خط بري يربط مصر بقارة أفريقيا
– صعبة و ليس مستحيلة:
من جانبه قال الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والنقل والمرور والمطارات بجامعة عين شمس: “إن فكرة مشروع طريق «القاهرة – كيب تاون» قديمة أى منذ حوالى 30 سنة، وإمكانية تنفيذها صعبة ولكنها ليست مستحيلة، فتكلفة التنفيذ ضخمة للغاية، حيث تؤكد الدراسات أن تكلفة إنشاء “كيلو” من الطرق تكلف حوالى 20 مليون جنيه، فما هو الحال في حالة تنفيذ طريق بطول يصل لـ 10 ألاف كليو متر من الطرق، والمشكلة أن القطاع الخاص من الصعب عليه أن يدخل في الاستثمار في مثل هذه الطرق نظراً لأن جدوى استرداد العائد منه ستكون طويلة الأمد، ويرى”عقيل” أنه من الأفضل والمنطقي أن نلجأ إلى الربط من خلال السكك الحديدة وليس من خلال النقل البري، منوهاً أن الولايات المحدة الأمريكية قد لجأت إلى السكك الحديدية لربط غرب أمريكا بشرقها وشمالها وجنوبها، وهذا هو الحل الأصح في حالى الربط لمسافات طويلة، وفي حالة الطريق اُلمزمع إنشاءه بين مصر وجنوب أفريقيا لنقل الأفراد والبضائع لعشرات الكيلومترات فسيكون من أطول الطرق في العالم إن صح الإفتراض، منوهاً أنه عند الحديث عن نفل منتجات مثل اللحوم فإن تكلفة نقلها بالطرق البرية ستكون مرتفعة للغاية بحسب دراسات وأبحاث النقل.
وذكر تقرير أعده الفريق البحثي للمركز المصري للدراسات الاقتصادية أن نحو 60% من الصادرات المصرية إلى الدول الإفريقية غير العربية يتركز في خمس دول فقط هي كينيا، وجنوب إفريقيا وإثيوبيا، نيجريا وغانا وهي جميعا دول ساحلية وهو ما يعكس صعوبة الوصول إلى الدول الحبيسة وارتفاع تكاليف النقل للوصول إلى تلك المناطق، ومن ثم يعتبر طريق القاهرة-كيب تاون من أهم المشاريع التي من شأنها زيادة نفاذ المنتجات المصرية إلى الدول الإفريقية ولاسيما أنه حتى الآن لم تتحقق الاستفادة الكاملة من السوق الإفريقي كسوق كبير للمنتجات المصرية, أن تعظيم الإستفادة من طريق القاهرة- كيب تاون يتطلب إعتبار هذا الاستثمار الضخم في البنية التحتية ليس مجرد ممر للتجارة، إنما يمكن الإستفادة منه في تعزيز سلسلة القيمة المصرية وزيادة تنافسية المنتجات المصرية من خلال خفض تكاليف الإنتاج سواء من خلال خفض تكاليف النقل، أو خفض تكاليف مدخلات الإنتاج بالاستفادة من التخفيضات الجمركية الممنوحة في إطار الاتفاقيات التجارية المختلفة مع الدول الإفريقية. هذا بالإضافة إلى الاستفادة من وجود هذا الممر التجاري في تنمية المناطق الحدودية المصرية والعمل على جذب الاستثمارات لتلك المناطق.