· هو رمز من رموز صناعة الأدوية فى العالم العربى
· فى النكسة عالج نقص الأدوية وأنقذ الكثير من المرضي
· من مقولاته الشهيرة : الذى يعطى بلا قيود يعطيه الله بلا حدود
فى العالم قليلون من يغادرونه ولا يغادرونه … يرحلون بالجسد وتبقي سيرتهم حاضرة أمام كل الشباب وتظل إسهماتهم خالدة بل ومفخرة لأجيال بعد أجيال … من هؤلاء المؤثرون والحقيقون الدكتور ثروت باسيلي الذى غادر عالمنا بالجسد فقط يوم الثلاثاء الماضى فى شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع مع المرض أنهكه مؤخرا ليجدد مثل النسر شبابه فى الملكوت الأبدى نستعرض معكم بعضاً من سيرة حياته والتى تحتاج إلى موضوعات كثيرة لتلم كل ما أنجزه هذا القوى طوال ال 77 عاماً الذى عاشهم على الأرض
ولد الدكتور ثروت باسيلي فى مدينة المنيا 14 سبتمبر 1940 عام وكان والده يعمل مدرس أول بوزارة التربية والتعليم والذى عنى بتعليم أولاده جميعهم والذين بلغ عددهم 11 أخ وأخت وكان ثروت أكبرهم من البنين فكان بمثابة الأخ والأب لهم بعد رحيل الأب فى 30 يونيه 1988 و كان الطالب ثروت من المتفوقين دارسياً طول حياته فحصل على الدرجة النهائية فى الكيمياء فى امتحان البكالوريا ونجح وقتها فى الحصول على مجانية التعليم فى كلية صيدلية جامعة القاهرة والتى كانت تمنح فقط للمتفوقين وقتها .
بدأ الدكتور ثروت حياته بإنشاء صيدلية في مدينة أسوان أسماها صيدلية “ثروت أسوان” فى عام 1967 وبعد الحرب تعثر إستيراد الأدوية لمصر مما تسبب فى نقص شديد لبعض الأصناف المهمة ولهذا لجأ دكتور ثروت باسيلي لعمل أدوية تركيب أشتهرت بها صيدليته لنجاحها مع المرضى الذين كانوا يأتون لأسوان لشرائها بكميات كبيرة لإستعمالها فى القاهرة وبعض المحافظات فى الوجه القبلى.
وتزوج دكتور ثروت باسيلي من السيدة الفاضلة إيزيس فوزى شنودة وأنجب منها “إيليا” و”جورج” و”نيفين” و”منى” واللذان تطبعا بوالدهم وسارا على نهجه المصرى الأصيل فى الخدمة والعطاء وحب الوطن فشغل الأستاذ إيليا العديد من المناصب المهمة متوليا إدارة قناة سى تى وعضوية لجنة الصحة بمجلس النواب المصرى… فالشجرة المثمرة تثمر من خلال فروعها الطيبة
وطبعت عليه أسوان المحافظة الهادئة بالكثير من ملامحها ليكبر فيها ويصبح مثلها يحمل من أصالة المصريين وشهامتهم وكرمهم وسرعان ما ذاع صيت صيدلية ثروت فى أسوان وبعد نجاحه من خلالها لم يقف عند هذا الحد من الطموح فبعد أن أعلن السادات سياسة الإنفتاح الإقتصادى حصل دكتور ثروت على ترخيص رقم 1 فى تاريخ مصر بأسم مكتب آمون العلمى فكأن هذا المكتب هو النوأة لبزوغ واحداً من رواد صناعة الدواء فى مصر واستمر على درب الكفاح حتى أسس شركة آمون للادوية التي قام ببيعها لعدد من المستثمرين العرب في صفقة هي الأكبر في تاريخ قطاع الأدوية المصري، كما شغل منصب رئيس شعبة الأدوية بإتحاد الصناعات المصرية ووكيل لجنة الصحة بمجلس الشورى.
ولم تنسه الأضواء أو الشهرة هموم الأقباط ومشاكلهم التى كانت تقع بين الحين والآخر فأهتم دكتور ثروت أولا بتنمية المجال الإعلامى القبطى مؤمنا بأن تنمية العقل وتثقيفه أمراً فى غاية الأهمية لبناء وطن بأكمله، فأسس محطة تلفزيونية فضائية قبطية وهى قناة «Ctv»، وعمل بها عدداً من الإعلاميين والصحفيين الأقباط الكبار ومع الوقت تجاوزت شهرتها المجتمع ليطرح من خلالها موضوعات هادفة وقضايا وطنية لتصبح من المنابر الإعلامية المهمة فى مصر إلى وقتنا هذا ، كما شغل الدكتور ثروت منصب وكيل المجلس الملي للاقباط الارثوذكس وكان يعمل طوال شغله لهذا المنصب المهم فى صمت طوال الوقت، فلا يخرج فى المنابر متحدثا مهللا بل يسعى فى عقلانية كان يتسم بها طوال حياته فى الوصول بكل المشكلات والعقبات التى تقف أمام الأقباط إلى بر الآمان …. فكم من أسرة مصرية ساعدها دكتور ثروت وعائلته فى اجتيار العقبات وكم فرص عمل وفرها للشباب والفتيات… عدد لا يحصى ولا يعد، وينم فقط عن فكر مصرى أصيل فى وضع خطة بالنهوض بالبلاد.
وكان على علاقة طيبة بالبابا شنودة الثالث فكان يقول عنه دائما:” لو قورن العصر الذي نعيش فيه بالعصور التي عشناها في بواكير حياتنا أو بعض العصور التي قرأنا عنها في كتب التاريخ الكنسي لاعتبر عصر البابا شنودة – عصرا ذهبيا بكل المقاييس ليس في مصر وحدها ولكن في العالم كله”
ومن مقولات دكتور ثروت باسيلي المشهورة والتى سار على نهجهها طول حياته : كل من سألك أعطه طالما مقدورتك تسمح بالعطاء …. وطالما فى طاقة يدى أن أفعل شيئا معينا ولا أفعله فهذا تقصير منى أمام الله….. ومع الوقت ستجد أن الله يعطيك بلا حدود طالما تصرف بلا قيود.