شاركت الدكتورة مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان، في احتفال كلية الطب جامعة بنها، باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والتوعية بسرطان الثدي، والذي نظمه الدكتور إبراهيم راجح وكيل الكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع، تحت رعاية اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية، والدكتور السيد يوسف القاضي رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور جمال إسماعيل نائب رئيس الجامعة، و الدكتور محمود عبد الصبور عميد كلية الطب.
بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة حداداً على شهدائنا في عدوان الإرهاب الأسود على مسجد الروضة، في منطقة بئر العبد بشمال سيناء، وتوجهت شوقي بخالص العزاء للشعب المصري وأسر الضحايا خلال الاحتفال، وقالت نائب وزير الصحة والسكان, إن هذا الحادث بالرغم من بشاعته إلا أنه سيزيدنا صلابة وقوة في مواجهة الإرهاب الغاشم.
وأكدت ” شوقي” على أن تكريم رئيس الجمهورية للمرأة المصرية التي ضحت بالأب والزوج والأبناء، ومخاطبته للسيدات ب “عظيمات مصر” تعكس إيمانه الشديد بأن المرأة المصرية هي السند لمصر في الحروب والثورات، والآن في معركة التنمية ويعبر عن أسمى تقدير لدور المرأة المصرية في المجتمع.
شارك في هذا الاحتفال برنامج صحة المرأة بوزارة الصحة والسكان، والمجلس القومي للمرأة، وطلبة الامتياز من كليتي طب وتمريض بنها، والعديد من الجمعيات الأهلية المشاركة في التوعية بسرطان الثدي، ومنها جمعية سيوس.
استعرضت مايسة شوقي الوضع الديموجرافي في ضوء تقرير تعداد مصر 2017 و تناولت فيه وضع المرأة تحديداً والجهود التي يجب أن تتضافر بين الوزارات والهيئات القومية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني في إطار الخطط القومية للدولة، فبينما يشير التعداد إلى وصول إجمالي الأميين والمتسربين من التعلىم إلى 28 مليون نسمة فإن الأمية في مصر نسوية ريفية.
وللتعامل مع الأمية يجب وضع خطة قومية يتم تحديد الأدوار فيها جيداً وتخصيص الموارد المالية والبشرية وكافة اللوجيستيات للإسراع بالنتائج المرجوة.
وقالت “شوقي” إن الأولويات في محو الأمية هي استهداف السيدات والشباب وربط برامج محو الأمية بمنهج سكاني وإتاحة برامج تدريب موجهة تتواكب مع فرص العمل المتاحة في كل محافظة حسب احتياجاتها.
وأردفت, أن “الأمية الصحية” هي إحدى نقاط الضعف الحالية والتي استوجبت وضع حلول قصيرة و متوسطة و بعيدة الأمد، ومن هنا أعدت الخطة القومية لرفع الوعي الصحي والمجتمعي، وحشدت كوكبة من أساتذة الجامعات في تخصصات عديدة لإعداد المكون العلمي و الرسائل التثقيفية المبسطة ل31 موضوع ذات تأثير مباشر في الارتقاء بوعي المواطن البسيط، وذلك لتمكينه من اتخاذ القرار الأفضل المبني على المعرفة.
والمنهج العلمي الذي اتبعناه في إعداد الخطة القومية لرفع الوعي الصحي والمجتمعي هو المتبع في الدول المتقدمة، وتم ربط مبادرة الرائد الجامعي والتي تم تدريب 1200 طالب من خلالها في 12 جامعة تخدم 15 محافظة بقاعدة بيانات للطلبة تتيح توجيههم إلى الأماكن الأكثر احتياجاً.
وعلى المدى البعيد فإن استراتيجية إعلام سكاني تأتي في المقام الأول من الأهمية كأحد الحلول الجذرية لترسيخ المفاهيم السكانية في وجدان المواطن المصري والتأكيد على أنه شريك أساسي في حل القضية السكانية.
وأثنت الدكتورة مايسة شوقي على جهود البرنامج القومي لصحة المرأة وخاصة الموجه، للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، مما يتيح فرص أفضل للشفاء، وأن احتمالية إصابة سيدة من كل 8 سيدات بسرطان يستتبعها ضرورة توعية السيدات بمحددات الخطر لسرطان الثدي والفحص الذاتي للثدي، وكذلك تفعيل الفحص الإكلينيكي للثدي ثم الفحص التشخيصي بالماموجرام.
وقالت إن الأبحاث تشير إلى أن كل جنيه ينفق في الوقاية يوفر 45 جنيه في العلاج و هو ما يعني ضرورة الاهتمام بالجانب الوقائي في الخدمات الصحية.
ونصحت الدكتورة مايسة شوقي، بضرورة ربط فحص سرطان الثدي في المحافظات بمنهجية إحصائية علمية، تعكس مجتمع السيدات في السن المستهدفة على مستوى الجمهورية، فذلك سيجعل النتائج تمثل السيدات المصريات قومياً وبنفس الجهود والإمكانات الحالية.
واقترحت الدكتورة مايسة شوقي تعاون وزارة الصحة مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لأن لديه كافة الخبرات والكفاءات واللوجيستيات الداعمة للمسموح القومية.
عرضت الدكتورة جيهان شاهين، مقرر المجلس القومي للمرأة، جهود المجلس في النهوض بأوضاع المرأة في المحافظة، وتطبيق الاستراتيجية القومية لتمكين المرأة ومناهضة العنف ضد المرأة، وقالت إن هذه الجهود مرتبطة حالياً بمحو الأمية والتدريب الموجه لإتاحة فرص العمل، من خلال المشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وفي كلمته أكد الدكتور جمال إسماعيل على أهمية التوعية الصحية وإيجاد آليات لتفعيل التشبيك بين الجامعات والوزارات التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني، وأن ذلك يصب في مصلحة المواطن.
عرضت الدكتورة عبير مغاوري مستشار وزير الصحة للأشعة التشخيصية برنامج الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي.
استعرضت الدكتورة إيمان البيطار وكيل كلية طب بنها للدراسات العليا والبحوث الخطة البحثية في ضوء احتياجات المجتمع وربط مخرجاتها بآليات التنفيذ لتفعيل توصيات البحث العلمي والاستفادة الحقيقية منه.
وعرضت نرمين منصور من مؤسسة سيوس جهود الشراكة في تنمية المجتمع، وحرصت المؤسسة على التوسع في التعاون التنموي.
في نهاية الاحتفال أضاف الدكتور إبراهيم راجح، أن كلية طب بنها بالتعاون مع مبادرة الرائد الجامعي التي أسست لها نائب وزير الصحة والسكان، نجحت بالفعل من إعداد فريق مدرب بجودة عالية يقوم بنشر المفاهيم السكانية داخل الجامعة و في المراكز الحالية لها.
و أضاف راجح أن مشاركة 50 طالب في القافلة السكانية بالتعاون مع اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية في أكتوبر الماضي، هو أقوى دليل على شراكة الجامعة في الارتقاء بوعي المواطنين في المراكز الأكثر احتياجاً للتنمية السكانية في محافظة القليوبية.
واستعرض الدكتور إبراهيم راجح جهود الكلية في الارتقاء بالخصائص السكانية وأنه في إطار التعاون مع نائب الوزير، سيتم وضع الأولويات لمحافظة القليوبية، في ضوء الدراسة التحليلية لنتائج تقرير تعداد السكان 2017 خلال شهر ديسمبر.