لا يمكن أن يتسنى لك أن تعرف ذاتك بأمانة وصدق وحولك ضباب في سماء حياتك. الضباب هو خداعات النفس وشهوات الذات وميول الجسد ، كقول بولس الرسول: “الذين للمسيح هم الذين صلبوا الجسد، الأهواء و الشهوات” (غلا ٥: ٢٤)، فلابد مع صلب الجسد والأهواء مع الشهوات لنكون للسماء وثانياً أن نكون مسكناً للروح القدس، لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون و لكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. (رو٨: ١٣)
لنقدم توبة صادقة بالدموع وطلب معونة الرب الذي قال له ارميا: “وتوبني فاتوب لأنك أنت الرب إلهي” (أر ٣١: ١٨) النفس النقية والقلب الطاهر يسهل لها أن تعرف ذاتها حيث لا شهوة أو رغبة أو هوى سوى الرب يسوع المسيح . هو الوحيد شهوتي وهواي، والجلوس تحت قدميه للتمتع بذاته والتعلّم منه الفضيلة، الفضيلة التي يحبها الرب كفضيلة المحبة والتواضع والطاعة، هذه الفضائل ومثلها تجعل النفس البشرية جنّة يدخل إليها الرب يسوع ويقول : “أدخل إلى جنّتي، أقطف مُرّي مع طيبي، آكُل شهدي مع عسلي، أشرب خمري مع عنبي” ( نش5 : 1 ) .
هذه هي صورة النفس المملوءة بالفضائل التي يفرح بها المسيح الرب.. وبذلك يكون الإنسان بريء من الخطايا وضبابها، وتكون حياته واضحة أنها لله، فتصير نقية تحت رعاية المسيح.
و هناك ثلاثة نقاط هامة ينبغي أن نعيش فيها :-
1- تنقية النفس والقلب من هموم العالم والتوبة عن الخطايا واللجوء للسيد المسيح، ورفع أعيننا نحو السماء التي ننتظرها .
2- الامتلاء من الروح القدس والتغذية بالصلاة والتناول من جسد الرب يسوع ودمه .
3- قراءة كلمة الله في الكتاب المقدس تستطيع بها معرفة النفس ودواخل الذات. بحياة الخلوة الروحية والسعي نحو الفضيلة نكون هياكل مقدسة، مثمرين للرب يسوع المسيح له كل المجد، بشفاعة القديسة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل والقديس يوحنا المعمدان والشهيد مارمرقس كاروز ديارنا المصرية وكافة الشهداء وأبينا القديس أنبا مقار الكبير وجميع القديسين، و بصلوات صاحب الغبطة البابا أنبا تواضروس الثاني – أدام الله حياته سنيناً كثيرة وأزمنة سلامية مديدة