1 – يوحنا.. عمد بمعمودية التوبة، قائلًا للشعب آمنوا بالذي يأتي بعدي، أي المسيح يسوع. ( أعمال 19 : 3،4 ) 2 – أما في الكنيسة فمعمودية الماء ومعمودية الروح القدس اتحدوا معا في طقس واحد، حتى صارت هية مغفرة الخطايا، وهية الروح القدس متحدة في العماد والإيمان معاً، فقال لهم بطرس الرسول “توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس ” ( اع 2 : 38 ) –
2— عماد يوحنا المعمدان: قائم على الاعتراف بالخطايا دون قبول نعمة، والموت عن حياة الخطية دون قيامه.. والخطية عند المعمد، هي ترك الله وعدم طاعة وصاياه، والتوبة عند المعمدان هي العودة إلى “يهوة”، والخضوع لوصاياه.
وقد مارس يوحنا المعمدان المعمودية بأمر إلهي “الذي أرسلني لأعمد” ( يو 1 : 23 )
3—إن المعمدان أرسله الله لتنبيه الشعب بمجيء المسيا، الذي بواسطته يتم العهد الجديد بين الله والشعب، العهد الذي يقوم على الصليب – على صلب الابن وسفك دمه كذبيحة كفارة لغفران خطايا الشعب.
4 – وإذا فهمنا ذلك أدركنا دون شك أن التوبة على يدّي المعمدان وغفران الخطايا كانت تمهيدية تؤهل الشعب للدخول في مجال عمل الابن الكفاري لنوال مغفرة الخطايا بالدم.
5 – ومن هنا – نرى أنه في الوقت الذي فيه معمودية الماء للتوبة لاترتقي بصاحبها إلى شيء من البر أو النعمة، فنرى الذي اعتمد بالروح القدس ينال بر المسيح ونعمة الله، ويرقى إلى الشركة مع المسيح والجلوس معه عن يمين الأب.
6 – وكأن التوبة على يدي المعمدان والتغطيس في الماء كانت بمثابة العودة من حياة الخطيئة وكل أعمالها وعاداتها، والرجوع إلى الله الحي، وهذا يعني أن عملية العماد على يد المعمدان بأكملها من التغطيس في الماء، والاعتراف بخطايا ونجاسات الخطيئة وقبول الغفران عن كل الماضي المظلم – كان تأهيلا للدخول في الإيمان بيسوع المسيح لقبول الفداء والخلاص وغفران الخطايا بأكملها والتي اقترفها الشعب بكسرة ناموس موسى.
“يا أحبائي… التوبة ليست شعارات أو كلام… إنما التوبة الحقيقية من أعماق القلب والتي يكون لها ثمارها الطاهرة، فهم حسب الظاهر أولاد إبراهيم، وحسب القلب الداخلي هم أولاد الأفاعي.. وأن ورثة إبراهيم لاتشفع لهم بالدخول في الحياة الأبدية الأخرى إلا بالأعمال الصالحة، ففضائل الآباء لاتنفع الأبناء إلا بمقدار ما يقتفون من خطواتهم”.
نعلم أن معمودية يوحنا المعمدان كانت للشعب لكي يعترفوا بخطاياهم ويقدمون عنها توبة، ثم يعتمدوا.. فهل المسيح له كل المجد جاء إلى يوحنا كتائب عن خطاياة ومعترف بها ؟
وللاجابة عن هذا السؤال نقول :
المسيح له كل المجد بلا خطايا من الأساس لكي يعترف بها، بل هو قدوس كلّي القداسة، وقد اعترف الجميع بذلك وأقروا به، فنجد مثلاً: –
1 – الملاك حين بشر السيدة العذراء بولادته حسب ما جاء في (لو 1 : 35 ) “35 فأجاب الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.”
2 – الأرواح الشريرة حين كان يطردها فكانت ترد حسب ماجاء في ( مر 1: 24 )، (لو 4 : 34 ) ” 34 «آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري! اتيت لتهلكنا! أنا أعرفك من أنت: قدوس الله». 35 فانتهره يسوع قائلا: «اخرس واخرج منه». فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا ”
3 – حتى يهوذا الأسخريوطى الذي أسلمه، وكان يهمه بالقطع تبرير نفسه، إلا أننا نجده يقر ويقول :(مت 27 : 40 ) (قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً ”
4 – الآباء الرسل في كرازتهم : *( عب7 : 26 ): (26 لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات ).
**(أع 3 :14 ) : (14 ولكن انتم انكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل.)
*** ( 1بط 1: 15 ) ( بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة)
5 – وقد ورد فى سفر الرؤيا عن الله الكلمة المتجسد :
• (رؤيا 3: 7 ) : ” 7 واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في فيلادلفيا:«هذا يقوله القدوس”
• (” رؤيا 4 : 8 ) : ” 8 والأربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة أجنحة حولها، ومن الداخل مملوءة عيونًا، ولا تزال نهارا وليلا قائلة:«قدوس، قدوس، قدوس، الرب الإله القادر على كل شيء، الذي كان والكائن والذي يأتي»
6 –– كان باراً وبلا خطية :
حيث جاء في (1بط 2 22-23 ) “22 «الذي لم يفعل خطية، ولا وجد في فمه مكر»، 23 الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا، وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.”
أراد الرب يسوع أن يكّمل الشريعة و يكرمها بقبولها بالكامل، حيث قال : “أن نكّمل كل بر” – أي كل مطالب الشريعة ورسومها – فقد ظهر معنى كلمة ” بر ” في الآية الواردة في( رومية 3 : 21 ) حيث أنها تشير إلى الترتيب الذي نظمه الله : ” 21 وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس، مشهودا له من الناموس والأنبياء،”
أن الله حفظ كل الترتيبات وأطاعها الرب يسوع ومن مظاهر هذا الحفا ظ على هذه الترتيبات أنه : –
ا– اختتن ب — قام بواجباته في الهيكل والمجمع
ج — وفى حفظ عيد الفصح وبقية الأعياد
حيث أنه علمنا أن الكمال في الطاعة الكاملة للترتيبات الإلهية.
إن الرب اعتمد من يوحنا بالرغم من أنه فائق القداسة، وليس لديه خطيئة من أي نوع لكي يتوب عنها، فهو الذي قال فيما بعد : “من منكم يبكتني على خطية ؟”( يو 8 : 46 ) 0