تعيد الكنيسة اليوم بتذكار معجزة نقل الجبل المقطم ،وذلك أنه في عهد البابا أبرآم بن زرعة البطريرك الثاني والستين من بطاركة الكرازة المرقسية تمت معجزة نقل جبل المقطم .
تحت رعاية نيافة الحبر الخليل الأنبا ثيؤدوسيوس اسقف الجيزة اقامت مطرانية الجيزة القداس الالهى وبداء القس دايفيد مشيل كاهن المطرانية القداس بصلاة باكر وقراءة المزاميرواختيار الحمل و بعد القراءات اليومية من البولس و الكاثوليكون والابركسيس والسنكسار، قام بتطيب جسد القديس سمعان الخراز تذكار لمعجزة نقل جبل المقطم , وتمت صلاة القداس الالهى وتناول الشعب من الاسرار المقدسة وانصراف الشعب بسلام .
قصة نقل جبل المقطم:
كان للخليفة المعز لدين الله الفاطمي وزير اسمه يعقوب بن كِلِّس يكره المسيحيين ويريد الإيقاع بهم، فدخل على الخليفة وقال له: يوجد في إنجيل المسيحيين آية تقول: ” لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل متى (17 : 20 ) .
ثم دعا الخليفة الأب البطريرك وعرض عليه هذا الكلام، فطلب منه مهلة ثلاثة أيام فأمهله. ولما خرج من لدنه جمع الأساقفة والرهبان القريبين ومكثوا بكنيسة القديسة العذراء – المعلقة – بمصر القديمة، ثلاثة أيام صائمين ومصلين لله، وفي فجر اليوم الثالث ظهرت القديسة العذراء للأب البطريرك وأعلمته عن إنسان دبَّاغ قديس اسمه سمعان، سيُجري الله على يديه هذه المعجزة. فاستحضره وأخذه معه وجماعة من الأساقفة والكهنة والرهبان والشعب، ومَثَلُوا بين يدي المعز، وأبلغوه باستعدادهم لنقل الجبل، فخرج المعز ومعه رجال الدولة إلى قرب الجبل المقطم، فوقف البطريرك ومن معه في جانب، والمعز ومن معه في جانب آخر. ثم صلى البطريرك والمسيحيون الذين معه وسجدوا ثلاث مرات قائلين ( كيرياليسون… يارب ارحم ) وكان عندما يرفع البطريرك والشعب رؤوسهم بعد كل ميطانية يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض، وإذا ساروا سار أمامهم. فوقع الرعب في قلب الخليفة ومن معه، فتقدم الخليفة من البطريرك وهتف قائلاً ( عظيم هو الله وتبارك اسمه، لقد أثبتم أن إيمانكم حقيقي حي، فاطلب ما تشاء وأنا أعطيه لك ). فلم يقبل البطريرك أن يطلب شيئاً ولما ألح عليه قال له ( أريد تعمير الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس – أبو سيفين – بمصر القديمة ). فكتب له منشوراً بذلك وقدم له من بيت المال مبلغاً كبيراً، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال، فازداد توقيراً عند المعز. فبنى البابا البطريرك كنيسة أبى سيفين وكنائس أخرى كثيرة.
وتذكاراً لمعجزة نقل الجبل المقطم أضافت الكنيسة ثلاثة أيام إلى صوم الميلاد فأصبح 433 يوماً، كذلك أخذت الكنيسة عن هذا البابا صوم يونان ( 3 أيام ) التي كان يصومها السريان.